محمد الطاهر العيسـابـي: رفقاً بقوارير الإسلامية بالدبة !
كلية التربية والدراسات الإسلاميّة بمدينة الدبة بالولاية الشماليّة هي إحدى أفرع جامعة أمدرمان الإسلاميّة المنتشرة بعددٍ من ولايات السودان ، يدرسنّ بها طالبات زغب الحواصل من عدة قرى مجاورة لمحلية الدبة وقلة من بعض ولايات السودان ، طالبات كرِيمات مزارعين كادحين يأكلون من عرق الجبين ، يستظلون بالسماء ويصطلون بالهجِّير لتوفير لقمة حلال ( متعوب عليها ) مغسولة بالماء الزﻻل ، تخرج من بين رمال وطيّن .
يعاني فلذات أكبادهم الطالبات اللائي يدرسن بفرع الجامعة من ظروفٍ عصيّبة في السكن والمعيشة ، بعد أن تخلّت إدارة الجامعة عن منزل لهن كان مستأجراً كداخليّة بحي الإمتداد بمدينة الدبة ، وبعدها تم إسكانهن بمبانِ معهد التأهيل التربوي بالدبة فصول غير مهيأة أصلاً للسكن ، ولأن القرار من أساسه غير واقعي فقد تم إخلائهن من المعهد نفسه نسبة لبداية العام الدراسي لمدرسة الدبة الأساسية والتي نفسها تستغله مؤقتاً ولهذه المدرسة قصة مُضحِكة وُمبكية تطول، لابأس أن نلخصها لكم في سطور.
يأتي ( مندوب ) إحدى المنظمات الخيرية ويدخل على المسؤولين بمحليّة الدبة ويبشرهم بتشييد مدرسة أساس للبنين على أحدث المواصفات مكان مدرستهم ( القديمة ) واعداً إياهم بإنجاز العمل بأسرع مايكون ليلحقوا بالعام الدراسي وكان هذا ( العام الماضي ) ، ــ ثم ماذا بعد ــ يشترط ممثل المنظمة إن جاز ( وصفه ) أن تتم تسويّة المدرسة مع الأرض ويمكنه سداد مصروفات ( الهدم والتدمير ) ، لم يصدق المسؤولون فوقعوا بالمدرسة ( هدم ) فتمت إزالتها وتسويتها مع الأرض ، وللأسف قبضوا ( الريح ) وكشحوا مويتهم على سراب !! لم تلتزم المنظمة بوعدها بالتشييد حسب الموعد المقرر له حتى الآن ومنذ عام ، والمدرسة قد سويّت مع الأرض وأصبحت( أنقاض ) ! ومن الطريف والمؤسف حتى أن المنظمة السراب لم تقم بسداد تكلفة ( التدمير ) التي تمت بآليات مكلفة ، فأصبحت ( ميتة وخراب ديار )
ويستمر مسلسل ( المرمطة ) .. تم إخلاء ( طالبات الإسلاميّة ) من معهد التأهيل لإستغلاله من تلاميذ آخرين ( منكوبين ) ، مما إضطرهن للسكن بالكلية وبقاعات الدرس يفترش بعضهن الأرض بحوش الكليّة وأخريات يردفن في سرير واحد ، في مشهد مأساوي أليم يحكي عن معانتهن ، إذا يضطرن للإستيقاظ باكراً لجمع فرشهن قبل حضور الطلاب للقاعات كما يعانين في توفير الوجبات لظروفهن الإقتصادية الصعبة كما تحدثت إحداهن لـموقع سوداناس عن معاناتهن اليوميّة في السكن الغير مناسب بقاعات الدرس والذي لايحفظ خصوصيتهن كفتيات والإعاشة التي تجعل بعضهن يكتفين بوجبة واحدة في اليوم .
رفقاً بهن فيكفي غربتهن بعيداً عن أهلهن طالبات للعلم صابرات مجاهدات يفترشن الأرض ويلتحفن السماء ، فكيف يناموا على فراش وثير من سيسألهم عنهن الله ، و طالباتهم في الصقيعة في سكن ﻻيحفظ خصوصيتهن ولاكرامتهن ، يستيقظن في وجل في الظلم لكي ﻻيطلع عليهن أحد ، فالفناء الذي ينامن فيه لهن ولغيرهن من الطــــلاب ، فكيف لهن أن يجدن راحتهن في هكذا وضع وحال !
طالبات ﻻيتجاوز عددهن الأربعون أتعجزيد ود بلد ( مستطيع ) أن تمتد إليهن بالعون إن كان قد قصر في حقهن المسؤولين ؟ .
بقلم : محمد الطاهر العيسـابـي
[email]motahir222@hotmail.com[/email]
[SIZE=5]مشكور الاستاذ العيسابي وانت تتحدث عن ماساة فلذات اكباد وليت ماقلت يلامس قلوب القائمين بامرهن ، واشكر لك كتاباتك الراقية عن قضايا مهمة اتابعك دوما واتمنى لك ان تتربع في قمة صحافتنا بدلا عن هذا الغثاء [/SIZE]