زئير الأسود
ففي أول مباراة أمام إنجلترا بقي العراق خاسراً 2-1 حتى الدقيقة القاتلة عندما سجل علي عدنان هدف التعادل، فباتت روح أسود الرافدين أقوى وزئيرهم أعلى فكان الفوز على الشقيق المصري أيضاً بهدف متأخر في الدقيقة 80 وبعد الفوز على تشيلي تصدر العراق مجموعته ولعب مع باراغواي فهزمها بهدف في الدقيقة 84 وفي ربع النهائي تقدم على المنتخب الكوري الجنوبي بطل آسيا في الدقيقة 118 أي بقي له دقيقتان فقط من الوقت الإضافي ويصل نصف النهائي في إنجاز تاريخي، ولكن الكوريين تعادلوا في الدقيقة 121، ونشف ريق العراقيين في ركلات الترجيح، لتعود الحكاية وتتكرر ولكن هذه المرة على بطاقة المباراة النهائية التي كانت في الفم بهدف علي عدنان ولكن بوينو سجل هدف التعادل للأوروغواي قبل النهاية بدقيقتين فكانت النهاية عكس نهاية كوريا. حزينة للعراقيين الذين انقلب بعضهم عاطفياً على المدرب حكيم شاكر فبعدما كان بطلاً صار لا يفقه في التغييرات وهي النقيصة التاريخية في الرأي العربي.. أي تحكيم العاطفة ومن ثم شخصنة المسائل وتحويل النقد من موضوعي يستند إلى حقائق ووقائع إلى نقد تنظيري عاطفي!
الرجل وصل لنهائي كأس الخليج وغرب آسيا وشباب آسيا ونصف نهائي كأس العالم وهو ما يراه البعض الصائد في المياه العكرة نقيصة في الرجل لأنه لم يتمكن من الفوز بكل هذه البطولات وكأنه يلعب لوحده فيها؟!
صحيح أن اللقمة كانت في الفم ولكن الأصح أن المنتخب العراقي قدَّم أكثر مما هو متوقع منه وسط ظروفه التي لا تخفى على أحد وأقلها أنه لا يلعب على أرضه التي تواجه ظروفاً أمنية قاسية!
الكرة العراقية بخير طالما رأينا نصف الكأس المملوء، وهي لن تكون أبداً بخير إن نظرنا للنصف الفارغ فقط.