بوتفليقة يتجه للفوز بفترة رئاسة ثالثة في الجزائر
ومن المتوقع فوز بوتفليقة (72 عاما) الذي قاتل في حرب استقلال الجزائر عن فرنسا بفارق كبير على منافسيه لكن اذا غاب الناخبون عن صناديق الاقتراع فذلك قد يدعم المعارضة وعلى رأسها الاسلاميون الذين يقولون ان الانتخابات هي مجرد تمثيلية.
وكتبت صحيفة لو سوار دالجيري الصادرة بالفرنسية في طبعتها الخميس ” الامتناع عن التصويت..العدو الاول والوحيد لعبد العزيز بوتفليقة.. قد يفسد كل الحسابات في الانتخابات.”
وقال وزير الداخلية نور الدين يزيد زرهوني ان 30 في المئة من الناخبين كانوا قد أدلوا بأصواتهم بحلول الساعة الواحدة ظهرا (1200 بتوقيت جرينتش). وقال ان الانتخابات تجري بطريقة منظمة للغاية.
لكن في أحد مراكز الاقتراع في شرق العاصمة قال مسؤولون لمراسل رويترز ان ثلاثة في المئة فقط من الناخبين توجهوا للتصويت صباح الخميس. وستعلن وزارة الداخلية النتائج في انحاء البلاد الجمعة.
ومهد نواب البرلمان وغالبيتهم موالون لبوتفليقة الطريق امام اعادة انتخابه حين ألغوا اواخر العام الماضي قيودا دستورية على فترات الرئاسة. ويقول منتقدون ان هذا سيسمح لبوتفليقة برئاسة الجزائر مدى الحياة.
ولا يشكل منافسو بوتفليقة الخمسة أي تحد حقيقي ودعا عدد من شخصيات المعارضة غير المشاركة في الانتخابات أنصارهم الى الامتناع عن التصويت والبقاء في منازلهم مما أشاع الاحساس بين بعض الناخبين بأن الانتخابات لن تفعل شيئا لتخفيف الفقر والبطالة المنتشرين على نطاق واسع.
ويقول مؤيدون ان بوتفليقة الذي يسعى للفوز بفترة رئاسة ثالثة يستحق ثقة الشعب لانه أعاد الاستقرار الى الجزائر المنتجة للنفط والغاز بعد حرب أهلية في التسعينات أودت بحياة 150 ألفا.
ووعد بوتفليقة بانفاق 150 مليار دولار على مشروعات التنمية وخلق ثلاثة ملايين فرصة عمل لانعاش الاقتصاد الجزائري الذي تشكل صادرات الطاقة 96 في المئة من حجمه لكن القطاعات الاخرى تعاني من الروتين وقلة الاستثمارات.
وقال عبد الوهاب زياني العامل البالغ من العمر 42 عاما وهو يدلي بصوته في وسط العاصمة “أعطيت صوتي اليوم لبوتفليقة لاني أعتقد انه يحتاج لان يواصل برنامجه. نحتاج السلام والنمو الاقتصادي من أجل خلق الوظائف.”
لكن قطاعات عريضة من السكان يشعرون بالحيرة ازاء العملية السياسية ويشعرون بالاحباط من ان سنوات ارتفاع اسعار النفط لم تترجم الى خلق وظائف جديدة. ويبلغ معدل البطالة بين الشبان 70 في المئة.
ويقول محللون ان هذا الامر يساعد في اذكاء التمرد الاسلامي الذي يجتاح الجزائر.
ودعا زعيم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي هذا الاسبوع الى مقاطعة الانتخابات وقالت وسائل اعلام محلية ان متمردين قتلوا امس الاربعاء ثلاثة حراس امن على مسافة نحو 350 كيلومترا شرقي العاصمة الجزائر.
ولا يوجد مؤشر يذكر على وجود مشاعر حماسية في بلدة تيزي وزو التي تبعد 100 كيلومتر شرقي الجزائر العاصمة وهي بلدة تقترن بتاريخ من الاحتجاجات المناهضة للحكومة.
وقال مسؤولون في مركز اقتراع يقع في مركز مدرسة دالي 6 بالبلدة انه حتى منتصف اليوم لم يتوجه سوى 61 ناخبا فقط للتصويت من بين 2002 ناخب مسجل.
وقالت سيدة تدعى ولد الحبج وهي واحدة من المسؤولين “لم أدهش لهذه النتيجة ولا اتوقع حضور الناس.” وقالت “هذا تقليد في البلدة.”
ويهتم العالم الخارجي بأن يكون لدى بوتفليقة القدرة على الاحتفاظ بشرعيته في أعين مواطني الجزائر وعددهم 34 مليون نسمة فبلاده عضو الاوبك تحتل المركز الخامس عشر في قائمة أكبر احتياطي نفطي في العالم كما تشكل صادراتها 20 في المئة من واردات الاتحاد الاوروبي من الغاز.
وتخشى الحكومات الاوروبية من ان يؤدي تجدد الصراع او انهيار الاقتصاد الجزائري الى تدفق اللاجئين على دول الاتحاد بينما تحتاج الولايات المتحدة الى دعم بوتفليقة في حربها العالمية ضد القاعدة.
ومن المقرر أن تغلق صناديق الاقتراع أبوابها الساعة الثامنة مساء يوم الخميس (1900 بتوقيت جرينتش).[/ALIGN]