سياسية

رموز شرق دارفور بالمركز يتبنون مبادرة التصالح الإجتماعي

[JUSTIFY]اجتمع امس نفرٌ من أبناء ولاية شرق دارفور في قاعة “مركز أم درمان الثقافي” تلبية للدعوة المقدّمة من الدائرة السياسية لولاية شرق دارفور بقيادة الأستاذ/ عبدالرحيم محمد الهادي القيادي بالمؤتمر الوطني ورئيس الدائرة السياسية. ضمّ اللقاء عدداً من رموز المجتمع بالولاية من دستوريين: وزراء ونواب برلمانيين وسياسيين وشعبيين من قطاعات الإدارة الأهلية والمرأة والطلّاب وقادة الرأي والمهنيّين من صحفيّين ومهندسين وغيرهم. جاء اللقاء بعنوان “المؤتمر الوطني – قطاع الإتصال التنظيمي – أمانة دارفور – دائرة شرق دارفور: ملتقي قيادات أبناء ولاية شرق دارفور” وتحت شعار: (معاً من أجل السلام والتصالح الإجتماعي)- تحت رعاية الأستاذ الشاب/ عبدالرحيم محمد الهادي (رئيس الدائرة الجديد خلفاً للسيد/ شيخ الدين مختار ).

تم ابتدار اللقاء بآي من الذكر الحكيم – تلاه خطاب السيد/ رئيس الدائرة الذي ثمّن تلبية الحاضرين للدعوة واحتشادهم الكثيف ممثلين لجميع المكونات الرئيسية والكيانات المختلفة – برغم قصر زمن الدعوة. وقد امتدح بعد ذلك زخر الولاية بالعديد من القيادات السياسية والإدارية المتميزة في جميع المجلات والتي لم تكتشف بعد. كما أشارإلي ضرورة تجاوز أزمات وحدة الصف وحظوظ النفس وأن تعمل القيادات علي ترتيب الأولويات بأسرع ما تيسّر معولين علي وعي وإيمان الجماهير بالولاية. كما نبّه إلي أن المتأثرين بالحرب وويلاتها هم البسطاء من أهل الولاية الذين تضاعف لهم نتائج هذا الصراع ما يعانونه أصلاً من الظروف الإقتصادية العامة التي يعاني منها السودان اليوم نتيجة الحظر والتي تأثر بها كل الناس. كذلك أفاد المجتمعين بأن قيادات حزب المؤتمر الوطني (السيد/ حسبو نائب رئيس الجمهورية والبروفيسور غندور مساعد الرئيس) مهمومة للغاية بأمر هذه الولاية التي تمتلك العديد من الإمكانات والقدرات والموارد التي ستمكّنها بحول الله من الإنطلاق إذا تمّ تحقيق السلم والتصالح الإجتماعي. وكذلك أشار إلي بروز آراء تنادي بإقامة الصلح أولاً ثم تكوين الحكومة بعد ذلك وأخري تنادي بممارسة العمل بتكوين الحكومة أولاً لتشارك هي الاخري في حلحلة المشاكل. كما أشار إلي أن جهود البناء التنظيمي القاعدي بالولاية قد قطعت شوطاً بعيداً يصل إلي أكثر من 70% بفضل جهود بعض أبناء الولاية المجتهدين. وذكّر بأن مجتمع ولاية شرق دارفور بكافة مكوّناته – مجتمع مترابط ومتعاون – وقد انعكس ذلك من خلال المناسبات الإجتماعية (أفراح أو أتراح) التي يتواجد فيها أبناء جميع المكونات حتي المتصارعة منها لتقديم واجباتها تهنئة أو تعزية – وهذا ما يبشر بإمكانية الوصول للسلام في أقرب فرصة ممكنة. وقال إن الولاية ليست في حالة إنعاش أو إحتضار كما يتصور البعض – وأن هناك إجتماعات عقدت مع السيد/ د. حسبو محمد عبدالرحمن خميس – نائب رئيس الجمهورية وإبن ولاية شرق دارفور – لتلبية أشواق إنسان الولاية للتنمية والتطوير وتمّ التفاكر حول عدد من المشروعات التنموية الهامة مثل مطار الضعين والطرق البرية التي تربط الضعين بنيالا وغيرها من المدن داخل وخارج الولاية إلي غير ذلك من المشروعات. وأفاد المجتمعين بأنه قد تحدّد يوم الجمعة 30 مايو 2014م كتأريخ للصلح بين قبيلتي الرزيقات والمعاليا بمدينة الفولة عاصمة ولاية غرب كردفان تكريماً لمبادرة أهلنا المسيرية للصلح بين الطرفين.

