وزير المالية السابق “علي محمود”: جيت الخرطوم بـ”شنطة هاند باك” وليست “شنطة حديد”
وضعنا البرنامج الثلاثي بعد الانفصال لإعادة الاستقرار للاقتصاد
رغم مرارة رفع الدعم ولكن أفضل مما نقول للشعب كل شيء تمام
خطابي لم يكن مستفزاً للمواطنين ولم أقل لهم أكلوا (كسرة)
جيت الخرطوم بـ”شنطة هاند باك” وليست “شنطة حديد”
حوار – صلاح حبيب
الأستاذ “علي محمود” وزير المالية السابق تولى الوزارة في ظروف عصيبة شهدتها البلاد بعد انفصال دولة الجنوب، وكاد أن ينهار الاقتصاد السوداني بسبب خروج الميزانية البترولية التي كان يعتمد عليها الاقتصاد، وشهدت البلاد استقراراً بعد اكتشاف وتصدير البترول، ولكن خلال فترة وجيزة عانت الميزانية وعانى المواطن بارتفاع أسعار السلع وانخفاض الجنيه في مواجهة العملات الأخرى.
(المجهر) التقت السيد “علي محمود” في حوار مطول تناول جوانب مختلفة من حياته منذ النشأة ومراحله الدراسية من الابتدائي حتى الجامعة، وكيف تم التحاقه بالحركة الإسلامية، ومن الذي جنده، والأحداث الكبيرة التي شهدها وهو طالب بجامعة الخرطوم، وأولى المحطات العملية له، وهل كان يحلم بأن يكون وزيراً للمالية، ولماذا شهدت فترة الدكتور “عبد الوهاب عثمان” وزير المالية الأسبق استقراراً في الاقتصاد ومحافظة للجنيه.. وهل حقاً كان خطابه مستفزاً للشعب السوداني قبل رفع الدعم عن المحروقات، وهل طالبهم بأن يأكلوا (الكسرة) بدل الرغيف، وهل يمكن أن تنفصل دارفور شأنها شأن جنوب السودان، ولماذا لم تستغل موارد البترول الاستغلال الأمثل، وما هي وجهة نظره لمستقبل الاقتصاد السوداني في ظل الظروف الحالية، كما تطرقنا لجوانب مختلفة من حياته سماعه في مجال الفن والغناء، مدن راسخة بذاكرته داخلياً وخارجياً، من هو وزير المالية في البيت، بجانب عدة أسئلة أخرى.. فلنترك القارئ يطلع على حوارنا مع الأستاذ “علي محمود” وكيف جاءت إجاباته حول ما طرحنا عليه من أسئلة.
{ “علي محمود” والنشأة؟
– “علي محمود” من مواليد “جنوب دارفور” محلية (رهيد البردي)، بدأت مراحلي الدراسية الأولية والثانوية العامة بـ”رهيد البردي”، ومن ثم انتقلت إلى المرحلة الثانوية بـ(مدرسة نيالا)، ومنها التحقت بجامعة الخرطوم (كلية الاقتصاد).
{ هل هناك مواد دراسية محببة لك؟
_ الجغرافيا والانجليزي.
{ السبب؟
_ لأن الجغرافيا من خلالها ترى العالم، أما اللغة الانجليزي فهي علم جديد بالنسبة لنا ونحاول (نقشر) بيها في المجتمع.
{ من هم زملاء الدراسة وأين هم الآن؟
_ زملاء الدراسة كُثر خلال المسيرة التعليمية الطويلة من الأولية وحتى الجامعة، والآن البعض منهم موجود في مجالات الحياة المختلفة، فهناك من أصبح في الإدارة الأهلية ومنهم عمد ومشايخ، والبعض منهم دخل سلك التعليم وآخرون في المجال التجاري.
{ ألا تذكر أسماء؟
_ أذكر “سالم الصافي” رئيس اللجنة الاقتصادية بالمجلس الوطني السابق، و”موسى مختار” و”حمد حمدان”، وهناك بعض الزملاء زاملناهم بالجامعة مثل الأستاذ “بدر الدين محمود” وزير المالية و”علي أحمد حامد” والي البحر الأحمر.
{ هل سكنت داخلية؟
_ كل مراحلي الدراسية درستها وأنا بالداخلية.
{ ماذا استفدت منها؟
_ الداخلية تعلمك الانضباط والاهتمام بالمسكن والمسؤولية والاعتماد على النفس، فكنا نغسل ملابسنا بأنفسنا.
{ هلا تذكر بعض الزملاء في تلك الداخليات؟
_ الفترة طالت ولكن جزءاً ممن ذكرتهم سابقاً.
{ والأساتذة؟
_ أذكر منهم “المهدي عبد الله” والمرحوم “محمد طاهر علي عيسى”، “يوسف محمد الطيب”، “بشير آدم يوسف”، “أحمد آدم بشير”، “عبد ربه” و”عثمان قسم الله” وعدد كبير منهم ساهم في تشكيلنا.
{ جئت الخرطوم للجامعة. هل جئت بـ”شنطة حديد”؟
_ أبداً جئت ب”شنطة هاند باك” وليست “شنطة حديد”.
