ثقافة وفنون

شوف (توتي) يالمحبوب بدت.. كالطفلة باكية تنهدت. الأغنيات السودانية..ألحان تغازل (الأمكنة)


[JUSTIFY]الخصوصية التى منحتها أغنية (المقرن مع الصباح) للفنان الراحل ابراهيم الكاشف لجزيرة توتي، ربما جاءت في وقت مبكر جداً من عمر الأغنية السودانية، الأمر الذى جعل تلك الجزيرة الساحرة قبلة للكثير من الشعراء والمغنين، من بينهم الفنان حمد الريح والذى لم يخرج عن سباق التغني لتوتي-وهو ابن منطقتها- فردد في وقت الفيضان أغنيته الشهيرة: (عجبوني الليلة جو)، تلك الأغنية التى جاءت في قالب إهداء وشكر لأهالي توتي وكل أهل السودان الذين وقفوا في تلك الفترة وقفة شعبية كبيرة ربما كانت تستحق التحية.
الخرطوم بالليل
والخرطوم كعاصمة، ربما نالت الكثير من الحظ في استيعابها ضمن سلسلة الأغنيات الغارقة في سحر الأمكنة، فجاءت عقد الجلاد لتغني (ياجمال النيل والخرطوم بالليل)، وردد سيد خليفة: (يالخرطوم يالعندي جمالك..جنة رضوان)، وغيرها، بينما حظيت أحياء خرطومية كذلك ببعض التناول، ولعل ذلك التناول اللحني والغنائي للخرطوم العاصمة، فسره الكثيرون من متتبعي حركة الغناء السوداني على أنه يمثل رد دين للعاصمة ونوع من (الواجب) المهني تناوب في تأديته الكثير من الفنانين.
الجمعة في شمبات
بحري الوادعة ايضاً نالت حظها من التناول، وذلك عبر عدد من أحيائها ومناطقها مثل (شمبات)، ولعل أغنية (الجمعة في شمبات) تمثل أبلغ دليل على ذلك الحب العميق لتلك المنطقة، بينما حظيت بحري تحديداً بالكثير من التناول عبر الأغنيات الخفيفة والشبابية التى ظهرت في الفترة مابعد العام 2000، حيث كانت الغالبية العظمى من أغنيات الشباب تتناول مناطق بحري بشيء من التفصيل تماماً كأغنيات (بحري سر الهوى) او (أنا بحب بحري) وغيرها، وهذا الشيء تحديداً يصنفه العديد من المتابعين على أنه سلوك اتصالي مابين الجيل الجديد والقديم، مع اختلاف الرؤية والنظر والقوالب اللحنية وقوافي الأغنيات مابين الجيلين.
ضيعني ساكن الموردة
بالمقابل يؤكد العديد من المهتمين بتاريخ الأغنية السودانية، أن أم درمان كانت هي المدينة التى حظيت بأجمل أبيات الشعر الغنائي في السودان وتشهد على ذلك أغنيات ودرر خالدة، تتقدمها (أنا أم درمان)، بينما تأتي مناطقها التى احتوتها عشرات الأغنيات كتعضيد لذلك الحديث، حيث تناول العديد من الشعراء والمغنين أحياء ومناطق لأم درمان، تماماً مثل أغنية (لي في المسالمة غزال) التى صاغ كلماتها الشاعر عبد الرحمن الريح، والذى عاد في توقيت آخر وغازل حي الموردة الأم درماني عبر أغنية (أنا بيك سعادتي مؤكدة)، والتى أدرج من خلالها مقطع: (ماعندي مانع..حتى لو ضيعني ساكن الموردة)، أما خليل فرح فقد عدد مآثر البقعة حيث قال: (أذكر بقعة أم درمان…في السودان فتيح معروف…ولسه أب عنجة خور وسروف…ود نوباوي زول معروف)، قبل أن يأتي الشاعر محمد محمد ويطوف على أحياء أم درمان من خلال إحدى قصائده التى قال فيها: (من ليل ملطخ بالكوابيس والسهر…فجيت رؤاي…قالدت سوق الشجرة وأب روف والخدار.. والزنكي سوق الناقة.. والناس الكتار.. الليلة يا ام درمان بشوف.. كل المدن في توب سماحتك تنجهك)، ولن ننسى بالتأكيد (بدور القلعة وجوهرا) التى صاغ مفرداتها ابو صلاح ورددها الموسيقار محمد الأمين.

صحيفة السوداني
خ.ي[/JUSTIFY]