سياسية

الحزن يخيم على احتفال الجنوب بسبب الحرب الأهلية


[JUSTIFY]احتفلت دولة جنوب السودان امس بالذكرى السنوية الثالثة لاستقلالها في ظل حرب أهلية حصدت الآلاف من المواطنين ونزوح أكثر من مليوني شخص مع شبح مجاعة يخيم على البلاد بعد أشهر، بحسب تقارير الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، وقال الرئيس اليوغندي يوري موسفيني إن حكومة بلاده ستقف إلى جانب شعب جنوب السودان في أزمته الراهنة، مناشداً طرفي النزاع في البلاد احترام الاتفاق الذي وقعا عليه أخيراً في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، وأضاف موسفيني في كلمة ألقاها في جوبا عاصمة جنوب السودان امس علي شرف الاحتفال بالذكرى الثالثة لاستقلالها الذي اقيم في ضريح الراحل جون قرنق، أن دولة جنوب السودان تحظى بدعم دول الجوار الإقليمي عبر وساطة «إيقاد».
واحتفل جنوب السودان بالذكرى الثالثة للانفصال، وشارك الرئيس اليوغندي ونائب رئيس الجمهورية د. حسبو محمد عبد الرحمن، كما وصل موسفيني جوبا مساء الثلاثاء تحت حراسة أمنية مشددة، وغير معلنة لأسباب أمنية، بحسب مصادر مطلعة، وفي يلي تفاصيل الأحداث بدولة جنوب السودان يوم أمس:

المعارضة تحتفل: قال نائب رئيس دولة جنوب السودان المقال وزعيم المعارضة رياك مشار، امس، إن جنوب السودان شهد خلال السنوات الثلاث الماضية أبشع أنواع الفساد والفوضى والقبلية ونقص في المشروعات التنموية، مما أدى إلى تصنيفه بالدولة الفاشلة. وجاء ذلك في كلمته خلال مؤتمر صحفي عقده مشار امس بأحد فنادق العاصمة الإثيوبية، أديس أبابا، بمناسبة الذكرى الثالثة لاستقلال جنوب السودان. وحمل مشار سلفا كير مسؤولية أحداث «العنف» التي اندلعت في «15» من ديسمبر الماضي، وأسفرت عن مقتل عشرات الآلاف، وتشريد مليون نازح، ولجوء «500» ألف آخرين إلى دول الجوار. واتهم سلفا كير بأنه ما زال يستهدف شعب جنوب السودان الذي ينادي بالفيدرالية لتمكين حكمه الاستبدادي، وإثارة العنف بدلاً من الحوار الديمقراطي، على حد قوله. وأشار إلى أن سلفا كير رفض الحوار الديمقراطي واختار العنف، مما دفعه «مشار» إلى اختيار المقاومة مع قيادات في الحركة الشعبية، وأعرب عن شكره وتقديره لجهود وساطة الهيئة الحكومة لتنمية دول شرق أفريقيا «إيقاد»، ورئيس وزراء إثيوبيا هيلي ميريام ديسالين، من أجل إحلال السلام والاستقرار. وطالب «إيقاد» بمزيد من الشفافية ومراجعة معايير اختيار المشاركين في التفاوض حتى يكون الاختيار شمولياً وعادلاً، ودعا الوساطة لاستئناف مفاوضات السلام على ضوء هذه المطالب. وحول تأجيل مفاوضات السلام قال مشار إن مفاوضات السلام لا يجب تأخيرها مهما كانت المسببات، وأشار إلى أنه هنا في أديس أبابا من أجل السلام، وإنهاء معاناة شعبه، واعتبر قرار وساطة «إيقاد» بتأجيل المفاوضات في 23 من يونيو الماضي إلى أجل غير مسمى ما كان يجب أن يكون. وأضاف قائلاً: «لقد شرحنا موقفنا هذا لرئيس الوزراء الإثيوبي وممثلي «إيقاد»، والأمين العام للأمم المتحدة حول اختيار أصحاب المصلحة للمشاركة في المفاوضات.

سلفا يدعو دعا رئيس جنوب السودان، سلفا كير ميارديت، المعارضة التي يتزعمها نائبه السابق رياك مشار، إلى إلقاء السلاح والاستجابة لصوت العقل ونبذ الحرب. وفي خطاب ألقاه أمس بمناسبة الذكرى الثالثة للاستقلال بميدان الحرية بالعاصمة جوبا، قال إن تبادل الاتهامات لن يفيد في حل الأزمة الراهنة التي تشهدها البلاد. وحث سلفا كير المعتقلين «السبعة» السابقين الذين أطلق سراحهم أخيراً بقيادة الأمين العام السابق للحركة الشعبية باقان آموم على العودة إلى البلاد والمساهمة في عملية بناء الدولة وحل جميع المشكلات العالقة بينه وبين المعارضة. وأكد رئيس جنوب السودان التزام حكومته بحل قضية منطقة أبيي المتنازع عليها بين السودان وجنوب السودان بالسبل السلمية. وأعرب عن التزامه بعملية الوساطة التي تقودها دول «إيقاد»، داعياً الأخيرة إلى نشر قوة حماية وقف إطلاق النار، وأشار إلى أن القوات اليوغندية مازالت موجودة في البلاد. ومضى قائلاً: «جنوب السودان دولة مستقلة ومن حقها التوقيع على اتفاق ثنائي للدفاع، والقوات اليوغندية لن تنسحب ما لم نشعر بالأمان». وفي ما يتعلق بقضية الفيدرالية قال كير إن الفيدرالية لا يجب أن تقود إلى تقسيم جنوب السودان، أو نزاع بين مكوناته، ولفت إلى ضرورة أن يدور نقاش حول الفيدرالية كقرار شعبي لسكان البلاد. وتصاعدت في جنوب السودان أخيراً أصوات تنادي بضرورة تطبيق نظام الحكم الفيدرالي كبديل للنظام المطبق حالياً، ويعزو هؤلاء ذلك إلى وجود خلل في توزيع الموارد على الولايات. واختتم رئيس جنوب السودان كلمته بالقول: «يجب أن نضع نهاية للحرب».

حفل تأبين: قال رئيس الاستخبارات السابق في الجيش الشعبي إدوارد لينو إن أفضل وصف في ذكرى الاستقلال أن شعب الجنوب في حفل تأبين لاستقلالهم وليس إقامة مهرجانات، بسبب اندلاع الحرب بعد عامين من الاستقلال، وأضاف قائلاً: «قارورة المياه في جوبا أغلى من الفاشر في غرب السودان، والموظفون الكبار في الدولة يرسلون أطفالهم في مراحل الأساس إلى كينيا ويوغندا وإثيوبيا»، مشيراً إلى أن الدولة الجديدة فشلت في إنشاء مستشفيات كبيرة، وأضاف قائلاً: «وزير الداخلية الحالي أليو أيانق أليو ومستشار الرئيس تيلارا رينق دينق وآخرون كانوا مفصولين من الحركة وعادوا إليها، واختطفوا الحزب وقادوا البلاد لما نحن فيه الآن».

صحيفة الانتباهة
ت.إ[/JUSTIFY]