«بلا حدود» يعود إلى شاشة «الجزيرة» بعد منع إعادة بث حلقة مثيرة للجدل
واستضاف منصور ليلة أمس الاول من العاصمة الفرنسية باريس، محمد محسوب المستشار القانوني في عهد الرئيس المصري المعزول محمد مرسي، ليناقش معه تداعيات وصول المشير عبد الفتاح السيسي إلى سدة الحكم في القاهرة، في وقت كانت التوقعات تشير إلى توجه لوقف البرنامج على اثر الانتقادات التي وصلت إدارة المحطة في الدوحة، وعلى اثر الإعلان الذي أفاد به منصور نفسه في الحلقة على الهواء مباشرة وإعلانه أن هذا البث قد يكون الأخير.
وفي اتصال لـ»القدس العربي» مع أحمد منصور قبيل موعد بث الحلقة الأخيرة لنسأله عن صحة الأخبار المتداولة بشأن وقف البرنامج، قال المذيع ان البرنامج لم يتوقف، وسوف يكمل مشواره. وحين استفسرنا منه عن تداعيات حلقة «الإعلام المصري» التي تلقت سيل انتقادات، رفض أحمد منصور الرد على السؤال، مشيرا إلى أنه لا يقدم تصريحات صحافية. وكانت القناة بثت حلقة وصفت بأنها مثيرة للجدل، وجاء في صفحة البرنامج الرسمية في موقع «الجزيرة نت» التابع للشبكة: «أن أجواء من الضحك الساخر خيمت على حلقة الأربعاء 4 حزيران/يونيو من برنامج «بلا حدود» التي خصصت لمناقشة تغطية وسائل الإعلام الرسمية والخاصة في مصر للحملة الانتخابية خلال الرئاسيات السابقة» غير أنه لما حاولنا فتح بقية الموضوع للاطلاع على التعليقات المنشورة، اكتشفنا أن الصفحة اختفت فجأة بعد فترة قصيرة، وينقل الرابط من موقع البحث غوغل إلى إدراج فارغ مع عبارة: «عذراً الصفحة المطلوبة غير موجودة»: (أنظر الرابط أدناه). ولحظات بعد بث الحلقة اجتاحت موقع التواصل الداخلي في شبكة الجزيرة (تالك باك) المخصص للموظفين، ويعبرون من خلاله عن آرائهم بحرية واسعة، تعليقات صبت معظمها في اتجاه استهجان مضمون الحلقة، وما فيها من تعليقات الضيوف وحتى زميلهم المذيع. ومنهم من انتقد طريقة الحوار، والأسلوب الساخر المبالغ في الرمزية السلبية حول الموضوع. وطالب بعض العاملين بضرورة تقديم إدارة المحطة اعتذارا رسميا عن مضمون الحلقة، وما ورد فيها، وكذلك عما وصفوه بإساءات تخل بالمظهر المحترم للقناة، التي تعمل جاهدة على أن تكون رائدة الإعلام العربي الجاد، بعيدا عن التسطيح والتسفيه والنزول إلى مستوى المحطات التي لا تراعي أخلاقيات المهنة. وقال أحد المتدخلين أن الحلقة الأخيرة حطمت صورة المحطة التي توصف بالرزانة وبالعقلانية التي حافظت عليها لفترة طويلة، بسبب ما تخلل البرنامج من مزح مبالغ فيه، ونكات لم يكن بعضها مقبولا. وفي حديث لأحد الموظفين في المحطة قال لـ«القدس العربي» إن الحلقة الأخيرة من البرنامج، كانت فعلا بلا حدود. وفي جولة حول ما تداولته المنتديات، وصفحات التواصل الاجتماعي حول الموضوع، علق قراء كثر على الحلقة بشكل مستفيض. وكان للعنصر النسوي حصة من التعليقات ضد ما اعتبرنه «عبارات تخدش كرامة النساء» تم التلفظ بها خلال الحلقة، مع وصف المصريات ببعض التعابير التي رأينها غير ملائمة. وفي هذا السياق قالت رباب مرسي في تعليق لها في صفحة برنامج «بلا حدود» الرسمية على موقع «فيسبوك»، ان هناك تطاولا حقيقيا على نساء مصر، أما رديمر بكر فقد أشار إلى أنه «لم يكن لائقا بصحافي محترم مثل أحمد منصور أن يقدم مثل هذه الحلقة المليئة بالتفاهات والضحكات». وعلى عكس هذه التعاليق والانتقادت دافع بعض المعجبين عن احمد منصور، وقال حمزة الخاطر في هذا السياق انها كانت رائعة.
وكان مقدم البرنامج أشار إلى أنه قد تكون هذه آخر حلقة تبث. وأضاف أنه مسؤول عن محتواها بكل ما فيها، وبكل تفاصيلها وما يرد فيها، ولا علاقة لقناة الجزيرة بما تتضمنه.
ويعتبر «بلا حدود» برنامجا سياسيا أسبوعيا يبث في قناة الجزيرة، يقدمه المذيع المصري أحمد منصور، ويتناول كل المشاكل الدولية والعربية والإسلامية مع ضيف واحد أو ضيفين، مثلما كان عليه الحال في الحلقة السابقة والتي تم استضافة كل من الناشط المصري في موقع اليوتيوب محمد باكوس، ومقدم برنامج «الحرام» الساخر على اليوتيوب سامي كمال الدين، وبدأت بعرض لقطات للحملة الانتخابية ثم استكملتها بتعليقات حول الحدث.
وحسب تصريحات سابقة من مسؤولي الجزيرة فــإن برنامجي فيصل القاسم (الاتجاه المعاكس) وأحمد منصور (بلا حدود) يعدان من أكثر البرامج مشاهدة في الوطن العربي.
القدس العربي