خالد حسن كسلا : بروف مأمون دعها «ميتة وعمار»
مأمون خرج من الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة التبغ غضبان أسفاً.. وأنذر الحكومة من مزيد من الإصابة بالسرطانات بسبب المزيد من إنتاج وتوزيع التبغ ومعه حق طبعاً، فالرجل بروفيسور في الطب ووزير الصحة بالولاية وقائد حملة مكافحة التبغ لوجه الله ولصحة المواطن، فماذا ننتظر منه غير أن يسخر من مبلغ ثلاثمائة مليون دولار؟!. إذن معه حق. ونقول أيضاً إن مع الحكومة حقاً.. لكن إذا تبيَّن الحق مع البروف مأمون فما هو ذاك الذي مع الحكومة؟! إن الحكومة طبعاً لا يمكن أن تتخذ قراراً يقضي بإيقاف التدخين، وكأنه قرار إيقاف الحفلات بعد الساعة الحادية عشرة مساء، لكن بإمكانها أن تمنع الأجيال الجديدة من تعاطيه من خلال التوعية وتوجيه الأسر واللوائح التي تسند مهمة تطبيقها للشرطة، حتى لا يكون صبيان اليوم هم القوة الشرائية لسوق التبغ غداً.
ونحن نعلم أن هذه القوة الشرائية التي تكسب شركات التبلغ المليارات لتجد منها الحكومة الملايين كانوا بالأمس صبياناً وصغاراً. وطبعاً التأثير على هذه القوة الشرائية وإضعافها يكون بتربية الأبناء بطريقة صحيحة ومراقبتهم، إضافة إلى استقطاب الجماعات والحركات الدعوية التي كل من انضم إليها من المدخنين ترك التدخين. إذن شركات التبغ حتى تكسب وتربح تحتاج بالفعل إلى انحراف الصبيان والشباب، وهذا يبقى همّها الأول طبعاً. والتدخين الآن في العرف السوداني يرتبط بمسألة الأدب والاحترام. فلا يسع الشاب الصغير أن يشعل سيجارة أمام الكبار في البيت أو العائلة أو المدرسة.
أما بالنسبة للنساء فهو عيب كبير وعار عليهن. ولأن نسبة النساء أكبر من نسبة الرجال فهذا مما يتضرر منه سوق التبغ. الحكومة يمكن أن تتجاوب مع موقف البروف مأمون حميدة لكن ببرنامج يؤتي أكله مستقبلاً. لأنها الآن إذا ما أغلقت مصانع التبغ فإنه سوف يأتي مهرباً من الخارج كما كان يهرّب قبل أكثر من عشرين عاماً سجار «نيالا» من إثيوبيا. وكان مضراً بصورة أكبر لأنه دخل مرحلة اليباس و «النشاف».
محاربة إنتاج وتجارة التبغ تكون بمراقبة الصبيان والأطفال من الأسرة والدولة معاً ممثلة بمؤسساتها، لأن معدل زيادة المدخنين ينقص في كثير من الدول لكنه زاد في السودان أخيراً بنسبة عشرة بالمائة، وذلك لأن الرقابة الأسرية ضعفت، كما أن المناهج التعليمية لا تتحدث بقوة عن أنه يسبب السرطانات.
بروف مأمون لا تكفي لافتاته التي يرفعها في الطرقات ضمن حملة مكافحة التبغ، وإن كانت تتضمن صوراً فظيعة جداً جعلت الكثير يقلع عن التدخين.. فعليكم بتوجيه الأسر بالمراقبة.. وعليكم بإرشاد وزارة التعليم.
ولا بد من أن تتضمن هذه المقررات التعليمية مقرراً لكل المستويات يتوسع في الصفوف المتقدمة ويتحدث عن أسباب السرطانات، ويكون التدخين في أولها باعتباره سبباً معروفاً ومكشوفاً. لا تغضب بروف مأمون، فإن رفض الثلاثمائة مليون دولار لن تقلل من تعاطي التدخين ومن الإصابة بالسرطانات.. وبدلاً من أن تكون الآن ميتة وخراب ديار دعها تكون «ميتة وعمار ديار» وغداً إن شاء الله «لا ميتة ولا عمار بالميتة».
صحيفة الانتباهة
ت.إ[/JUSTIFY]
حتى وان كانت هناك فئة تنادى بعدم اغلاق مصانع التبغ لحاجة فى نفس يعقوب ، لا افهم لماذا لا تتضاعف اسعار التبغ والسجائر اسوة باسعار السلع الاستهلاكية الاخرى
فى النهاية لايوجد وسيلة انجع من منع التدخين سوى الاغلاق ثم الاغلاق