تجدد الاشتباكات بأعالي النيل
في وقت تجري الهيئة الحكومية للتنمية في دول شرق إفريقيا «إيقاد» سلسلة اتصالات ماكوكية لعقد لقاء ثالث بين رئيس دولة جنوب السودان سلفا كير ميارديت وزعيم المتمردين رياك مشار في أديس أبابا، لحسم جملة من القضايا المتعلقة بتكوين الحكومة الانتقالية، لا سيّما بعد اتفاق طرفي التفاوض على إقرار نظام الفدراليّة في البلاد. وفي ذات الأثناء قال مصدر سياسي بحكومة دولة جنوب السودان إن دخول مصر في الصراع يُعقّد المفاوضات.
وأكد العميد جبريل تاب الناطق باسم قوات الفريق جيمس قاي لـ «إس. إم. سي» أن المعارك بين الطرفين استمرت يومي الثامن والتاسع من أكتوبر الجاري، وتمكنت قوات المعارضة من إحكام سيطرتها على مدينة دوليب، وأضاف أن المعارك امتدت إلى القطاع الجنوبي من مدينة ملكال، مشيراً إلى أن قوات الحكومة تراجعت أمام تقدم المعارضة التي غنمت دبابة بحالة جيدة وأعطبت أخرى، وكشف عن مشاركة مقاتلين من الجبهة الثورية يتبعون لمالك عقار في القتال إلى جانب القوات الحكومية، وأتهم تاب عناصر الجبهة الثورية بالضلوع فى ارتكاب مجازر بحق المدنيين، مبيناً أن قوات المعارضة قامت بشن هجمات على مناطق تمركز مقاتلي الجبهة الثورية.
وشدد العميد تاب قائلاً: «سندافع عن مواطنينا، وإذا لم تكف حكومة سلفا كير عن شن الهجوم علينا، فإننا في المعارضة سنواصل القتال». في غضون ذلك انقضت أمس المهلة الثانية التي حدّدتها «إيقاد» للطرفين المتحاربين في الدولة الجديدة، منذ ديسمبر الماضي، للاتفاق على حكومة انتقالية ووقف دائم لإطلاق النار، من دون إحراز أي تقدم يذكر، مع استمرار المعارك في مناطق الجنوب المختلفة، واستنفاد «إيقاد» كل أوراق الضغط، تزامناً مع انشغال المجتمع الدولي والإقليمي بالحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» التي سحبت بدورها الاهتمام بالشأن الجنوبي.
وطالب الوفد الحكومي المفاوض بنقل مقر التفاوض من أديس أبابا إلى كينيا وعدم ثقة الأطراف الجنوبية المفاوضة في معظم الدول التي تمثلها «إيقاد»، وعلّقت الوساطة يوم الأحد الماضي المفاوضات الجنوبية ــ الجنوبية لتُستأنف في السادس عشر من الشهر الحالي. وعلى الرغم من تحديد موعد الجولة لإحداث اختراق في ما يتعلق بالاتفاق على نظام الحكم الفدرالي الذي ظلت جوبا ترفضه، لكن عقبة أساسية بقيت قائمة تتعلق بشكل ومهمات الحكومة الانتقالية ومقرها وحجم التمثيل داخلها، إلى جانب عدد وزرائها ومدتها ومهمات رئيس الدولة ورئيس الوزراء. وقادت هذه المسائل الوساطة إلى تعليق المفاوضات، باعتبارها قضايا أساسية تتطلب قرارات من قادة وفدي التفاوض «سلفا كير ومشار». وتُصعِّب عقدة إضافية الوصول إلى حلول سريعة، تتمثل في دخول مصر في المسرح الجنوبي بقوة، وسط معلومات مؤكدة حصلت عليها «العربي الجديد» عن أنّ القاهرة تعاونت مع جوبا عبر مدها بمعونات عسكرية، حيث وُجدت في إحدى ساحات القتال بقايا أسلحة وذخيرة للجيش الجنوبي عليها علامة صناعة مصرية.
وفي سياق متّصل نفى المستشار الإعلامي للرئيس الجنوبي ويك أتينج لـ «العربي الجديد» وجود تعاون عسكري بين القاهرة وجوبا أو استخدام سلاح مصري في المعارك. وقال: «يمكن أن نجد سلاحاً قادماً من السودان».
وفي السياق حثت الولايات المتحدة الأمم المتحدة على فرض عقوبات على أفراد فى جنوب السودان متهمين بإعاقة السلام في أحدث دول العالم. ولم يقل دونالد بوث، المبعوث الأمريكي إلى جنوب السودان والسودان، من الذي يجب فرض عقوبات عليه، لكنه قال إن قادة جنوب السودان أطاحوا بفرصة السلام والازدهار عندما انشقت البلاد في 2011م، وقال بوث في خطاب في واشنطن إن المجلس الدولي للأمم المتحدة يجب أن يقرر ما هي العقوبات التي ستفرض، لكنه لم يستبعد حظر الأسلحة.
صحيفة الانتباهة
ت.إ[/JUSTIFY]