التهاب الكبد (سي): علاج ناجع ثمنه مئة ألف دولار
170 مليون شخص مصابون بمرض التهاب الكبد الوبائي (فيروس سي). المرض له تداعيات خطيرة ويبقى كامنا في الجسم لفترة طويلة حتى يتم اكتشافه. والآن يطرح دواء جديد يحيي الأمل في الخلاص منه إلى الأبد. ولكن ثمنه مرتفع للغاية.
جيمس يانزن أصيب بفيروس الكبد الوبائي (سي) حين كان في سن الرابعة. وتم اكتشاف إصابة جيمز بالفيروس وهو في سن التاسعة والخمسين. ولجأ جميس إلى العديد من وسائل العلاج للقضاء على هذا المرض، ولكن دون نجاح يذكر.
إلى أن تم طرح دواء “Harvoni” في الأسواق. نسبة نجاح هذا الدواء الجديد في علاج مرض التهاب الكبد الوبائي (سي) تصل إلى 90 بالمائة ويصل سعر العلاج، الذي تبلغ مدته 12 أسبوعا في الولايات المتحدة، إلى مائة ألف دولار.
في البداية رفضت شركة التأمين الصحي الأمريكية صرف هذا الدواء لجيمس. “هذا القرار جعلني أشعر كما لو أنه حكم علي بالإعدام. فهذا المرض قد يودي بحياة المريض. شعرت بالخوف ومازالت خائفا”، يتذكر جيمس، في حوار له مع DW، ردة فعله حين جاء قرار شركة التأمين الصحي.
ولازال جيمس يتلقى العلاج ولكنه يبدي سعادة الآن، فبعد أن تقدم بطلبات عدة على مر أشهر لتأمينه الصحي سمح بأن يتم معالجته بالدواء الجديد. كثيرون ليس لديهم حظ جيمس في الموافقة على العلاج بهذا الدواء الجديد، فالعديد من شركات التأمين الصحي بل وحتى حكومات بأكملها تصنف الدواء على أنه باهظ الثمن.
موت بطيء
دواء “Harvoni”، الذي تم تطويره من قبل شركة “Gilead Sciences”، فتح مجددا الحوار حوار الأسعار الباهظة للأدوية، خاصة تلك المعنية بعلاج التهاب الكبد الوبائي فيروس (سي) والسرطان وأمراض القلب والتصلب اللويحي. وإذا كانت أنواع الأدوية هذه باهظة الثمن لأنها تعالج أمراضا نادرة إلا أن فيروس التهاب الكبد الوبائي (سي) مصاب به ما لايقل عن 170 مليون شخص في العالم. وبحسب منظمة الصحة العالمية فإن نصف مليون شخص يموتون سنويا بسبب الفشل الكبدي الذي يسببه فيروس (سي).
فيروس (سي) هو مرض يمكن أن يظل كامنا في الجمس لمدة قد تصل إلى أعوام إلى أن يتم اكتشافه. ويمكنه أن يؤدي إلى تليف الكبد بل وحتى إلى الإصابة بالسرطان. وعادة ما يصاب به المرء عبر نقل الدم الملوث أو الحقن الملوثة وفي حالات نادرة جدا أيضا عبر الاتصال الجنسي. وعادة لا يشكو المرضى من أي شيء، ولكن بعد ذلك يتم اكتشاف أن الكبد متضرر بشكل كبير.
وقبل وقت قصير كان يتم علاج مرض فيروس (سي) باستخدام دواء “الإنترفيرون” وفترة العلاج كانت تصل إلى ما لا يقل عن عام كامل، بل إلى أطول من ذلك في أحيان أخرى. العلاج بالانترفيرون كانت أعراضه الجانبية تماثل أعراض العلاج الكيميائي المستخدم في علاج أمراض السرطان. ومن ضمنها: الميل إلى التقيؤ وسقوط الشعر والاكتئاب والنعاس.
