محمد الياس السني : شاشات الوالي المجانية
المناسبة ضخمة وعالمية.. وقد تكون ممتعة للكثيرين.. ونعلم أن الغالبية الأكثر في السودان لا يهمها كثيراً أن يكون الكأس من نصيب البرازيل أو المانيا.. أو كوستاريكا خصوصاً بعد أن أثبتت فرقنا في كرة القدم تخلفها وفشلها الكبير في هذه اللعبة الشعبية برغم وجود إعلام رياضي يكاد ينعدم مثيله في العالم.. عشرات الصحف الرياضية والقنوات الفضائية.. و «كله ما نافع».. فاذا كانت البرازيل التي تسيدت العالم في هذه اللعبة.. لعدة سنوات وخرجت للعالم عشرات النجوم وعباقرة هذه اللعبة ليس بها سوى صحيفة رياضية واحدة!!
وبمتابعة غير دقيقة نستطيع أن ندرك من «الأنانية وحب الذات وضيق الأفق» لماذا تفشل فرقنا الرياضية في هذه اللعبة، هذا بغض النظر عما يفعله الاعلام الرياضي من عمايل باللاعبين والاداريين وحتى الجمهور المسكين ليفاقم الوضع المتردي ويزيده سوءاً.
محفل كأس العالم.. نوع من المتعة والرفاهية والفائدة.. لدول وشعوب دخلت المنافسة.. ولم تعد لديها مشكلات أو تعثر في ضروريات حياتها.. والبرازيل تعشق البحر والرقص وكرة القدم.
علق بعضهم بأن الغرض من «شاشات الوالي» تعليم لاعبينا كيفية التعامل مع كرة القدم واصول لعبها.. وتعليم شعبنا كيف يشجع فرقه بطريقة حضارية وراقية، وتعليم إدارات الأندية والاتحادات كيف يشيّدون استاداتهم وكيف يرعون فرقهم ولاعبيهم وجماهيرهم.. ويديرون شؤونها.
وراح البعض يخلط بين «شاشات الوالي» و «سياسات الحكومة».. وأن الغرض «ربما» لشغل الناس بمتابعة الكأس.. عن الهموم اليومية وقطوعات المياه وأزمات المواصلات وغلاء الأسعار والمعايش..
البقية راحت تشيد بالسيد الوالي وبحسه العالي وذوقه الرفيع وكرمه.. وذكائه ودراسته ومعرفته لنفسيات شعبه بالولاية وشطارته النادرة وبراعته في التخدير والتصبير.. وطولة باله وحرصه على خدمة الغلابى من أهل ولايته مترامية الأطراف «وعينه البصيرة.. وإيده اللاحقة».
وبصماته التي ستبقى في كل شبر من ولاية الخرطوم.. باصات الوالي.. مواقف الوالي.. شاشات الوالي.. وقطارات الوالي.. وشركات نظافة الوالي.. وبعد سعيه الحثيث لحل مشكلة المياه في الولاية.. سيأتي مسمى «مياه الوالي» أيضاً.. وبعدها رغيف الوالي.. وتمويل الوالي.. ووظائف الوالي.
وبعودة لكأس العالم الذي لا يصل وزنه إلى خمسة كيلوجرامات من الذهب «عيار 18» فإننا نقترح على الوالي عمل كأس من جزء من عرق جبين المنقبين عن الذهب ليتنافس عليه وزراء الولاية عبر وزاراتهم وما يقدمونه من خدمات جليلة لمواطني الولاية.. وليتم تقديم «كأس الوالي» للوزير الفائز برضاء الناس وحبهم وتقديرهم.
مع عرض عبر «شاشات الوالي» لكل ما قام به الوزير أو المنافس الفائز بالكأس من خدمات سواء في الصحة أو صحة البيئة والنظافة أو التخطيط العمراني أو النقل والمواصلات.. المياه والكهرباء الطرق والجسور والكباري ومصارف المياه .. التجارة والمواد الاستهلاكية وضبط الاسعار وحركة المرور وكل الخدمات التي يحتاجها المواطن.. ولتكون المنافسة على «كأس الوالي» متاحة لكل من يقدم عملاً وطنياً خالصاً للشعب ولراحته واستقراره.
وأمنياتنا للجميع بالاستمتاع عبر شاشات الوالي بمنافسات ممتعة ومفيدة حقيقة التي ستمتد حتى منتصف شهر رمضان المعظم.. ولا شك أنها ستسحب البساط من تحت أرجل «أغاني وأغاني» وحلقات فنان الشايقية النصري، وبقية برامج القنوات التلفزيونية الرتيبة المملة.
وكل كأس عالم وأنتم بخير.
صحيفة الإنتباهة
ع.ِش
الكلام بعد الانتهاء وين بتروح الشاشات ياربي مسجلة ومعروفة ولا مع اخر مبارة وتختفي ..