سياسية

حالة ترقب: أمبيكي في الخرطوم.. وإعلان أديس أبابا بين موفدي “7+7” وممثلي مجموعة باريس يدخل مختبر فحص الصلاحية

[JUSTIFY]يصل الخرطوم اليوم (الأربعاء)، ثامبو أمبيكي، رئيس آلية الاتحاد الأفريقي، وتأتي الزيارة في حراك سياسي كبير تشهده البلاد للملمة الصف الوطني تحت مظلة حوار وطني يسعى لنبذ الفرقة وجلب استقرار دائم للسودان، زيارة أمبيكي هذه المرة للبلاد مهمة ومفصلية خاصة وأنها تأتي بعد اتفاق مبدئي بالتوقيع على إعلان مبادئ بأديس أبابا قبل أيام بين مجموعة (7+7) وممثلي إعلان باريس بشهادة الاتحاد الأفريقي، هذا التوقيع الذي خلق جدلا واسعا على الساحة لعدم التأكيد هل المؤتمر الوطني يوافق عليه أم لا؟ فما زالت هناك تخوفات من إبداء الرئيس لتحفظات عليه، كونه وقع مع كيان الجبهة الثورية الذي لا تعترف به الحكومة، وما يزيد الأمر خطورة، إذا تم رفضه من قبل الرئيس هو اجتماع مجلس الأمن القادم في السابع عشر من الشهر الجاري والذي سيناقش فيه أزمة السودان، فهل سيكون للرئيس تحفظات.. أم أن الأمور تسير وفق ما رسم لها في زيارة أمبيكي السابقة.؟

1

* لا توجد مسافة كبيرة

قال كمال عمر، الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي، إن زيارة أمبيكي للخرطوم ستكون لتقريب وجهات النظر مع الحركات المسلحة، مؤكدا أنه لا تراجع عن أن يكون الحوار بالداخل، وأضاف عمر لـ(اليوم التالي) أن الحركات تريد ضمانات، ولا أشعر أنه سيكون هناك مسافة كبيرة، فعندما تقبل الحركات بالحوار سيكون هناك ضمانات، مؤكدا أن هناك جدية لخلق استقرار، وزاد أن الحركات وافقت أن تنتقل من باريس إلى أديس أبابا، والخرطوم أصبحت قريبة الآن، لافتا أن موضوع التوقيع مع كيان الجبهة الثورية التي لا يعترف به المؤتمر المؤتمر الوطني مجرد قضية شكلية، معربا عن تفاؤله في لقاء الرئيس بأمبيكي، وقال إن الأمور في أديس أبابا هي مرحلة تقارب لحل أزمة البلاد.

2

* الرئيس سيبارك

الفريق صديق إسماعيل، نائب رئيس حزب الأمة، يرى أن زيارة أمبيكي للخرطوم تأتي في إطار تكليف الاتحاد الأفريقي لتسريع خطى الحوار السوداني. وقال إسماعيل لـ( اليوم التالي) إن زيارته هي محاولة للوفاق على ما تم الاتفاق عليه، مضيفا: أعتقد أن الرئيس سيبارك خطوة أديس لأنه ليس هناك فرصة لغير ذلك، فهو فرصة لا يمكن أن يضيعها المؤتمر الوطني والقضية أصبحت على المحك، لافتا إلى أن إطلاق سراح مريم الصادق يأخذ احتمالين، وقال ربما يكون مقصودا لإعطاء إشارة إيجابية للاتحاد الأفريقي بأن الخرطوم توافق، وربما أيضا يكون صدفة، متوقعا موافقة الرئيس على اتفاق أديس أبابا في لقائه بأمبيكي.

