سياسية

السيسي: أقول للشعب السودانى الشقيق قاطبة: كونوا كتلة واحدة ويدا واحدة ولا تختلفوا فتفشلوا وتذهب ريحكم

أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى، أن العلاقات بين مصر والسودان لن تتراجع إلى الوراء، وأنه لا مجال للاختلاف بعد اليوم، مشيرا إلى أن ما يجمع بين البلدين مصالح مشتركة، وأنه بالتعاون يمكن مواجهة وتجاوز التحديات سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو أمنية أو ثقافية.

وقال السيسى، فى حوار مع صحيفة “الرأى العام” السودانية الصادرة بالخرطوم يوم الأحد، إن العلاقات الثنائية بين البلدين والشعبين أكبر، وأن ما يجمع بينهما أكثر مما يفرق، مضيفا “تعاهدنا واتفقنا على أن نمضى إلى الأمام دوما وبثبات، وسنكون دائما مع بعضنا البعض، لأن لدينا التزاما تجاه الشعبين الشقيقين فى مصر والسودان”.

وأشار الرئيس فى حواره إلى أن مسيرة الاتفاقيات المشتركة بين البلدين ليست كافية إذا ما قورنت بما يربطهما من علاقات تاريخية ومصالح مشتركة. وفيما يلى نص الحوار الذى أجراه رئيس تحرير صحيفة ” الرأى العام” السوادنية الصادرة اليوم مع السيسى، خلال استقباله فى القاهرة ضمن الوفد الإعلامى السوادنى الذى زار مصر برئاسة وزير الدولة للإعلام السودانى ياسر يوسف:

فخامة الرئيس هل ما تم الاتفاق عليه بين السودان ومصر فى قمتكم الأخيرة مع الرئيس البشير كاف لوضع العلاقات فى مسارها الصحيح؟ الرئيس: أقول لك أن مسيرة الاتفاقيات المشتركة بين السودان ومصر ليست كافية إذا قارناها بما يربط بين البلدين من علاقات ومصالح مشتركة، وأكبر حجم من التعاون بين الخرطوم والقاهرة مطلوب نحتاج للتحرك تجاه بعضنا البعض بإيجابية أكبر، أن مصر والسودان وأثيوبيا دول عدد سكانها 200 مليون نسمة، وهذا سوق لو تم توظيفه لخير الشعوب سننجح إذا صدقت نوايانا وحرصنا على أن تكون مصالحنا واحدة.

ما الضامن الحقيقى لهذه العلاقات من وجهة نظركم لاسيما أنها تتعرض دائما للانتكاسات؟ الرئيس: ستتطور العلاقات وتتقدم دائما إذا صدقت النوايا وبحثنا عن مصالحنا وأصبحنا يدا واحدة، وفكرنا فى أن نحب الخير لكل الشعوب، يجب أن نمضى جميعا باتجاه مصالح بلدينا، وأن كان هناك ما أستطيع أن أقدمه سأقدمه: “ياريت كل الخير اللى عندى أقدر أقدمهولك” وسنعمل على أن نتقدم دوما.

العلاقات بين السودان ومصر ظلت تتأرجح دائما بين التقدم والتراجع مما يضعف من إشفاق الشعبين الدائم على مسيرتها مهما توافرت فرص النجاح؟ الرئيس: صحيح العلاقات مع السودان لم تمض على نسق واحد تتقدم وتتراجع، وأنا أقول: “عاوزين نمضى فى سياق واحد، ولابد أن نصبر على بعضنا، إذا كنا حريصين على بعضنا وصبرنا على بعض وعذرنا بعض فيما اختلفنا حوله فمن المؤكد أننا سنمضى للأمام”، فمثلا الموقف المصرى الرسمى من تصريحات الرئيس عمر البشير قبل زيارته للقاهرة بشأن حلايب لم نتعامل معها عن طريق ردة الفعل، وحرصنا على أن لا يتم أى تصعيد، لأن الحرص على العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين أكبر وأن ما يجمع أكثر مما يفرق.