{ إحساسك وأنت مقبول بجامعة الخرطوم؟
_ كانت حاجة جديدة بالنسبة لي حتى وصولي إلى الخرطوم، وفي الخرطوم جامعة الخرطوم.
{ من هو أول من التقيت به؟
_ وقتها قابلت عدداً كبيراً من الطلبة جلهم جاء للتسجيل للجامعة، ولكن لا أنسى وأنا ماشي أسأل عن مكتب القبول قابلت طالباً يدعى “مدني” قال لي مكتب القبول بي هنا.
{ في أي الداخليات سكنت؟
_ في داخلية فلسطين.
{ ومقالب الطلبة الجدد؟
_ كانت ثقافة سائدة في الجامعة، فالطالب الجديد إذا سأل عن المكتبة توصف له السفرة.
{ هل تعرضت لذلك؟
_ أبداً.
{ والسبب؟
_ لأنني عملت جولة كاملة بالجامعة.
{ من كان معك بالداخلية؟
_ طالب يدعى “عبد الله إدريس” من “دنقلا” ومازالت علاقتنا مرتبطة ببعض إلى اليوم.
{ كم كان عددكم بالسكن؟
_ حوالي عشرة من بينهم طالب يدعى “بانقا” من النيل الأبيض و”عبد الصادق” من العباسية تقلي، وطلب يدعى “محمد” من مناطق الشايقية.
{ وكيف جاء التحاقك بالحركة الإسلامية؟
_ التحقت بالحركة الإسلامية منذ أن كنت طالباً بـ(نيالا الثانوية).
{ هل تذكر من جندك؟
_ الفترة طالت لا أذكر شخصاً بعينه.
{ وزملاء دراسة بالجامعة؟
_ كُثر وهناك عدد منهم ضمن الدفعة وآخرون إما من الدفعات التي سبقتنا أو الدفعات التي خلفنا، فكان الشهيد “عبيد ختم” والسفير “الدرديري محمد أحمد”، “كمال عبد اللطيف”، “إدريس محمد عبد القادر”، “الزبير أحمد الحسن”، “إدريس إبراهيم طه” ودكتور “مصطفى زكريا” و”التجاني عبد القادر” و”عبد الفتاح سالم” و”سالم الصافي” و”المعتصم عبد الرحيم” رحمة الله عليه، “الجميعابي”، “مطرف صديق” و”الشفيع أحمد محمد”.
{ هل كان لك نشاط بالجامعة؟
_ كنت مسؤولاً عن تحرير صحيفة (آخر لحظة) لسان حال الأخوان المسلمين.
{ من الأحداث التي شهدتها وأنت بالجامعة؟
_ الخلاف حول الاتحاد، فكانت هناك قوى تدعو إلى تغيير دستور الاتحاد إلى التمثيل النسبي، لأن نظام الانتخاب الحر المباشر يمنح الاتجاه الإسلامي الفوز بمقاعد الاتحاد الأربعين، أما التمثيل النسبي فلا يسمح لتنظيم واحد السيطرة على كل المقاعد، بل يعطيك تسعة عشر مقعداً من جملة الأربعين.
{ أول محطة عملت بها؟
_ عملت بالمصارف، فكان (بنك التضامن) أول محطة عملت بها.
{ بعدها؟
_ انتقلت للعمل بمشروع التنمية الريفية المتكامل كنوع من التنويع واكتساب الخبرة.. ظللت بالمشروع لمدة سنتين ومن ثم انتقلت للعمل بـ(بنك الثروة الحيوانية) ووقتها البنك كان في حاجة لمدير إقليمي بدارفور، فذهبت وأسست ستة فروع للبنك بولايات دارفور الثلاث قبل التقسيم، ومنها ذهبت لمناطق العمليات، ومن ثم إلى فرع البنك الرئيسي بالخرطوم مساعد المدير العام للشؤون المالية والإدارية، وخلال تلك الفترة انتخبت عضواً بالمجلس الوطني، وفي عام 1997م كلفت بالإشراف على واحدة من شركات البنك التي حدث بها بعض الإشكال المالي، وبعد حل الإشكال عينت مديراً لها، وفي عام 1998 تم تعييني وزيراً للمالية بدارفور.
{ من الذي رشحك لذلك؟
_ لا أعرف، ولكن اتصل عليَّ وقتها الشيخ “إبراهيم السنوسي” وقال لي أنت حتمشي معاي وزيراً للمالية بـ”شمال كردفان”.
{ أين كانت محطتكم الأخرى بعد “كردفان”؟
_ عينت وزيراً للمالية بالبحر الأحمر عدت للخرطوم بعد توقيع اتفاقية نيفاشا2005، وبعد عشرة أيام تم تعييني وزير دولة بوزارة المالية وكانت تجربة جديدة بالنسبة لي، انتقلت بعد ذلك والياً لـ”جنوب دارفور” ظللت والياً لمدة عامين ونصف، وبعد انتخابات 2010 تم تعييني وزيراً للمالية الاتحادي.