3

* التعليق من داخل الآلية

محمد الواثق، القيادي بالمؤتمر الوطني، يؤكد أنه حدث اختراق في ملف الحوار. وقال الواثق لـ( اليوم التالي) إن المؤتمر الوطني أحد 14 حزبا في آلية الحوار، وأن تعليقه على الاتفاق يأتي من داخل هذه الآلية، مضيفا أن زيارة أمبيكي للبلاد ستأتي في أجواء إيجابية، وأن هناك بوادر انفراج بإطلاق سراح مريم الصادق، وتابع: الحديث يمكن أن يكون على التفاصيل لاحقا من داخل الآلية، لافتا إلى أن التحفظ يأتي من عدم الاعتراف بالجبهة الثورية، وقال يمكنها أن تأتي وتسجل نفسها كحزب بالداخل وأن تسقط أهدافها المعلنة والتي تدعو لإسقاط النظام بالسلاح، فلا يمكن أن نتحاور معها في ظل هذه الأهداف، وقتها سيتم التعامل معها بشكل طبيعي.

4

* ذهبوا بتفويض

ولفت فيصل محمد صالح، المحلل السياسي، إلى أن المؤتمر الوطني ليست لديه أي تحفظات على ماتم في أديس أبابا. وقال صالح لـ(اليوم التالي) إن غازي صلاح الدين وأحمد سعد عمر ذهبا إلى أديس مفوضين وأنهما اتفقا في إطار هذا التفويض، مضيفا: لن يكون هناك اعتراض من الرئيس على الاتفاق، يمكن أن يكون هناك تصورات وتفاصيل عليه، مؤكدا أن أمبيكي ما كان يجرؤ أن يأتي الخرطوم في الزيارة السابقة وبعدها يذهب إلى أديس بدون تفويض من الخرطوم، فهناك تفويض بتوسيع مهمته لتشمل دارفور وكل الحركات المسلحة ولديه موافقة مسبقة، متوقعا أن يبدأ الحوار بالخارج وأن ينتقل بالداخل بعد ذلك، أو أن يستمر كله بالخارج، وقال إنه لن يبدأ بالداخل، مؤكدا أن الحكومة ليست لديها مشكلة في أن يكون الحوار بالخارج، فقد فعلتها من قبل في نيفاشا، الدوحة وأديس أبابا، كما يرى صالح أن زيارة أمبيكي إلى الخرطوم تؤشر إلى أن أمبيكي يريد أن يستأذن الدوحة لأن ملف الحركات المسلحة بدارفور كانت مسؤولة عنه، ويريد مباركتها لاتفاق أديس، بالإضافة إلى دعم سياسي من الدوحة لعلاقاتها الوثيقة بالخرطوم في أن تساعد في نجاح هذا الاتفاق، معتبرا أن إطلاق سراح مريم الصادق في هذا التوقيت مقصود، متوقعا أنه سيتم إطلاق سراح جميع المعتقلين خلال اليومين القادمين.

5

* السكوت علامة رضا

من جانبه يرى د. أسامة توفيق، عضو المكتب السياسي لحركة الإصلاح الآن، أن اتفاق أديس أبابا يمثل حدثا كبيرا في تاريخ البلاد. وقال توفيق لـ(اليوم التالي) إن أمبيكي سيأتي الخرطوم بإجراءات تنفيذية لما تم الاتفاق عليه، مثل إجراءات وقف الحرب. مشيرا إلى أن ممثلي (7+7) خرجوا من الخرطوم بعلم المؤتمر الوطني، وأنهم اتصلوا به قبل التوقيع، وقال إن هذا يعكس أن الوطني موافق على ما تم، موضحا أن مجلس السلم والأمن الأفريقي سينعقد بعد يومين، وأن مجلس الأمن سينعقد يوم 17 من الشهر الجاري وبه بند لمناقشة قضية السودان. مضيفا: لو الحكومة رفضت وهذا ما نخشاه ستكون العواقب وخيمة وستكون البداية الحقيقية لتدويل القضية، واعتبر أن عدم تعليق الرئيس على الاتفاق حتى الآن معناه أنه يوافق عليه، فالسكوت علامة رضا، وقال أتوقع أن تكون هناك جلسة واحدة للحوار بالخارج لمناقشة الضمانات ثم تنتقل الجلسات بعد ذلك للداخل.

