تحقيقات وتقارير

كاودا .. «خروج الروح»

[JUSTIFY]تعتبر مدينة كاودا عند المتمردين العاصمة المقدسة لهم، ورمزية النضال الذي قاده يوسف كوة وضباط الحركة الشعبية، وتأتي كلمة كاودا من اللغة الدارجة «الرطانة» من كلمة كودي، وهي منطقة تتكون من جزئين كودي فوق لقبيلة الاطورو، وكودي تحت لقبيلة تيرة، والتي تعني الشلال المتدفق بين الجبلين. تبعد منطقة كاودا عن كادوقلي عاصمة جنوب كردفان 92 كيلو مترا إلى الشرق وهي معسكر صغير في قمة جبال شاهقة اتخذته الحركة الشعبية عاصمة ومقرا استراتيجيا لها، فشكلت رمزية مهمة جدا للحركة الشعبية قطاع الشمال.
أصل الحكاية
كاودا سيطر عليها المتمردون في تمرد 1983م، ولم تكن فيها قوات للجيش السوداني منذ الاستعمار، وفي اتفاقية سلام جبال النوبة عام 2002م كانت توجد بالمنطقة قوات السلام الدولية التي تراقب الاتفاقية ومنطقة منظمات الاغاثة، فاحترم الجيش السوداني هذه الاتفاقية ولم يدخل كاودا او يراقبها.
خطوات تكتيكية
وفقاً للاتفاقية تم بناء سبعة مطارات بعدد 11 مدرج طيران من قبل هذه القوات بحجة هبوط طائرات المراقبة، وتم طبخ المؤامرات من داخل كاودا وفي اتفاقية 2005م أصبحت المنطقة على وضعها الحالي نسبة لوجود اتفاقية على مناطق النوبة وبروتوكول خاص فأصبحت من ضمن مناطق الحركة الشعبية، وهذا يعني ان الجيش السوداني منذ تمرد توريت 1983م لم يدخل كاودا ولم يحاول لانها لم تكن ذات اهمية حيث كان التركيز على دخول جوبا.
بعد انفصال دولة الجنوب أصبحت كاودا منطقة حركة دائبة للمخابرات الامريكية والصهيونية واليوغندية ومخابرات دولة الجنوب، فاضحت منطقة لوارد السلاح من كل بقاع العالم، فقرر الجيش السوداني كسر شوكة التمرد والقضاء عليه بسيطرته على منطقة الدعم الوحيدة له كاودا والتي يأتيها الدعم بريا وجويا عبر طائرات منظمات الاغاثة بخطة حظر الطيران الخاص والعسكري في اجواء المنطقة وحصار كاودا.
أيدي خفية
هذه المنظمات التي كانت تقوم بالدعم الصريح لقوات الحركة وتعتبر كاودا معبراً رئيسياً لعمليات الامداد العسكري بالاسلحة والذخيرة، كما تقوم هذه المنظمات بمحاربة اللغة العربية في اوساط السكان المحليين من خلال تعمق الكراهية نحو المركز وتشيع مفهوم الاضطهاد والتهميش بين هذه القبائل كما قامت بايقاف تعليم اللغة العربية وايقاف تعليم القرآن الكريم على الرغم من اختلاف القبائل والتي كانت لا تجد اي وسيلة للتخاطب والتعامل الا عن طريق اللغة العربية، فادخلت هذه المنظمات تعليم اللغة الانجليزية مستهدفة بذلك الاعمار الصغيرة، لسرعة تأثرهم ويضعهم في مفترق الطرق.
كاودا والحركة الشعبية
احساس الحركة الشعبية الخاص بمدينة كاودا جعلها (مغلقة) في وجه حتى شريكه السابق في السلطة المؤتمر الوطني لفترة ليست بالقصيرة، وتمنعها في ان لا يصلها الا من تحب وترضى.
ويعود السبب لاختيارهم كاودا وتمترسهم فيها لاعتقادهم ان القوات المسلحة لن تستطيع الوصول اليها بسبب موقعها الحصين بين الجبال والقرى الصغيرة المتفرقة، والتي يعتبرها المتمردون خطوط دفاع اولى فيصعب مهاجمتها بالطيران، اضافة الى توزع قوات التمرد حول الجبال وسفوحها.
قبضة الكمّاشة
حالياً استطاعت القوات المسلحة احكام قبضتها على كل الطرق المؤدية لمدينة كاودا، حيث يقوم الجيش السوداني بتمشيط الجهة الشمالية الشرقية لكاودا وتضييق الخناق يوماً بعد يوم على المتمردين، وتتم الان محاصرة جميع قرى وتجمعات التمرد التي تعتبر اولى الدفعات لكاودا فاصبحت وسط حلقة مغلقة تدور حولها القرى الصغيرة والتجمعات، وتم نشر مضادات طيران لضرب اي طائرة دعم او اخلاء اي قيادات موجودة في المنطقة المغلقة، وحسب الصفوف الامامية لمتحرك كاودا فقد سقطت بعض التجمعات والقرى الواحدة تلو الاخرى واخرها منطقة الفرشة، والجيش يتوجه بعدها نحو بركة والتي هي منطقة دفاع لحماية كاودا والتي لم يدخل اليها او يخرج منها اي من قوات المتمردين منذ بداية الحملة العسكرية «الصيف الحاسم» التي خطط لها باحكام للقضاء على التمرد في كاودا.

