د. حسن حميدة : إرتفاع الكوليسترول -الجزء الثالث (الأخير)
هناك إختلاف في توزيع مستوي الكوليسترول في الدم، بين الشخص الصحيح والشخص المريض. ويجب أن يكون مستوي كوليسترول الدم عند المرضي، كمرضي السكري، وضغط الدم المرتفع، والقلب وغيره من الأمراض ذات الصلة بالكولسيترول ودهون الدم الثلاثية، أقل عنه بكثير من مستوي الكوليسترول عند الأشخاص الأصحاء. ويوزع مستوي الكوليسترول المطلوب عند الأصحاء في الدم، حسب الترتيب الآتي: النسبة الكلية للكوليسترول: يجب أن تكون أقل من 200 مليجرام في الديسيليتر. النسبة الكلية للكوليسترول المرتفع الكثافة (HDL): يجب أن تكون أكثر من 45 ميلجرام في الديسيليتر. النسبة الكلية للكوليسترول المنخفض الكثافة (LDL): يجب أن تكون أقل 130 ميلجرام في الديسيليتر. النسبة الكلية للدهون ثلاثية الجليسريد (Triglycerides): يجب أن تكون أقل من 200 ميلجرام في الديسيليتر. وفي حالة المرض، علي سبيل المثال، الإصابة بتصلب الشرايين التاجية للقلب، يجب أن تكون تكون نسبة الكوليسترول الكلية أقل من 200 مليجرام في الديسيليتر. والنسبة الكلية للكوليسترول المرتفع الكثافة (HDL)، يجب أن تكون أكثر من 35 ميلجرام في الديسيليتر. والنسبة الكلية للكوليسترول المنخفض الكثافة (LDL)، يجب أن تكون أقل 100 ميلجرام في الديسيليتر. ولتوضيح مصطلح الديسيليتر، فهو يعرف حسابيا بعشر الليتر (أي 10% من الكمية المحتوية).
جانب التغذية والكوليسترول:
كما ورد ذكره، يتوفر الكوليسترول في المواد الغذائية الحيوانية، علي سبيل المثال اللحوم والبيض. ويقدر محتوي البيضة الواحدة من الكوليسترول في المتوسط بحوالي 300 مليجرام. وللعلماء رأي فيما يخص كوليسترول البيض، وهو عدم إستيعاب الجسم لأكثر من 500 مليجرام من كوليسترول البيض. وهذا الشيء يجعل من البيض أقل خطورة، عن غيره من الأغذية الحيوانية الأخري، مثل الأغذية الغنية بالدهون المشبعة. وهناك من الأغذية التي تحتوي علي كمية عالية من الكوليسترول، مثل المخ، والكوارع، والسمن الحيواني. وإذا ما قورنت هذه الأغذية الحيوانية بأغذية نباتية كقطعة من التفاح، أو البطاطس، أو الفاصوليا، يوجد أن المواد الغذائية النباتية مثل الخضروات والفواكه والبقوليات تخلو تماما من مادة الكوليسترول. وهذه الميزة توظف غذائيا لصالح تنظيم مستوي الكوليسترول المرتفع في الدم. ويبني هذا التنظيم الغذائي علي أساس الإكثار من تناول المواد الغذائية النباتية مثل الخضروات والفواكه والبقوليات. ويجب أن يراعي الشخص الذي يعاني من إرتفاع نسبة الكوليسترول في الدم، خصوصا الكوليسترول المرتفع بسبب الجينات الوراثية في الأسرة، تناول المواد الغذائية النباتية، والتي تحتوي علي كمية كبيرة من الألياف الذائبة. وتساعد نسبة الألياف المحتواة في الغذاء في هذه الحالة، علي ربط النسبة الفائضة من مادة الكوليسترول في الدم، ومن ثم تحريكها عبر القناة الهضمية وإخراجها من الجسم.