6

* الرفض معناه صدام

د. خالد التيجاني، المحلل السياسي، يؤكد أن الزيارة تكتسب أهمية كبيرة لأن أمبيكي سيرفع بعدها تقريره إلى مجلس السلم والأمن الأفريقي 12 من الشهر الجاري، وقال التيجاني لـ(اليوم التالي): وبالتالي على الحكومة أن تبدي تجاوبا للاختراق الذي حدث بأديس أبابا، مضيفا على ضوء ما سيسمعه أمبيكي من الرئيس ستتشكل المرحلة المقبلة بالبلاد، لافتا إلى أن الرفض معناه صدام محتمل بين الحكومة والمجتمع الدولي وكذلك الأفريقي، وقال إن الاحتمالات كلها مفتوحة والعبرة بالنهاية، وتابع: يمكن ألا يكون هناك قبولا أو رفضا في محاولة لاكتساب الوقت لترتيب الانتخابات القادمة، وما سيرد به الرئيس لأمبيكي سيكون جوابا هل يريد المؤتمر الوطني الحوار أم يريد كسب الوقت؟، معتبرا أن زيارة أمبيكي للدوحة قبل الخرطوم لإثبات أن ماتم ليس تجاوزا لها، وقال إن الدوحة لديها علاقات قوية بالخرطوم وتفاهمات مع الحركات المسلحة ويمكنها أن تعلب دورا مهما في القادم.

7

* كلام مبهم

أما علي السيد، القيادي البارز، بالاتحادي الديمقراطي، (الأصل)، يتوقع أن يخرج أمبيكي من لقائه بالرئيس بكلام مبهم وحمّال أوجه. وقال السيد لـ”اليوم التالي” سيقول أمبيكي بعد اللقاء كلاما معمما وغير مفهوم، معتبرا أن لقاء أمبيكي بالبشير كرئيس للمؤتمر الوطني خطأ كبير، وقال على أمبيكي أن يقابل مجموعة (7+7) فهي المسؤولة عن الحوار الوطني والمؤتمر الوطني جزء منها، مؤكدا أن الوطني لا يريد حوارا حقيقيا، وقال إنه يريد أن يقود هو مسيرة الحوار رغم وجود آلية تشمل الجميع في ذلك، مضيفا أن أمبيكي منذ زمن طويل في السودان يسعى للحل السلمي، ولكنه لم يصل إلى شيء طيلة هذه المدة، وتابع: أمبيكي متهم بأنه غير محايد لإصراره على لقاء كل القوى السياسية من جهة، والمؤتمر الوطني بمفرده من جهة أخرى، مؤكدا أنه غير محايد وكل محاولاته باءت بالفشل وغير قادر على إدارة الأزمة بالبلاد، وقال كنت أتمنى من الاتحاد الأفريقي أن يبحث عن بديل لأمبيكي، أو أن يقدم أمبيكي استقالته لأنه غير قادر على إدارة الأزمة.

ورغم وجود المؤشرات على قبول المؤتمر الوطني لما حدث في أديس أبابا من إطلاق سراح لمريم الصادق وتأكيد من غازي صلاح الدين بأنه تم الاتصال بالوطني قبل التوقيع، إلا أن البعض مازال متخوفا من رد فعل الرئيس على ما حدث، ويمثل ذلك دليل عدم ثقة على الساحة، وأن المسافات مازالت متباعدة، كما يعكس ذلك أن الجلوس على مائدة حوار واحدة بداخل السودان سيحتاج إلى الكثير من التنازلات والضمانات من قبل الحكومة يقابله جدية ونية صادقة في الحوار من قبل الحركات المسلحة.

اليوم التالي
خ.ي
[/JUSTIFY]