“الأدوية الجديدة باهظة الثمن”
دواء “Harvoni” يعد نسخة معدلة من دواء “Sovaldi” الذي لقي أيضا استحسانا من قبل الدوائر الطبية. وتم طرح “Harvoni” العام الماضي. ووصفت منظمة الصحة العالمية هذا الدواء بأنه يعد “ثورة طبية”. فالمريض يتناول قرصا منه يوميا ويختفي المرض في خلال فترة تتراوح ما بين 8 و12 أسبوعا. ولكن هذا الدواء يصعب الوصول إليه في الدول الفقيرة لثمنه الباهظ.
“هناك توجه إلى رفع أسعار الأدوية وعادة ما يكون الدواء الجديد ليس أفضل كثيرا من سابقه. ولكن بالرغم من ذلك فالأدوية باهظة الثمن. الناس قد تموت بسبب غلاء ثمن هذا الدواء”، يقول شتيفان فيكتور مدير برنامج منظمة الصحة العالمية لفيروس (سي).
تبرير ارتفاع السعر غير مقنع
شركة Gilead قامت، كمثيلاتها من شركات الأدوية، بوضع نظام تسعير للأدوية يعتمد على الوضع الاقتصادي للبلد الذي يتم تسويقها فيه. وبذلك يكون سعر الدواء في الولايات المتحدة وأوربا مرتفعا، أما في الدول الفقيرة فينخفض سعره. مصر من الدول التي تسجل رقما عاليا في نسبة الإصابة بفيروس (سي)، حيث تصل نسبة الإصابة إلى14.7 % من إجمالي عدد السكان. ويصل سعر هذا الدواء الجديد إلى 400 دولار.
“نفعل ما بوسعنا لتوفير الدواء في جميع دول العالم”، يقول نوربرت بيشوفبيرغر رئيس مجلس الإدارة البحثية لشركة Gilead. ولكن سعر الدواء في دولة كمصر، يصل متوسط الدخل السنوي فيها إلى 3140 دولار، مازال يعد مرتفع الثمن بالنظر إلى سعر تصنيع الدواء، يقول المنتقدون. وهناك بالفعل بعض الدراسات التي تشير إلى أن سعر تصنيعه يصل إلى 200 دولار لذلك فهناك إمكانية لتخفيض سعره في الأسواق.
ولكن شركات الأدوية، مثل شركة Gilead، تُرجع ارتفاع أسعار الأدوية بهذا الشكل في الأسواق إلى تكاليف المعامل والأبحاث الدوائية. إن كان هذا التبرير يبدو للوهلة الأولى مقنعا ولكن يجب في نفس الوقت التساؤل حول الأرباح الهائلة التي تجنيها هذه الشركات وهو ما يجعل تقبل هذا “التبرير” صعبا على المستهلكين.
أرباح خيالية
المادة الفاعلة في الدوائين Sovaldi و Harvoni اسمها سوفوسبوفير، وتم تطويرها من قبل شركة “Pharmasset” وحصلت بعد ذلك شركة “Gilead” على حق استخدام هذه المادة في تصنيع أدويتها عام 2011 مقابل 11 مليار دولار. وآنذاك صنفت هذه الصفقة على أنها صفقة تتسم بالجرأة. أما اليوم فيمكن القول أنها صفقة آتت أُكلها. فمنذ التصريح بتداول الدوائين ارتفعت مبيعات الشركة العام الماضي لتصل إلى 24.8 مليار دولار، ووصلت أرباحها إلى 12.1 مليار وبهذا تكون أربحاها تضاعفت 400% مقارنة بعام 2013.
جريدة البشاير
***الحريات الأربعة : جلبت الأمراض والفساد والجرائم المركبة والمخدرات … يجب على الحكومة أن تتكفل بتوفير العلاج لمرضى الكبد الوبائي … الذي إنتقل لعدد كببر من السودانيين ، بسبب الحريات الأربعة… ملايين االمصريين دخلوا للبلاد سراح ومراح بدون أيت إجراءات ولا حتى فحص طبي يثبت خلوهم من الأمراض الخطيرة والمعدية