رأي ومقالات

خالد حسن كسلا : «أسمنت» وغيره قبل ارتكاب الجريمة

[JUSTIFY]من أهم التصريحات الذهبية التي اطلقها سيد شهداء مصر الشهيد «سيد قطب» وقد ورد في كتابه «معركة الإسلام والرأسمالية»، قوله بأن «الرأسمالية ارتكبت جريمة تحبيب الشيوعية في الجمهور». والرأسمالية التي يقصد «قطب» هنا هي تلك المتعفنة ذات الطفيلية التي تزيد سعر السلعة دون أن يكون ذلك أمراً تقتضيه التكلفة أو الترحيل أو التوزيع. وإنما فقط المضاربة والسمسرة، وهاك ما جاء في هذا الخبر الذي أوردته بعض الصحف يوم أمس: «ندد برلمانيون بالزيادات الكبيرة في أسعار الاسمنت، حيث أبانوا أنها تذهب إلى جيوب السماسرة والوسطاء مباشرة».. انتهى. هذا ما قاله بعض التشريعيين القوميين.
أما وزارة الصناعة، فهي تتبرأ من هذه السلوكيات الطفيلية وتقول في سياق ذات الخبر إن «مهامها تتمثل في صناعة الأسمنت فقط، وإنه ينتج في القطاع الخاص، وأن أسباب الزيادات تعود إلى مضاربات التجار أو الضرائب، وأن مراقبة الأسعار ليست مسؤوليتها».. انتهى.

إذن سماسرة ووسطاء ومضاربون يقومون بأعمال طفيلية يتحملها كاهل المواطن.. ترى من هم هؤلاء الطفيليون الذين يمكن أن يرتكبوا بأساليبهم الطفيلية هذه جريمة تحبيب الشيوعية في الجمهور؟!

إن هؤلاء هم أعداء الصف الأول للحكومة. واذا كانت وزارة الصناعة تقول إن مراقبة الاسعار ليست مسؤوليتها هذا يعني أنها تقر بأن الأسعار تحتاج بالفعل إلى مراقبة لحمايتها من السمسرة والوساطة والمضاربة. إذن من غير إدارة الأمن الاقتصادي التابعة لجهاز الأمن والمخابرات الوطني أولى بأن يقوم بمهمة المراقبة؟! أليس اسمه الأمن الاقتصادي؟ إن «أمن الأسعار» يبقى الأهم إذن. والأسعار دون زيادة طفيلية تبقى قاسية فما بالك حينما تزيد بهذا السلوك الطفيلي؟!

لا أستبعد أن للأمن الاقتصادي بجهاز الأمن دوراً في إعادة سعر الأسمنت المزيد إلى رقمه الطبيعي، أما وزارة الصناعة اذا كانت لا تملك صلاحيات جهاز الأمن في حماية الأسعار فهذا لا يعف يها من الدور الإعلامي لتوعية القوة الشرائية.
فهل أيضاً لا تملك إدارة إعلام؟! ينبغي أن تكون ضمن اداراتها في نفس مكتب العلاقات العامة. فاذا كانت شركات الأسمنت «قطاع خاص» كما تقول لذلك لا تستطيع ان تقف أمام مضاربات التجار، فهي ليست قطاعاً خاصاً وانما واحدة من حقائب مجلس الوزراء ومنوط بها حماية ورعاية مصالح المواطنين كافة في ما يليها.

إن هذه الزيادات التي لا علاقة بها بتكلفة انتاج أو ترحيل أو ضرائب تبقى وبالاً على مستقبل الحزب الحاكم هذا.
فهناك بعض القوى السياسية يمكن أن تستفيد في خطابها السياسي الاستقطابي من مثل هذه المعلومات والأخبار «سمسرة، وساطة، مضاربة». ومن يفعل كل هذا؟!.. وممن يجد الحماية في دولة مفترض ان تكون دولة مؤسسات في «الجمهورية الثانية» بعد عام 2011م العام الذي فارق فيه جنوب السودان الدولة فراق الطريفي لجمله. لكن متى تكون المؤسسات، وقد قال صاحب عبارة الجمهورية الثانية الأستاذ علي عثمان محمد طه في البرلمان قبل فترة قصيرة بعد تنحيه: «البلاد يحكموها نفرين تلاتة»؟!!

إن المؤسسات تعني ان يتورّع الطفيليون من أن يعتدوا على مصالح المواطنين في وضح النهار و«على عينك يا حكومة ويا امن اقتصادي». لكن كما قلت آنفاً لا استبعد خطوة جادة في اتجاه حماية أسعار سلع القطاع الخاص المهمة التي كانت سلعاً حكومية قبل رياح الخصخصة الكارثة، لا استبعد خطوة جادة من إدارة الأمن الاقتصادي.. ولا استطيع القول بالاستغناء عنه، فهو موجود ويمكن ان يلبي طلبات المواطنين، وهذا طلب أقدمه له مضمونه حماية أسعار السلع المهمة غير الحكومية «السلع الخصخصية» لو جاز التعبر من الطفيليين حتى لا يتوفر لبعض الناس مناخ ارتكاب جريمة تحبيب الشيوعية وتحبيب الربيع العربي في الجمهور.

صحيفة الإنتباهة
ع.ِش[/JUSTIFY]

تعليق واحد

  1. فيم ينفخ هذا الهمبول .. “الخرطوم ما فيها حكومة والدايرني يجيني في كبكابية” كلمة قالها السفاح صنيعة البشير وزعيم الجنجويد موسى هلال، عندما طالبته قيادة المؤتمر الوثني بالحضور للخرطوم تحسبا لتمرده. بل ان الرجل ظل يوجه الاهانات المقذعة لممثل هيبة الدولة في دارفور الوالى يوسف كبر ولا يتعامل معه الا كفردة حذاء قديم؟ لم يقف الرجل عند ذلك بل وجه صفعة مهينة ومذلة لولى نعمته كبير اخوانه البشير عندما دعاه للقاء في ام جرس فتمرد اللئيم ورفض مقابلة القشير؟ الدولة قالت بان المجهولين فتلوا شهداء سبتمبر وبتاع الموية قال المجهولين من ملاك تسببوا في ازمة المياه والبرلمان يتحدث عن ايدي خفية وهذا الارزقي يحدثنا عن الطفيليين اللى رفعوا اسعار الاسمنت؟ والقشير يقول بالحوار والايدي القوية تفرج عن الانقلابي ود ابراهيم وتسجن الصادق وابراهيم الشيخ بينما يبرطع المخرب صلاح قوش في برلمان النوام والطرطور احمد الضلال يصادر الصحف ويهدد بالمزيد؟ اين هي الدولة التي انتجت كل هذا الركام على مدى ربع قرن؟ ثم يأتي هذا الارزقي وبكل عين قوية يتكلم عن الطفيليين الذين لا نراهم في الجمهورية الثانية؟ وهو كانت في جمهورية اولى لتكون هناك ثانية؟ انه غيهب استبدلت فيه الدولة سجون البلاد ببيوت الاشباح وجيش الدولة بالجنجويد ووزارة الخارجية بشيخ الجكسي .. انها الدولة الخفية التي تتحكم حتى في مصير كبير اخوانه البشير، بل انها اللادولة في سبيلنا الى الدولة الفاشلة ويكون الكيزان قد حققوا استراتيجة افاعيلهم بشعار “فليبق الكيزان وليذهب السودان”