هل تتفاءل بعد تراجع العلاقات؟ بالتأكيد إذا وصلنا إلى الرقم 6 على 10 فى العلاقات فالخطوة القادمة ستكون 7 سنتقدم للأمام دوما، لأن هذه إرادتنا وتوجهاتنا التى ارتضيناها، تواثقنا وتعاهدنا واتفقنا على أن نمضى إلى الأمام دوما وبثبات، وسنكون دائما مع بعضنا البعض لأن لدينا التزاما تجاه الشعبين الشقيقين فى السودان ومصر.

لكن المأثور هو التراجع فى العلاقات؟ مش عاوزين نتراجع تانى ستجدونى حريصا على لا نتراجع أو تنتكس العلاقات بين السودان ومصر لدينا الكثير الذى يمكن ان نفعله تجاه شعبينا وبلدينا.. وأؤكد لك أننا فى مصر ننظر للسودان بكل الود والتقدير والحب ونتمنى أن نرى السودان دوما بخير وفى أمن واستقرار، لن نتقاطع معكم لآن مصالحنا هى مصالحكم، وهذا حديث سأحاسب عليه يوم القيامة، ومن المهم أن نكون مسلمين حقيقيين فى التزامنا تجاه بعضنا البعض بالمصلحة المشتركة لا المصلحة العابرة.

وقال “إن النظام السابق فى مصر لم يدرك حجم المسئولية وعظم التحدى، وتعاملوا على أنهم سيقدرون عليه لوحدهم.. وده مش صحيح، وأنا أتساءل دائما لماذا يكون خيارنا تصادميا؟ وأقسم بالله العظيم لم أقبض على أى شخص حتى تلاوة البيان، ولم يكن هناك ما يستحق التصادم، والجماعات الدينية تتصور دائما أنها الأصح مع أن حكمها تجربة بشر ومن المؤكد أنها ليست مقدسة، وهى قابلة للتصويب والتصحيح والمراجعة، وأنا أقول أن التيار الدينى لديه مشكلة فى البناء الفكرى وليس لديه القدرة على احتواء الأخرين وهذه مشكلة، وكل من يضع الدين واجهه تحدث منه مشكلات. حتى الآن التحدى الذى تواجهه مصر كبير يتطلب التكاتف حتى نعبر ما نواجهه التحديات، وأن أكبر تحد هو الوعى والإدراك لما يحيط بنا من مشكلات، وقد عاهدت الشعب المصرى منذ أول يوم أن أكون صريحا معه دائما، لأنى وجدت أن فاتورة الصراحة أقل بكثير من كلفة إخفاء الحقائق..

والتحديات الموجودة تجعلنا من المهم جدا أن نتعاون لمواجهتها حتى فى تجربة دولة جنوب السودان، كنت قد زرت السودان حينما كان الفريق شرفى مديرا للمخابرات، وقلت له حينها أن التحديات فى دولة الجنوب ستجعلهم يتقاتلون.

وماذا عن القضايا الخلافية بدون تفاصيل؟ سنتعاون ونتآخى ونتحاور حتى فى القضايا الخلافية وصولا إلى حلول مُرضية… فنقاط الاتفاق بيننا أكثر من نقاط الاختلاف، وأقول نحن حتى فى مشروع سد النهضة نتفهم مطالب الآخرين لإحداث التنمية وننظر لها بعين الاعتبار، ولكننا نذكر أن مصر تعيش كلها على مياه النيل، وأننا بالتحاور والتعاون والتفاهم سنصل إلى حلول لقضايانا الخلافية.

الرئيس تبدو واثقا من مستقبل العلاقات مع السودان؟ نحن واحد فى السودان ومصر، ما نتفق عليه أكثر مما نختلف عليه.. بالتأكيد سنتجاوز أشياء كثيرة جدا إذا عملنا بشكل توافقى وتصالحى لتحقيق مصالحنا المشتركة، وأنا هنا لا أعنى السياسيين فقط، وأنما أعنى أيضا المثقفين والإعلاميين وأعدكم أنكم لن تجدوا منى إلا كل طيب لتحقيق الأهداف والآمال والطموحات المشتركة.

