سياسية

أزمة حدود: تكتسب المناطق المتنازع عليها بين الخرطوم وجوبا أهمية خاصة.. فريق فني مشترك وصندوق لتمويل اللجنة في خاتمة اجتماع موفق


اختتمت اللجنة الفنية لترسيم الحدود بين دولتي السودان، وجنوب السودان مباحثاتها في جوبا التي انطلقت الأسبوع الماضي لحسم الخلافات الدائرة بين البلدين حول (4) مناطق، وذلك بالاتفاق على تشكيل فريق فني مشترك وإنشاء صندوق لتمويل اللجنة. واستأنفت اللجنة الفنية اجتماعاتها في جوبا خلال الفترة من الثالث وحتى السابع من شهر فبراير الحالي. ويقول رئيس اللجنة الفنية من جانب السودان، البروفيسور، عبد الله الصادق، إن الاجتماعات كانت موفقة في كثير من النقاط خاصة في ما يتعلق بالاتفاق على تشكيل فريق فني مشترك وإنشاء صندوق لتمويل اللجنة.

اللجنة المشتركة لترسيم الحدود تم تشكيلها بواسطة المفوضية المشتركة للحدود بين الدولتين (JBC) في اجتماعها الأول الذي عقد بأديس أبابا في (21) نوفمبر الماضي برئاسة الرئيسين المشتركين للجنة السر هارون، وزير الدولة برئاسة الجمهورية، ومايكل مكوي، وزير الإعلام بحكومة الجنوب. وكانت اللجنة الفنية قد عقدت اجتماعها السابق بالخرطوم في السابع من ديسمبر الماضي واتفقت على عدد من المهام على رأسها تكوين الفريق الفني المشترك وإنشاء صندوق مشترك للتمويل.

والمناطق الحدودية المتنازع عليها بين البلدين تشمل “دبة الفخار”، وهي منطقة تقع على بعد أربعة كيلومترات جنوب منطقة “جودة” بولاية النيل الأبيض، ويتمحور الخلاف فيها حول مساحة لا تتعدى كيلومترين شمالاً وجنوباً. وتشمل مناطق النزاع أيضاً “جبل المقينص”، الواقعة في مساحة حدودية بين ثلاث ولايات هي النيل الأبيض وجنوب كردفان بالسودان، وولاية أعالي النيل بجنوب السودان، إلى جانب “كاكا التجارية”، وهي منطقة تجارية حدودية تفصل بين جنوب كردفان وولاية أعالي النيل الجنوبية بين خطي عرض (10 – 11). كما يتنازع البلدان حول منطقة “كافيا كنجي – حفرة النحاس”، الواقعة في جنوب دارفور، وهي عبارة عن متوازي أضلاع تبلغ مساحته (13) كلم مربع، وتسكنها قبائل من دارفور، إلى جانب منطقة “أبيي” الشهيرة يتنازع السودان وجنوب السودان على مناطق حدودية من دون التوصل حتى الآن لتوافق بشأن تبعيتها لأي منهما، واتفقت اللجنة الفنية على (80%) من الحدود المشتركة التي يبلغ طولها (1800) كلم، قبل انفصال جنوب السودان في يوليو 2011م.

وتكتسب المناطق المتنازع عليها بين الدولتين أهمية خاصة لتميزها بالكثافة السكانية التي تتجاوز عشرة ملايين شخص ووفرة المياه والثروة الحيوانية، بجانب توفر عدد من الموارد الطبيعية الأخرى.

وتُعتبر منطقة “كاكا” من ضمن المناطق المُختلف حولها في لجنة ترسيم الحدود وتقع المنطقة في الجزء الجنوبي الشرقي لولاية جنوب كردفان وتتبع لمحلية أبو جبيهة التي تشتهر بإنتاج الصمغ العربي. أما “حُفرة النحاس” أو “كافيا كنجي” فمنطقة في غرب السودان، تقع في الجزء الجنوبي الغربي لولاية جنوب دارفور، على الحدود مع ولاية غرب بحر الغزال، وتتبع لمحلية “بُرام” ضمن إطار حظيرة “الردوم” التي تشبه في ثرائها الطبيعي حظيرة “الدندر”، تنبع أهميتها من أنها حُبلى بالعديد من المعادن المُختلفة، بدأ الاهتمام بها محلياً ودولياً إبان تصاعد الأحداث في دارفور من واقع الحديث عن استغلال مواردها المعدنية، لتجيء الإشارة إليها في وثيقة دوغلاس جونسون ما يضيف إليها زخماً آخر في إطار عملية ترسيم الحدود المرتقبة.

بالنسبة إلى منطقة “المقينص” فهي تقع جنوب غرب ولاية النيل الأبيض تبعد مسافة (146) كيلومترا جنوب كوستي وهي منطقة تشترك فيها ثلاث ولايات (النيل الأبيض وجنوب كردفان وأعالي النيل)، لكن الجزء الأكبر منها يقع في النيل الأبيض وهنالك شواهد حدودية فوق الجبل تفصل بين الولايات الثلاث.. تشتهر “المقينص” بالزراعة والرعي وتُعد أكبر مشروع زراعي في النيل الأبيض وتقطنها قبائل متعددة “كالأحامد الكنانة، الكواهلة، بني عمران، الشلك، الدينكا والنوير، وغيرها”.

ورغم التشاؤم بشأن الحدود إلا أن عبد الله الصادق، رئيس اللجنة الفنية للترسيم ظل يؤكد أن لجنته شرعت في المسح الجوي، وانتهت من الاستكشاف المساحي، ومُعاينة الخط على الأرض وتطابقه مع الخط الموجود في الورق، وإزالة العوائق الطبيعية الموجودة على الأرض، وإنجاز العمل بنسبة (80%)، وأن نسبة الــ(20%) ستجد طريقها إلى الحل قريباً

بهرام عبد المُنعم: صحيفة اليوم التالي