الوقاية من إرتفاع الكوليسترول:
للوقاية من إرتفاع نسبة الكوليسترول في الدم، ينصح بالإهتمام بنظام الحياة. ويشمل هذا الإهتمام جوانب عدة، يمكن حصرها في نقاط معدودة تتلخص في الآتي:
دور التغذية السليمة:
يشمل هذا الجانب تحاشي الأغذية المحتوية علي الدهون المشبعة، تقليل كمية السعرات الحرارية المتناولة يوميا، خصوصا عند الأشخاص ذوي القابلية لإرتفاع نسبة الكوليسترول والدهون الثلاثية في الدم. وأيضا عند الأشخاص ذوي القابلية لزيادة الوزن والبدانة. وينصح هنا بتعويض السعرات الحرارية المفقودة، عن طريق تقليل الغذاء اليومي المتناول، بأغذية غنية بالفيتامينات والألياف الذائبة، علي سبيل المثال تناول الفواكه والخضروات والبقوليات كما ورد. والتي تكون ذات فوائد صحية جمة علي صحة الشخص، وتساعد أيضا في التخلص من فائض الكوليسترول والدهون الثلاثية المخزنة في أغشية الأعضاء أو السابحة في الدم. كما تعمل الفيتامينات المتوفرة في الفاكهة، كمضادات للأكسدة (Antioxidants)، تعمل في المقدمة علي تخليص الجسم من المواد الضارة كالسموم. ومن المواد الضارة السابحة في الدم وأغشية الجسم، والتي تتفاعل مع الكوليسترول والدهون الثلاثية الجليسريد، هي ما تسمي بالمواد الطليقة (Free Radicals). وتكون هذه المواد في كثير من الأحيان السبب الرئيسي في التغيير التركيبي لخلايا الجسم، علي سبيل المثال جدار الشرايين والأوعية الدموية، هذا من بعد إرتباطها بالدهون المترسبة عليها. والتي ينتج عنه في كثير من الحالات، تطور الخلايا المتغيرة في أوعية أعضاء الجسم، لخلايا سرطانية، تستفحل بمرور الزمن.
دور الحركة البدنية:
تلعب ممارسة الرياضة والمداومة علي الحركة البدنية، دورا هاما في حرق نسبة الكوليسترول والدهون الثلاثية الفائضة عن حاجة الجسم في الدم. وبالحركة البدنية أو ممارسة الرياضة اليومية، يمكن الحد من زيادة هذه النسبة الفائضة، ومن ثم الحد من تخزين الدهون في أغشية الجسم. وبه يمكن الحد من إحتمال الإصابة بأمراض إحتشاء القلب أو تصلب الشرايين. ومن أسهل أنواع الحركة البدنية المتاحة للجميع، المشي بالأرجل، عوضا عن إستعمال السيارة، بغرض قطع أقرب المسافات. ومن المؤشرات الهامة التي تدل علي حرق الجسم للطاقة الزائدة فيه، نزول العرق أو التعرق بكثافة. وينصح بالتعويض عن الماء المفقود في المقابل، بتناول الكمية الكافية من الماء، أثناء أو بعد آداء النشاط البدني أو الرياضة.
تأثير العادات الضارة:
هنا تلعب بعض العادات غير الصحية دورا هاما في سبيل عدم التحكم في نسبة الكوليسترول في الدم، علي سبيل المثال زيادة نسبة النيكوتين في الدم، وزيادة نسبة الكحول في الدم، يحدان سويا أو كل علي حدي، من زيادة نوع الكوليسترول السيء أوالضار في الجسم، أو يعملان سويا علي تخفيض نسبة نوع الكوليسترول الجيد أو المفيد للجسم. وفي حالة وجود مادتي النيكوتين والكحول بنسبة عالية في الدم، مع تزامن إرتفاع نسبة الكوليسترول والدهون الثلاثية فيه، وعلي المدي البعيد، تكون النتيجة هي التغيير التركيبي للأغشية الداخلية المبطنة للشرايين والأوعية الدموية، ومن ثم تراكم طبقة دهنية عليها، ومن ثم تضييقها، وومن ثم تدميرها علي مر الأيام. وأخيرا يجدر الذكر بأن من ضمن الأشياء الضارة بالصحة، و التي تؤدي إلي إرتفاع نسبة الكوليسترول والدهون الثلاثية في الدم، كل من السهر والضغوط النفسية المتزايدة علي الشخص.