كيف ينظر الرئيس السيسى إلى أداء ودور الإعلام بين البلدين خاصة وأنكم وجهتم بأن يلعب الإعلام دورا إيجابيا فى المرحلة المقبلة؟ أنا ضد الإساءة لأى أحد أو أى دولة لأن هذا لا يعبر عن وعى ولا عن منطق أو إدراك، خاصة وأننا نريد أن نعلم الناس الوعى، ولابد للإعلام أن يكون عفا وموضوعيا ومسئولا ومهنيا، كما لابد أن يلعب دورا إيجابيا فى بناء علاقات إستراتيجية بين البلدين،

وانصح الإعلاميين فى مصر والسودان: قبل أن تقول كلمة تدبر وفكر.. يا ترى تأثيرها حيكون إيه، وأصدقكم القول أنا منذ تسلمت مسئوليتى لم أقل كلمة مسيئة فى حق أحد… والإعلام خط ثابت فى العلاقات بين مصر والسودان، وهناك فرصة عظيمة لإعلام البلدين فى هذه المرحلة التى تقتضى قدرا من النزاهة والمهنية واستصحاب حساسية وأهمية المصالح المشتركة،

وأن الإعلامى فى تعامله مع مهنته أما أن يؤجر أو يؤثم، ويجب أن نبحث عن مدرسة الإسلام فى الإعلام لأنه من المهم جدا تحرى الصدق فيما نكتب أو نعبر عنه.

سؤال: رسالتكم إلى الشعب السودانى؟ أقول للشعب السودانى الشقيق قاطبة: كونوا كتلة واحدة ويدا واحدة ولا تختلفوا فتفشلوا وتذهب ريحكم، ففى السودان ما يكفيكم لو توحدت إرادتكم، ولفخامة الرئيس عمر البشير، لك كل الحب والتقدير وأتمنى لك دوام التوفيق.

(أ.ش.أ)

‫4 تعليقات

  1. إذا كنت فعلاً يا السيسي حريصاً على العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين كما ذكرت, عليكم أن ترفعوا ايديكم عن حلايب أولاً وسحب قواتكم المحتلة منذ عام 1995م ثانياً. وأما ما ذكرته عن الموقف الرسمي من تصريحات البشير قبل زيارته للقاهرة بشأن حلايب لم نتعامل معها عن طريق ردة الفعل, وسؤالي ما هو تأثير ذلك التصريح من البشير بشأن احتلالكم لحلايب؟ لا شيء يذكر بكل أسف شديد فيه الحسرة والالم والذلة. فنجد أن ذلك التصريح الضعيف مهد لكم الطريق بإتباع وتنفيذ سياسة الأمر الواقع. ولذلك ما فائدة التعامل عن طريق ردة الفعل. ما دام أنتم متواجدون في ذلك الجزء العزيز من أرض السودان, وتأكدوا أن حلايب تهم الشعب السوداني بأكمله وبإذن الله تعالى ستعود حلايب للوطن الغالي جدودنا زمان جدودنا زمان وصونا على الوطن وأخيراً احذروا من غضبة السوداني العظيم.

  2. لماذا اشار الرئيس السيسي لما قاله البشير عن حلايب قبل زيارته ونسى انه قال حلايب مصريه ولن نتازل عنها مهما كلف الامر هل ياترى نسى ام تناسى .

  3. [B][SIZE=5]برز الثــــعلب يوما في ثياب الواعظــــين
    يمشى في الأرض يهدى ويسب الماكرين
    و يــــــقول الحمـــــد لله إلــــه العالمــــين
    يا عبـــــاد الله توبوا فـهو كهف التـــائبين
    وازهـــــدوا فإن العيش عيش الزاهـــدين
    و اطلبوا الديك يؤذن لصلاة الصـــبح فينا
    فأتى الديك رسولا من إمـــــــام الناسكين
    عرض الأمر عليه و هو يرجــوا أن يلينا
    فأجاب الديك عذرا يا أضـــل المــــــهتدين
    بلغ الثعلب عني عن جدودي الصــــالحين
    عن ذوى التيجان ممن دخلوا البطن اللعين
    أنهم قالوا و خير القـــول قول العارفيــــن
    مخطئ من ظـــن يومـــا أن للثــــعلب دينا[/SIZE][/B]

  4. (كونوا كتلة واحدة ويدا واحدة ولا تختلفوا فتفشلوا وتذهب ريحكم)
    ………………………………………………………
    توحدوا أنتم ونحن من وراكم نتوحد.