كذلك تمّ تقديم ورقة ضافية بعنوان (العصبية القبليّة: الوقاية والعلاج) من إعداد وتقديم د. عبدالله أحمد جماع أبو يمامة – عضو المجلس الوطني. أمّنت الورقة علي القبيلة ولكنها ندّدت بالعصبيّة والنعرات القبليّة وأكدت أنها سبب الحروب والبلايا وهلاك الناس والزرع والضرع منذ قديم الزمان – كما أشارت الورقة إلي ضرورة التعايش السلمي والتعاون المثمر بين جميع الناس. قدّمت الورقة حوالي 15 توصية تدعو في مجملها إلي التمسّك بأهداب الدين ومكارم الأخلاق والأثَرَة والتفاني في خدمة الغير وبسط هيبة السلطان ونشر الوعي وإشاعة التعليم وثقافة المعرفة وتوحيد الخطاب الإعلامي ومحاربة مظاهر الإقصاء والعصبية القبلية وعدم تشجيع الكيانات التي تساعد في نشر روح العصبية. استشهدت الورقة بالعديد من آي الذكر الحكيم كما استندت إلي حوالي 7 مراجع شملت تفسير القران إلي جانب الحديث النبوي والفقه والكتابات الإنسانية الأخري.

تعقيبا علي الورقة المذكورة أعلاه – قدّم عدد من المتحدثين من بينهم كاتب هذه السطور كأحد أبناء الولاية المقيمين بالمركز – قدّموا مداخلات وتعليقات شملت مبادرة السلم والتصالح الإجتماعي بالولاية. أجمعت كافة التعقيبات علي أهمية السلم والتصالح الإجتماعي وأمّنت علي ضرورة المضي قدما في مبادرة الصلح التي بدأ الإعداد لها منذ 6 أشهر تقريبا. جدير بالذكر أن صوتا واحداً قد أفاد بتحفّظه وقلقه علي نقطتين هامتين هما ضيق الوقت المتبقي لانعقاد مؤتمر الصلح وأهمية تحديد الطرف المخطيء قبل إجلاس الطرفين للتفاوض داخل المؤتمر لضمان نجاحه.

ونادي عدد آخر من المعقّبين علي الورقة بضرورة معالجة جذور هذه الأزمة – ليس فقط بين الرزيقات والمعاليا – ولكن بين كافة المكّونات الأخري التي تعاني بعض الخلافات فيما بينها حتي تفسح المجال لإقامة السلم الإجتماعي المستدام علي أسس سليمة. وأشارت بعض الأصوات إلي أن الحلول الجذرية تتطلب معالجة المشاكل الحقيقية المرتبطة بالخلاف حول ملكية الأرض ومحاربة عمليات الإقصاء والتهميش لبعض المكونات واحترام كيانات الإدارة الأهلية مع دعمها تعزيزها وتوعيتها لخدمة الأمن والسلم المجتمعي مع الإعتراف ببعضها البعض وممارسة الإحترام المتبادل والتعاون المثمر فيما بينها. كما طالب المجتمعون بتفعيل الانشطة الرياضية والثقافية والفنية والتراثية التي تدعو للترابط والتواصل بين جميع المواطنين والإستفادة من الأجهزة الإعلامية والصحفية في بث وترسيخ رسالة السلم والتصالح الإجتماعي المستدام بين مواطني الولاية.

وأخيرا طالب الجميع ببسط هيبة الدولة وسلطانها وتوفير مؤسسات العدالة الناجزة النزيهة التي تحاكم وتقتص من المجرمين والمتفلتين (وليس للمجرم المتفلت قبيلة أو حزب), والمضي قدماً نحو تكوين حكومة قويّة تشمل جميع المكّونات الرئيسية والفرعية بالولاية دون إقصاء أو تهميش لأحد وبمعايير الكفاة والقدرة والقوي الأمين وليس عبر المحاصصات القبليّة والكثرة العددية والغلبة الميكانيكية. وطلب السيد/ د. حسن محمود إبراهيم – نائب رئيس المؤتمر الوطني بولاية شرق دارفور من جميع أبناء الولاية العمل علي علي إنجاح مؤتمر الصلح بين الرزيقات والمعاليا المزمع عقده بالفولة في 30 مايو 2014م – وطلب من القادرين والمقتدرين من أبناء الولاية النزول إلي أرض الولاية لتبشير الجماهير بأهمية بسط السلام وإرساء دعائم الإستقرار وإيقاف الخسائر وإنحدار الإقتصاد بالولاية وتمكين البرامج الإقتصادية ومشروعات البنية التحتية والخدمات الضرورية من مياه وصحة وتعليم وعودة للنازحين (هناك عدد مقدّر من منسوبي إدارة سلطنة البيقو العريقة بالولاية يتواجدون بمعسكرات النزوح في قريضة وكَلمَة وغيرها ويتوقون للعودة إلي ديارهم قبل بداية موسم الخريف لهذا العام) تمكين هذه المشروعات من الإنطلاق.

والله المستعان.

اعده المهندس/ إبراهيم عيسي البيقاوي[/JUSTIFY]