بشار يزيل صورة والده حافظ وأنصاره يعتبرونها خيانة!
طرح البنك المركزي السوري، أمس الثلاثاء، ورقة نقدية جديدة من فئة الـ1000 ليرة، وذلك بعد تزايد شكاوى المواطنين من “اهتراء” الورقة النقدية من ذات الفئة التي يجري تداولها منذ عدة سنوات. وللمرة الأولى، غابت صورة الأسد الأب عن أوراق العملة السورية عالية القيمة بعد طبع نسخ جديدة منها.
وطبعت النقود الجديدة في روسيا، وتضمن التصميم الجديد مدرج مدينة بصرى الشام الأثرية الخاضعة لسيطرة قوات المعارضة، وعرضها وزير المالية في دمشق على الصحافيين.
وسيتم ضخ الأوراق الجديدة في مناطق ضيقة خاضعة لسيطرة النظام، وهي -بحسب وزير ماليته- في دمشق واللاذقية وطرطوس في الوقت الحالي. ويوازي سعر صرف ألف ليرة حاليا قرابة خمسة دولارات، في حين كانت قبل أربعة أعوام توازي حوالي ثمانية عشر دولارا.
وعلى الفور، توقّع أنصار النظام السوري أن التغيير في شكل وتصميم الألف الجديدة عُمِل فقط لإخراج “صورة القائد الخالد” منها، وقبل أن يتم طرح الإصدار الجديد الذي تم الإعلان عنه رسميا، أمس، في مبنى البنك المركزي في منطقة السبع بحرات، في قلب العاصمة دمشق.
اهتراء بسبب القوارض والصدأ.. وقذائف المسلحين
وشهدت الأشهر الأخيرة ارتفاع الشكاوى من “اهتراء” العملة السورية بسبب فرط الاستخدام، وطول المدة التي قضتها في التعامل، كما أن اختصاصيين حددوا في فترة سابقة أن “الفئران والرطوبة” من أكثر العوامل التي أدت إلى “اهتراء” العملة المحلية.
إلا أن شكاوى المواطنين انقسمت في أكثر من اتجاه، فبعد الشكوى من اهتراء العملة، ولدت شكوى من معاناة تبديل العملة القديمة بجديدة، إذ إن “ضوابط البنك المركزي” تحتّم التأكد من أن الإصابات والتلف الذي فتك بالورقة النقدية يجب ألا يكون متعمداً، الأمر الذي “عقّد” على المواطنين إجراءات التبديل من العملة المهترئة إلى الجديدة، خصوصا أن البنك المركزي قرر منع استبدال أي عملة يتبين أن صاحبها قد قام بتشويهها عمداً.
وكان المركزي السوري، قد كلّف لجنة لتحديد أسباب التشوه والاهتراء في العملة التي تم استبدالها، وقد خرجت هذه اللجنة بجملة أسباب حددت فيها أسباب التشوه والتلف، ومنها: الحرائق والماس الكهربائي و”قذائف المجموعات الإرهابية المسلحة”، إضافة إلى “القوارض والصدأ وسوء التخزين والرطوبة وتسرب المياه”.
وذكرت التقارير الاقتصادية أن شكوى المواطنين السوريين من اهتراء العملة المحلية ليس مرده فقط إلى ما اعتبره البنك المركزي سوء استخدام أو سوء تخزين أو نتيجة القذائف، بل إن العملة ذات الفئات 50 و100 و200 ليرة لا تتسم بنوعية جيدة في الأصل، فقد تم طبعها وتوزيعها وهي غير قابلة لأبسط عمليات الحكّ والثني بين الأصابع، فبهتت ألوانها سريعا، وتغير ملمسها، مما جعلها غير مقبولة بين التاجر والمستهلك، وأدى هذا إلى مشاكل كبيرة بسبب رفض التجار لها.
طباعة سيئة + ورق رديء= عملة تالفة
وتؤكد التقارير أن تداول العملة الورقية المهترئة أصبح أمرأ غير مقبول، فقد أضحت غير واضحة المعالم، ولا تظهر عليها الأرقام ولا الألوان. علما أن السوق السورية لاتزال تتداول عملة مطبوعة منذ نهاية السبعينيات، وهي ما تعرف بـ”الطربوش”، وما زالت سليمة وواضحة المعالم.
ويرجع الخبراء سبب اهتراء العملة السورية السريع إلى تدني جودة الطباعة، ورداءة نوع الورق، وقابليتها السريعة للأكسدة، بسبب ضعف المعالجة الصناعية لها. وكثيرا ما لجأ المركزي إلى سحب عملات جديدة بعد اكتشافه سوء طباعتها، ليعيد “السيئ القديم” الذي تم سحبه إلى التداول مرة أخرى.
حاكم البلاد أمر حاكم المصرف.. ببساطة
ويذكر في هذا المجال، وقبل أن يقوم البنك المركزي السوري بطرح عملته من فئة الـ1000 ليرة، سارع أنصار النظام السوري بالتشكيك في هذا الإصدار الجديد من فئة الـ1000 والذي كان يحمل صورة للرئيس السابق حافظ الأسد، واعتبر بعضهم أن الأمر “مجرد لعبة لإزالة صورة القائد الخالد”، واعتبر آخرون أن هذا التبديل لم يتم إلا “لإزالة صورة الرئيس حافظ الأسد” عن العملة الورقية الجديدة.
بينما اعتبر آخرون أنه لو تمت إزالة صورة “القائد الخالد” عن العملة فيجب إزالة صور “صلاح الدين الأيوبي” عن العملة أيضا، وكذلك إزالة “صور زنوبيا”، لأن سوريا “بدون القائد الخالد” ليست بسوريا، على حد وصفهم.
وعلى ما ذكرت التعليقات “الصاخبة” التي سبقت الإعلان عن الإصدار الجديد للعملة من فئة الـ1000 ليرة، والتي تلت الإعلان عن الطبعة الجديدة بدون وجه الأسد الأب، فإن الموالين يرون أن في الأمر “خيانة” ما، وأن “الحكومة شريكة” في هذا التآمر لإزالة صورة الأسد، حتى وصل الأمر لأن يقوم بعض المعلقين بالتوضيح: “لماذا تشتمون حاكم مصرف سوريا، بشار هو من أمر بإزالة الصورة”.
العربية