محمد كامل عبد الرحمن : ولاة في انتظار رياح التغيير
لقد شكا أبناء ولاية البحر الأحمر كثيراً من سياسات الوالي الحالي د. محمد طاهر إيلا، ويكفي أن تاريخ الشكاوى ضد الرجل التي استلمها المركز هو تاريخ طويل يعود الى مذكرة الثلاثمائة قيادي بالمؤتمر الوطني، والتي قادها المرحوم طيب الذكر موسى علي كجر، ونسبة للغياب المستمر للمركز عن قضايا وهموم الجماهير فقد تم تهميش المذكرة، وعلى خلفية التهميش انسلخ عدد مقدر من أبناء شرق السودان من الحزب الحاكم وعلموا منذ وقت مبكر أن هذا الحزب لا يحترم المؤسسية ولا يستجيب لرغبات قواعده. وهكذا استمر الحال الى يوم الناس هذا وحتى صباح امس مازالت شوارع وطرقات مدينة بورتسودان تمور وتموج بالجماهير الغاضبة الرافعة لشعارات ترفض قرارات الوالي إيلا القاضية ببيع مدارس الاساس وسط المدينة بمزاعم الاستثمار.
وفي ولاية سنار ظل مسلسل تهميش صوت الجماهير مستمراً لصالح تكريس واستمرار والي الولاية في منصبه رغم أنف سكان ولاية سنار، ورغم أنف الملفات الشائكة والعويصة التي تحيط بأداء الولاية شكلاً ومضموناً، ورغم ملفات الفساد المنشورة، ولا أحد يستجيب لصوت الجماهير، وكأنما ولاية سنار إقطاعية خاصة بعيدة عن سلطة المركز تُدار بقبضة رجل واحد، وكذا الحال في ولاية شمال دارفور.. اما ولاية النيل الأبيض ففيها الكثير المثير الخطر مما سنفرد له حيزاً مناسباً لاحقاً، ولكن ومع ذلك يرفض الكثير من ابناء ولاية النيل استمرار والي الولاية في ادارة الولاية بالطريقة التي يديرها بها الآن.
هنالك مفارقة غريبة في نهج الحكم الاتحادي، بحيث يبدو في الظاهر أن الولايات يحكمها اهلها، ولكن في حقيقة الأمر يرجح المركز كفة الوالي المعين منه حزبياً ليطغى فوق كفة الجماهير، فيبح صوتها دون ان تحقق مطالبها، وهو عوار بين في أكذوبة الحكم الاتحادي. وقد ظهر هذا العوار حينما استبد الأمر ببعض الولاة فلجأوا إلى الاستكانة بنهج «الكفة الراجحة دوماً وابداً» لينقلب السحر على الساحر، فيتمرد الوالي المدلل من المركز على المركز نفسه ويمسك بخيوط اللعبة جيداً، ويصبح بعبعاً مخيفاً للمركز نفسه. والغريب أن المركز لا يستأسد على احد من الولاة الا من كان غير مؤتمر وطني، ولن ينسى الرأي العام ما حدث من هجمة شرسة تحت مزاعم فرض هيبة الدولة على والي ولاية النيل الازرق الاسبق مالك عقار وما ترتب على ذلك من حرب ودماء ودمار.
هنالك حراك كبير ضد بعض ولاة الولايات، ومن المهم ان يدرس المركز بولايته على ولاة هذه الولايات الاسباب الحقيقية لهذا الحراك ومدى تورط بعض الولاة في الاستبداد بالسلطة وتخريب مصالح المواطنين ونشر الظلم والفساد وحماية، كل ذلك عبر السلطة الممنوحة لهم باعتبارهم رؤساء لجان الأمن بالولاية، وباستطاعتهم تحريك كل السلطات الموجودة بالولاية لتنفيذ وحماية قراراتهم ولو كانت جائرة. و«للحديث بقية».
صحيفة الإنتباهة
[/JUSTIFY]
من اسواء واخطر سياسات الانقاذ تعين ولاة من قبائل الولاية فهذا تكريس للقبلية ودعوة للانفصال تحروا وستتاكدون
السودان امانة فى اعناقكم الاخ البشير