ثقافة وفنون

غابات الرهد “التونجة” تعدٍّ يُصيب الخضرة في مقتل ويُحيلها يباباً


[JUSTIFY]تزخر مدينة الحواتة بنحو 85 غابة متجاورة ومتراصة على مساحة 45 ألف فدان تقع في على نطاق مدينة الحواتة بمناطقها المتعددة لتشكل ثراء اقتصادي للمدينة وتنوع (ايكولوجي) يحفظ التوازن البيئي ليس للسودان فحسب، بل للقارة الأفريقية أجمع، غير أن جمال غابات الرهد وخضرتها الدائمة باتت في هذه الأيام هدفاً للتعدي الجائر من قبل الحطابة وأصحاب محارق (كمائن) الفحم، ومؤخراً أصبح استأجر الغابات فيما يعرف بـ (التونجة) من أكبر مهددات الغابات وزوالها، هذا أن لم يؤد هذا الأمر إلى فشل برنامج حماية التصحر الممول من الأمم المتحدة (انسو) الخاص بالحفاظ على الغطاء الغابي من التصحر وتعدي الزراعة والرعي والاحتطاب وغيرها من النشاطات السالبة.

غابات مد البصر

الشريط الغابي لمناطق الرهد ومركزها الحواتة يكاد يلف المدينة بثوب أخضر أخاذ يجعل منها عروسة كامل الحسن والمنظر، إذ تتعد أسماء الغابات بتفاوت مساحاتها.

ومن أشهر الغابات: غابة ودبتون جنوب الحواتة بمساحة 40 فداناً، وغابة فرش العنبة 600 فدان، وغابات شمال وشرق الحواتة مثل العطشان وأم جرة وود البشير وود الشاعر وأم بروش وغيرها .

معجزة طبيعية

وتشكل هذه الغابات ثروة بيئية واقتصادية عظيمة النفع للسودان، حيث ظلت أشجار السنط التي تغزو تلك الغابات معجزة طبيعية عصية عن التغيير والاندثار، بالرغم من تكالب أيادي الإبادة من كل صوب وحدب، فإن لم تسلم الغابات من (منشار) الحكومة كما يُطلق على أكبر ورش تصنيع الأخشاب بمنطقتي (ود مسكين والحواتة)، فإن الغابات قد لا تسلم من تعدي الأهالي عليها بالقطع العشوائي لأشجارها.

تجارة المتر

حيث يعتمد نشاطهم الاقتصادي عليها بجانب الزراعة طبعاً، وشهدت سنوات ازدهار الحواتة تجارة (المتر) حيث تتكالب مدن السودان قاطبة في التجارة في منتوج غابات الحواتة سواء أكان لأخشاب الأثاث أو لحطب الوقود أو البناء وغيرها من الأغراض التي يستغل فيها منتوج الحواتة الغابي. ونظراً لهذا الواقع الجديد رصد برنامج مكافحة التصحر بالأمم المتحدة (انسو) مبالغ طائلة للقضاء على التصحر بتكليف مشرفين لهذا الأمر.

جفاف وتصحر

ومؤخراً يشتكي أهالي الحواتة من سلوك إدارة المشرفين في تفريطهم في غابات: أم جرة، أم جمينا وودالبشير، والأخيرة ركز عليها برنامج التصحر برصد ميزانية معتبرة نظير استزراع أشجار الطلح والهشاب والكتر لإعادة الخضر والتوازن البيئي في المدينة.

وفي الصدد يقول محمد إبراهيم محمد حمزة، أحد مزارعي الحواتة، إن نظام (التونجة) بإيجار الغابات لزراعة الحبوب كالذرة والسمسم وغيرها كان على حساب زراعة الهشاب والطلح والكتر، الأمر الذي جعل الغابات الثلاث تعيش حالة من الجفاف والتصحر وأثر ذلك بالطبع على البيئة، وبالتالي ستخسر الدولة وتفقد مورد الصمغ العربي المنتج من أشجارها، الذي يدر على الدولة العملة الصعبة (الدولار) وغيره.

اليوم التالي
خ.ي[/JUSTIFY]


تعليق واحد

  1. السلام عليكم
    هذا هو الحال في كثير من غابات العالم وعامة وغابات السودان خاصة .
    السؤال الذي يطرح نفسه ، ما هو الدور اللازم حتي ال تغرق السفينة ويتدهور الحال أكثر ؟؟؟؟
    لأن المنتوج الزراعي بدأ يتناقص وغيرها بسبب تراجع الغطاء الشجري وهو شئ لا يختلف عليه اثنين , فما هو السبيل لحل هذه المشاكل مجتمعة ……؟؟ حتي لا تغرق السفينة …..ويسوء الحال أكثر من ذلك ….
    لأننا غالبا ما نذكر المشاكل ونظل نتابعها ولا نفعل شئ …هل نصمط ويأتي علينا اليوم ونسقط .!!!
    أم نستيقذ وننشط حتي نستدرك ما فاتنا ..!!!؟؟