تشخيص مستوي الكوليسترول:
يعتمد تشخيص مستوي الكوليسترول والدهون الثلاثية علي القياس المعملي للدهون في الدم. ويشمل الفحص المعملي، إختبار وظائف الكبد، قياس مستوي الكوليسترول الكلي في الدم، بجانب قياس مستوي أنواع الكوليسترول الأخري، كالكوليسترول عالي الكثافة، والكوليسترول منخفض الكثافة، والكوليسترول المنخفض الكثافة جدا. هناك فحوصات تخصصية أخري، تجري عن طريق أطباء مختصين، وحسب الأمراض المصاحبة، مثل رسم القلب والتصوير الأشعي والتصوير المغناطيسي للأوردة والشرايين، وفحص طبقات الجلد، في الأطراف والفم والعينين، والكشف عن إحتمال وجود ترسبات أو تحجرات لمادة الكولسيترول فيها.
علاج الكوليسترول المرتفع:
يبني علاج الكوليسترول المرتفع وعلاج الدهون الثلاثية ذات المستوي العالي في المقدمة علي برنامج تغيير النمط الحياتي للشخص. وهذا التغيير يتكون من برنامج غذائي مدروس بتمعن، بجانب برنامج رياضي أو حركي يومي وثابت. وفي حالة إرتفاع مستوي الكوليسترول والدهون الثلاثية في الدم، بالرغم من هذا التغيير، يتوجب إستخدام الأدوية المخفضة للكولسيترول الكلي، وعلي وجه الخصوص،الكوليسترول المنخفض الكثافة. ويتم إختيار أدوية تخفيض مستوي الكوليسترول، وفقا للحالة الصحية، والعمر، والآثار الجانبية التي قد تنتج عن إستعمال الدواء. وفيما يلي مجموعة الأدوية التي تستعمل لتخفيض مستوي الكوليسترول المرتفع في الدم:
الستاتينات (Statins:
تعتبر الستاتينات من أكثر الأدوية المستعملة في علاج الكولسترول المرتفع المستوي. وتعمل الستاتينات علي منع الكبد من إنتاج الكوليسترول، الشيء الذي يضطر الكبد لأمتصاص الكوليسترول السابح في الدم. وبمساعدة الستاتينات، يمكن خفض مستوي الكوليسترول السيء، وزيادة الكوليسترول الجيد في الدم. وينصح للحوامل ولمرضي الكبد المزمن، بعدم إستعمال الستاتينات.
الراتنجات الرابطة للأحماض الصفراوية(Biele Acid-Binding Resins):
تبني الراتنجات في تأثيرها العلاجي علي ربط كمية كبيرة من أحماض الحويصلة الصفراوية، والتي تتكون من مركب الأستيرول. وهذا المركب يفرز في الكبد ويكون أساس مادة الكوليسترول، الشيء الذي يضطر الكبد لأنتاج كمية أكبر من أحماض المادة الصفراوية، وعليه إستخدام الكوليسترول لعملية الإنتاج. وبه ينخفض مستوي الكوليسترول السابح في الدم.
الفايبرات(Fibrates):
تقوم الفايبرات بتخفيض الدهون الثلاثية في الدم، وهذا عن طريق تخفيض إنتاج الكبد لنوع الكوليسترول، الدهني الذي يحتوي على كمية كبيرة من الدهون الثلاثية، مثل الكوليسيترول المنخفض الكثافة، والكوليسيترول المنخفض الكثافة جدا.
النياسين(Niacin):
النياسين هو من الفيتامينات الذائبة في الماء، وتنتمي للمجموعة الثالثة للفيتامينات (ب). وهذا الفيتامين يتوفر في الأسواق في شكل أقراص مكملة للغذاء. وهذا الفيتامين يوجد تقريبا في كل المواد الغذائية. وتكون كميته عالية في اللحوم والأسماك، والألبان ومشتقاتها، والحبوب والبقوليات. ويدخل كمركب كيميائي في علاج تخفيض مستوي الكوليسترول العالي. ويعمل النياسين علي تخفيض مستوي الكوليسترول السيء، المنخفض الكثافة، والمنخفض الكثافة جدا. كما أنه يعمل علي تخفيض مستوي الدهون الثلاثية في الدم. ويبني النياسين في عمله علي الحد من مقدرة الكبد من إفراز هذين النوعين من الكوليسترول، بجانب إستخدام فائض الدهون الثلاثية في الدم لإكتساب الطاقة، أي حرقها. ويحذر من الإفراض في إستعمال النياسين في شكل مكمل للغذاء لتخفيض دهون الدم علي المدي البعيد. هذا بسبب أضرار الكبد، التي قد تنتج عن هذا الإستعمال.
