فصـل الشـتاء .. نمـط حيـاة مختلف .. برودة جو وسخونـة جيـب
لاتطفأ النار
قالت الحاجة بتول: في السابق كان البرد شديداً ولا يستطيع أحد الخروج في الليل ولا يخرجهم إلا الشديد القوي حيث كانت البيوت صغيرة وباردة فلا توجد شبابيك مثل اليوم ولا عمارات ولا كهرباء ولهذا كان الناس يستخدموا المناقد والمباخر في التدفئة وأيضاً لا بد من تجهيز الزاد البلدي كما اليوم تقوم الواحدة منا في الصباح الباكر وفي عز البرد تحلب الأغنام وترمي الزلابية ويخرج الرجال بعدها للزراعة وبعدها نعد الفطور لهم وهو أيضاً من العصيدة الساخنة وفي المساء يأكل معظم الناس أيضاً العصيدة مره أخرى ولهذا كان في الشتاء يستهلك الناس الكثير من الدقيق ويكثروا من شرب الشاي والحليب فتجد نار «المناقد» لا تنطفئ طيلة اليوم أما الآن فليس هناك من تسند أسرتها وزوجها منذ الصباح الباكر بإعداد الزلابية والشاي باللبن ولا العصيدة فيشربوا العصائر منذ الصباح ولهذا معظمهم يصاب سريعاً بالنزلات وأمراض الشتاء.
تجهيزات الشتاء
يصاحب فصل الشتاء الكثير من التجهيزات فمعظم الأسر تدرك أن عليها إعداد العدة له حيث يصاحب الشتاء الكثير من الأمراض وخاصة الأطفال بالإضافة إلى ليله الطويل فيحتاج الناس لبعض المواد التي تعينهم على قضاء الليلة الطويل والتي يشعر الإنسان بالجوع أكثر من مرة.
فقالت نعيمة عند قدوم فصل الشتاء لا بد من وجود بعض المواد خاصة إذا كان لديكم أطفال مثل علب مربة وطحنية وعسل فهي قد تعين الأسر خاصة أن في الشتاء تغلق معظم المحال التجارية أبوابها مبكرة وأيضاً يجب تجهيز الأغطية والملابس الشتوية فهي تكون مركونة لوقت طويل.
أما إخلاص وهي «ربة منزل» فقالت يحتاج الشتاء لرعاية الأطفال أكثر فهو فصل يصاحبه بعض الأمراض ولهذا يجب على كل أم القيام بنفسها على تغذية أبنائها التغذية الصحيحة وتراقب أبنائها وتحثهم على استخدام المناشف والمحارم حتى لا يصابوا بالنزلات والحميات التي تأتي لكثير من الناس بسبب الإهمال والتقاعس عن استخدام المناشف.
عبء الشتاء
وعلى النقيض يشكل فصل الشتاء عبئاً كبيراً على كاهل الأسر الفقيرة والمشردين ففي هذا الفصل تجد الطبقات نفسها أمام مشكلات كثيرة ودخول بنود صرف لكاهل مصروفاتهم التي تعاني في الأصل من خلل ويتفاقم الوضع بالنسبة للمشردين والذين لا يملكون بيوتاً ومأوى فيكون البرد من ألد أعدائهم عكس الصيف الذي يكون أكثر سهولة رغم حرارته العالية، فقالت مريم وهي أم لستة أطفال الشتاء صعب وقاسي فنحن لا نملك الملابس والأغطية التي تعيننا على تحمل البرد ولهذا ويقتصر استعدادنا على ترقيع الملابس المتوفرة لدينا وحياكتها جيدًا وتطويلها وتقصيرها على حسب الحاجة فلو كبر واحد من أولادي أهي ملابسه للأصغر منه وهكذا هو الحال، وقالت فاطمة إن في فصل الشتاء يحتاجون لكثير من المساعدة وتوفير بعض المواد الاستهلاكية خاصة مع صعوبة الحركة في الليل فهم يحتاجون لدقيق وهو الأهم فيشترونه بكميات كبيرة لوجبة العشاء، مضيفة أن العصيدة الساخنة هي الحل لمشكلة الجوع وتعطي بعض الدفء لها ولعائلتها.
صديق علي: صحيفة الانتباهة