سنار تنهض: الدورة المدرسية.. قيدومة التعمير القادم
مهما حالف الصواب هذا الرأي فلا سبيل إلى الاعتداد به، ليكون مصيره أقرب سلة قمامة لأن هنالك حوالي (1,400,000) مواطن يُوجدون منذ مئات السنين في المساحة المسماة اليوم بولاية سنار يمكن لأي منهم أن يقدم نفسه فداً لإثبات حقيقة تلك المملكة التي كان مؤسسها وأول ملوكها (عمارة دنقس) وآخرهم (بادي أبوشلوخ) الذي أزاحته حملة (محمد علي باشا) على السودان في العام 1821م.
ومذ سقوط مملكة سنار التي تعددت مسمياتها مابين مملكة الفونج والسلطنة الزرقاء ظل ذلك الشعب حفياً بتاريخه فخوراً بمجد أجداده.
السير نحو المستقبل
إلى هنا،لابد لنا أن ندع التاريخ بكل تناقضاته جانباً، ونحث السير على هدي نهضة جديدة أطلت برأسها من بين ثنايا واقع كان الناس يعتقدون أنه أشد بؤساً، دون أن ينتبهوا إلى أن هذا الواقع يمكن أن يتبدل في لمح البصر إذا صدقت العزائم واستنهض أبناء سنار في كل مواقعهم الهمم واستشعروا دورهم تجاه ولايتهم (سنار) التي سنحت لها فرصة ذهبية لاستضافة الدورة المدرسية رقم (24) لأول مرة مما اعتبر بشارة خير وفألا حسنا على الولاية التي بدأت استعداداتها باكراً لاستقبال الحدث فكونت العديد من اللجان للتنظيم والإشراف على التجهيزات وإكمال البنيات التحتية للمشروعات التي سوف يقام عليها الحدث الذي يعتبر فرصة نادرة لتطوير البنية التحتية للولاية بحسب الأستاذ (عبدالله علي قسم السيد) رئيس لجنة السكن ومستشار والي سنار لشؤون التنمية والذي أبان أن قيام الدورة المدرسية بالولاية يمثل حدثاً مهما له انعكاسات إيجابية في عدة مجالات أولها ترابط وتلاحم الذي أبناء الولاية بالعاصمة والمدن الأخرى وبدول المهجر الذين التزم بعضهم ووعد البعض الآخر بدعم مشروعات البنية التحتية التي يتوقع لها أن تشكل قاعدة مستقبلية متينة لتطوير الولاية وهي في أمس الحاجة لمثل هذه المشاريع الكبيرة.
جولات ماكوكية
وبما أن أبناء سنار يشكلون العمود الفقري لكبرى المؤسسات العامة والخاصة بالعاصمة لهذا بعثت الولاية في أثرهم وفداً قاده رئيس لجنة السكن نفسه الأستاذ (عبدالله علي قسم السيد) وعضوية الدكتور (محمد عبد السلام) عميد كلية التربية جامعة سنار والأستاذ (عبدالمتعال أحمد الزين) مدير الشؤون الإدارية والمالية بوزارة التربية والتعليم والأستاذ (هيثم هجو)، وقد حمل الوفد لهم الحاجة الملحة لمواطني الولاية وأملهم الكبير في أن يمدوا لهم يد العون ودعم تلك المشروعات التي يسير العمل فيها وفقاً لما هو مخطط، وفي هذا الشأن يؤكد الأستاذ (عبدالله علي) أن أبناء الولاية الذين يتبوأون مواقع قيادية بالمؤسسات الرسمية القومية في الخرطوم تفاعلوا بقوة مع النداء الشعبي والرسمي الذي أطلقته القطاعات السنارية الرسمية والشعبية من أجل تعمير الولاية على شرف الحدث الذي تشهده مع نهاية هذا العام، أي في شهر ديسمبر المقبل، وأوضح (عبد الله قسم السيد) أن الدكتور (أمبلي العجب) رئيس مجلس الولايات قدم دعماً مادياً فورياً ووعد بالمزيد خلال الفترة المقبلة، كذلك بذل اللواء (بابكر محمد توم) رئيس اللجنة المالية والاقتصادية بالمجلس الوطني مجهوداً كبيراً لتسهيل مهمة اللجنة التي كان هدفها الأساسي مقابلة كل أبناء الولاية حيث اضطلع اللواء (بابكر محمد توم) بهذه المهمة وسهل لأعضاء اللجنة مقابلة العديد من أبناء ولاية سنار بالخرطوم كما وعد بدعم مقدر في مقبل الأيام.
تلاحم شعبي
لم ينحصر دعم الدورة المدرسية في سنار على القطاعات الرسمية ورجال الأعمال وإنما تسرب الإحساس بالمسؤولية إلى المواطنين العاديين على حد تأكيد الدكتور (محمد عبد السلام) فقد وضع أكثر من مائتي شخص صوالين منازلهم تحت تصرف اللجنة لغرض استقبال الضيوف فيها، ولكن كان شرط اللجنة هو أن لا يتم السماح للوفود بالسكنى في منازل مشتركة مع أسر، ورهنوا قبول تبرع المواطنين باستضافة الضيوف بأن يكون المنزل خالياً من السكان، وقد وافق أكثر من مواطن على هذا الشرط حيث أخلى المواطن (السر على عثمان) منزله كاملاً ووضعه تحت تصرف اللجنة وكذلك تبرعت أسرة الأستاذة (جميلة محمود) باستضافة عدد من إداريات الوفود المشاركة في الدورة وتكفلت كذلك بإعاشتهن حتى نهاية الدورة. وفي هذا الشأن يقول الدكتور محمد عبد السلام إن مثل هذا التلاحم والتعاضد يقوي من قيم التكافل بين المجتمع السناري ويسهل عملية النهضة والنفرة المجتمعية التي يجب أن تنتظم الولاية عقب نهاية الدورة المدرسية حتى تكتمل المشروعات الخدمية في كل محليات الولاية.
اليوم التالي
خ.ي