منوعات
(صمت) الشريك الثاني يثير التساؤلات.. أسهم قناة النيل الأزرق.. تفاصيل مابعد (الصفقة)
شراكة (متجمدة):
وبالعودة لقناة النيل الازرق وشراكتها المنقسمة مابين الشيخ صالح كامل وبين تلفزيون السودان، نجد ان الكثيرين علقوا في اوقات سابقة عن دهشتهم الشديدة من عدم مقدرة تلك الشراكة في احداث أي تطوير داخل القناة، بحكم ان القناة وبرغم ايراداتها المالية العالية لا تزال تعاني من عدم القدرة على التطور، والدليل انها لا تزال تعمل بأستديو وحيد، قام بتأسيسه الشريك الاول الشيخ صالح كامل، ذلك الامر الذى دفع الكثيرين للتعليق على تلك الشراكة بأنها شراكة (متجمدة)، اي بمعنى انها لا تمتلك القدرة على احداث اي تغيير او تعديل في القناة، وتكتفي فقط بحصد الارباح دون ان تمتد اصابعها للتطوير، تلك الملاحظات التى نجدها صحيحة تماماً اذا ماجئنا ونظرنا الى قناة النيل الازرق عن قرب، وحاولنا حصر اجهزتها ومعداتها واستديوهاتها وحتى رواتب موظفيها، والذين لا يزال عدد كبير منهم يعمل تحت مظلة (المتعاونين)، وهو مايدل على ان القناة لا تزال تعمل بسياسة (التمرير في منتصف الملعب).
(سلبية) غير مبررة
مقربون من مدير قناة النيل الازرق كشفوا في اوقات سابقة عن رغبته الشديدة في إلحاق الكثير من التطور بقناته، لكنه كان يصطدم دوماً بحاجز زجاجي سميك يفصل مابينه والشريكين، ذلك الحاجز الذى يؤكد ذات المقربون انه ساهم ولدرجة بعيدة في وضع الكثير من الاوراق داخل ادراج الانتظار، بينما ينظر البعض للموضوع من زاوية اخرى تماماً ويحملون مدير القناة المسؤولية الكاملة وذلك بسبب (سلبيته) في المطالبة بحقوق العاملين وبسبب سلبيته كذلك في فرض متطلبات القناة على الشريكين، الامر الذى ساهم ولدرجة كبيرة في ارباك القناة وبقائها على قيد الانتظار لأي من احتمالات التطور المستقبلية.
محوران أساسيان
صفقة بيع أسهم القناة لصالح رجل الاعمال وجدي ميرغني وجدت تناولاً اعلامياً كثيفاً، بينما سادت الكثير من الاحاديث عن احتمالية فشلها في حين تزايد رفض الشريك الثاني لمجرياتها ولبنودها، ولخص البعض ذلك الفشل في محورين أساسيين هما ان رفض الشريك الثاني للصفقة ربما ساهم لدرجة كبيرة في تعكير صفو الاجواء داخل القناة واحداث الخلافات بين الشريكين لشرخ كبير بداخلها ربما اعادها الى الصفوف الخلفية للقنوات الاكثر مشاهدة في السودان، اما المحور الثاني فهو يتمثل في اسلوب الرفض نفسه، فأي رفض بلا مستندات وعقد قانوني يلزم الشيخ صالح كامل بعدم بيع أسهمه الا بالعودة لتلفزيون السودان يمثل رفضاً (ناعماً) لا أساس ولا تأثير له كذلك، أما اذا كان ذلك الرفض مدعوماً بشروط قانونية تلزم أياً من الشريكين بالعودة للآخر في حال بيع أحدهما لأسهمه ففي تلك الحالة يختلف الوضع ويصبح للشريك الثاني الحق في ابطال الصفقة وإعادة الامور الى نصابها الأول.
السعي للتغيير
على سياق منفصل يرى عدد كبير جداً من العاملين داخل قناة النيل الازرق ان تلك الصفقة تأتي لمصلحتهم تماماً، فالاوضاع غير المستقرة لأعداد كبيرة منهم، والمرتبات التى تبحث عن زيادة في ارقامها، ربما تجعلهم يؤيدون الصفقة بحثاً عن تغيير للافضل، وتنقيباً في شراكة جديدة ربما كانت افرازاتها عليهم ايجابية بشكل اكبر، خصوصاً في مجال بيئة العمل حيث يعتقد البعض منهم ان قناة النيل الازرق من القنوات التى يفترض ان يكون بها عدد كبير من الاستديوهات وذلك مقارنة باسمها ووزنها في الوسط الاعلامي، وبين هذا وذاك، يبقى انتظار تعليق من الشريك الثاني في هذه الصفقة -وهو تلفزيون السودان- امراً ضرورياَ، فذلك التصريح سيجيب على الكثير من الاسئلة التى تدور في اذهان الكثيرين، وسيجعل الصورة تتضح اكثر بشأن تلك الصفقة، فمتى سيتحدث الشريك الثاني.؟
صحيفة السوداني
خ.ي