العقبة الوحيدة الآن امام القوات المسلحة هي استخدام تحالف كاودا للسكان المدنيين كدروع بشرية حيث قامت باحتجاز المواطنين داخل كاودا ويبلغ تعدادهم حوالى (55) ألف نسمة ولا تسمح بخروجهم رغم ان بعض المواطنين ومنهم اعيان قبيلة الطورو وبعض القبائل الاخرى تمكنوا من التسلل، وقام تحالف كاودا وقوات الحركة الشعبية بزرع الالغام والمتفجرات والشراك الخداعية حول كاودا ويقدر عددها بنحو 2000 لغم ومتفجر.

كاودا استراتيجياً
بحسب خبراء عسكريين فإن خسارة قطاع الشمال والحركات المسلحة المحالفة له لمنطقة كادوا وسقوطها يعني ان الحرب قد شارفت على نهايتها وسقوط التمرد، وهو ما ذهب اليه نائب رئيس اركان القوات المسلحة السابق الفريق اول ركن عثمان بليه ـ خلال حديثه للصحيفة ـ وتاكيده انها تمثل بعدا استراتيجيا لانها المقر الرئاسي لقطاع الشمال، ويصعب السيطرة عليها لوقوعها في منطقة مرتفعة وسط الجبال وعلوها الذي ساعدها على كشف ما حولها، مما يجعل الوصول اليها يتطلب خطة عسكرية محكمة لقفل كل المحاور والمحاصرة لمدة طويلة حتى لا ياتيها الامداد، مشيرا الى ان ذلك يحدث الان بتحرك القوات لاضعاف قوة المتمردين، وقال ان تحرير الجيش لكادوا سيصحبه تأثير كبير وقوي ومباشر على وضع الحركة الشعبية قطاع الشمال في الميدان وسيشل حركتهم او نهاية عملهم كمتمردين في المنطقة، فسقوط الرئاسة لاي قوة عسكرية يعني كسر شوكتها.
بينما يرى اخرون انه من الصعوبة التكهن بنهاية الحرب في الاقليم، خاصة ان الجماعات المتمردة قد تتخذ اي موقع اخر كقاعدة لها بديلا لكاودا حال سقوطها، فقوات التمرد ظلت متنقلة ومتوسعة من وقت لاخر وتنحسر احيانا كثيرة فيما لم تنته بالمرة رغم الضربات التي تشنها عليها القوات المسلحة، وان سقوط كادوا لا يعني نهايتها بل يجعلها تبحث عن موقع اخر، وقد تتمدد الى مواقع داخل دولة جنوب السودان فضلا عن وضعية منطقة جبال النوبة التي لا يمكن السيطرة عليها، واكتشاف مناطقها الجبلية، مما يتطلب الحذر اكثر تجاه فرضيات إحكام السيطرة على المناطق المتوقع ان تنسحب اليها، إلا أن آخرين يجزمون بانه قد تنعكس الحرب الأخيرة وتطورات الهجوم على كاودا سلباً على مفاوضات السلام التي تجري في اديس ابابا بين الحكومة والحركة الشعبية.

صحيفة الإنتباهة
ع.ش[/JUSTIFY]

‫3 تعليقات

  1. كل ألقوه كاودا جوه وخلو كلام المخزلين سقوط كاودا نهايه التمرد والله اكبر ولا نامت أعين الجبناء

  2. [SIZE=5]كاودا في قلوبنا
    نتمنى تطهيرها من دنس العملاء أولياء الصليبين وأتباعهم[/SIZE]

  3. احلاموا يا اولاد مدوكوروا خلوا كاودا عيش اخبار دلدوكو وأخبار قوات الجرى السريع)