أحماض أوميجا-3-الدهنية(Omega-3 Fatty Acids):
تأتي أحماض أوميجا-3-الدهنية، كدهون حيوانية تتوفر في أنواع الأسماك السمينة. وهي الأخري تتوفر في الأسواق كأقراص مكملة للغذاء. ومن أنواع الأسماك التي تتوفر فيها أحماض أوميجا-3-الدهنية، أسماك السلمون وأسماك البارش. هذا بجانب توفرها في كثير من الأسماك الأخري وحيوانات البحر. وتستعمل أحماض أوميجا-3-الدهنية علاجيا، كمكملات للغذاء لتخفيض الدهون الثلاثية. وأثبتت الدراسات الحديثة، عدم جدوي إستخدام أحماض أوميجا-3-الدهنية بصور مقنعة في تخفيض مستوي الكوليسترول، مقارنة بفعاليتها في تخفيض الدهون الثلاثية في الدم. ولذا تستخدم أحماض أوميجا-3-الدهنية في معظم الأحيان بوصفة طبية، مع أدوية أخري مخفضة لمستوي الكوليسترول في الدم، علي سبيل المثال توقيت إستخدامها مع الستاتينات. وتفيد أحماض أوميجا-3-الدهنية كثيرا في المحافظة علي مستوي الدهون الثلاثية، خصوصا عندي مرضي القلب وتصلب الشرايين.
النهاية
… مع جزيل شكري للجميع …
د. حسن حميدة – مستشار التغذية العلاجية المانيا
Homepage: http://www.nutritional-consultation-dr.humeida.com
E-Mail: [email]hassan_humeida@yahoo.de[/email]
حقوق الطباعة والنشر محفوظة للكاتب – يونيو/ 2014
السلام عليكم ورحمة الله
طيب يادكتور بالنسبة للشخص الصحيح بمعنى من أمراض السكري والضغط المرتفع والقلب وإذا تفاوتت النسب المذكورة أعلاه , ماهي الأعراض التي يحس بها الشخص في الجسم من ذلك .
وشكراَ
يادكتور كان تلخص الموضوع بدل ماتعمل copy and paste.الناس ماعبدها نفس طويل لقراءة مثل هذه المواضيع٠
[SIZE=7]اثلجت صدورنا بردك يا دكتور الي الامام
الكولسترول الضار والنافع مع وش الماح بتاع الوالده كيف الحل منو ؟؟؟ [/SIZE]
لا حولة ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. ناس لي نفسها حاسدة!!. أها أشربوا باقيها يا ناس سعيد (كوبي آن بيست). الزول دا “دكتور حسن حميدة” حلف في الراكوبة بدينوا وايمانوا تاني ما يكتب مقال. السبب هو الهجوم الشخصي الذي تلقاه عند نشره لمقالات الكوليسترول من بعض القراء (قراء بلهاء). ضريتونا فيهو وضريتو المرضي فيهو. البلد دي تمشي لقدام كيف؟ يلا ليمو باقي ذنوب المرضي والعيانين.
مجدي/ هامبورغ
الدكتور العزيز شكرا جزيلا علي هذا المقال الرائع وجعله الله في ميزان حسناتك…لا تستمع للمحبطين ولكن واصل حتي الانبياء لم يسلموا من الكلام عليهم.
هل يسبب ارتفاع الكلسترول تعب …وما هي اعراضه.
هل القنقليز يعالج الكلستروم كما هو متداول هذه الايام؟
انا جربت تقليل الزيوت والاكل المغلي وبدات اكثر من الخضروات وفول الحجات والحمد لله في ظرف 3 شهور انخفض الكلسترول بدرجة كبيرة
بي الكلسترول السي اعلي من المعدل والحسن اقل من المعدل …الرجاء النصيحة