{ هل كنت تتوقع أن تصبح وزيراً لمالية السودان؟
_ أبداً، وقد جرت العادة أن أغلب الولاة الذين يتم إعفاؤهم قليل منهم يصبح وزيراً اتحادياً، فالغالبية يذهبون إلى بيوتهم عدا بعض الاستثناءات.
{ هل كنت تتوقع أن تذهب إلى بيتك؟
_ أنا العمل بالنسبة لي تكليف وعمل مؤقت، ويمكن أن يقال لك في أي لحظة جزاك الله خيراً.
{ ما الذي كان يشغلك بعد الانفصال وأنت وزير للمالية؟
_ ألا يؤثر الانفصال وخروج الموارد البترولية الضخمة على الاقتصاد السوداني.
{ هل كنت تتوقع الانفصال؟
_ نعم.
{ ما هي خطتكم التي وضعتموها لما بعد الانفصال؟
_ وضعنا البرنامج الثلاثي وأهم ما فيه كيف نعيد الاستقرار للاقتصاد بعد خروج البترول، لأننا فقدنا (45%) من الإيرادات بسببه فقدنا (90%) من مصادر النقد الأجنبي، لأن (90%) كانت من البترول و(10%) صادرات غير بترولية، فهمنا في تلك الفترة كيف نتجاوز بالسودان هذا الظرف، وكيف نستطيع نجعل البلد تقف على رجليها ومن ثم تبدأ مسيرة التنمية بالتنوع في المجال الاقتصادي.
{ وهل بالفعل تجاوزتم المرحلة؟
_ إلى أن خرجت من الوزارة أستطيع أن أقول إننا تجاوزنا المرحلة بفضل الله وبجهود هنا وهناك، وجعلنا من كل مؤسسات الدولة أن يكون الهم الاقتصادي هم دولة، ولذلك قمنا بالإجراءات الإصلاحية ثلاث مرات في يناير من عام 2012م، وهذه كانت المرة الأولى عندما علمنا وعلم الجميع أن الجنوب في طريقه للانفصال، فلا يمكن أن أقوم بدعم البترول والجنوب في طريقه للانفصال، وكلنا يعلم أن بترولنا يذهب إلى الجنوب ومن الجنوب إلى “يوغندا” وإلى بعض الدول المجاورة، وعملنا برنامجاً تقشفياً، وكررنا ذات البرنامج في يونيو 2012م بعد أن استعدنا “هجليج” مباشرة ثم في سبتمبر 2013 ورغم مرارة الجرعة ولكنها ساعدت في عدم انهيار الاقتصاد السوداني.
{ عندما بدأتم البرنامج الإصلاحي أو التقشفي يقال إن السيد الوزير كان خطابه للمواطنين مستفزاً وطالبت الشعب أن يأكل (كسرة) إذا لم يجد الرغيف… ما مدى صحة ذلك؟
_ الحديث غير صحيح، ولو بحثنا في المضابط إن كان ذلك على مستوى البرلمان أو مجلس الوزراء أو في أية فضائية سودانية أو غيرها وما ينبغي لنا أن نستفز الشعب، فحديثي كان توضيحياً منبهاً للمخاطر التي سنواجهها، لأننا لن نأخذ قروضاً من صندوق النقد الدولي ولا البنك الدولي، وإنما كل القروض التي نتحصل عليها كانت من “الصين” ومن الدول العربية ورغم مرارة رفع الدعم عن المواد البترولية كان أفضل بدلاً أن نقول للشعب كل شيء تمام.
{ شهد الاقتصاد السوداني خلال فترة وزير المالية الأسبق الدكتور “عبد الوهاب عثمان” استقراراً وشهد الدولار استقراراً لفترة من الزمن.. إلى أي شيء تعزي ذلك؟
_ لقد شهدت فترة الدكتور “عبد الوهاب عثمان” استقراراً في السياسات، بالإضافة إلى هدوء الحرب في الجنوب واتخذت خلال تلك الفترة حزمة من السياسات تم التوافق عليها، وكانت هناك موارد تم توظيفها، فكل ذلك أدى إلى الاستقرار الذي نتحدث عنه عكس الفترة التي توليت فيها الوزارة، فالظروف مختلفة تماماً ففي 9/7/2011م انفصل الجنوب فكان لابد من إصلاح هيكلي وأجرينا برنامجاً تقشفياً شديد جداً واتخذنا قرارات صعبة وقوية، ولذلك فترتي كوزير للمالية تختلف عن فترة الدكتور “عبد الوهاب عثمان” للمعطيات التي ذكرتها.
{ وأنت وزير للمالية.. هل مورست ضدك أي ضغوط لتحابي هذا أو تدفع مالاً لجهة أنت غير راضٍ؟
_ أبداً وهذه طبيعة الأشياء تواجهها بمفردك، فالقضية ليست قضية ضغوط لأننا لسنا أجهزة منفصلة عن بعضها البعض، فنحن أجهزة متكاملة في السياسات نقدمها كوزارة وحتى الإصلاحات التي ذكرتها لك تمت إجازتها من قبل مجلس الوزراء كما أجازها البرلمان، فنحن نقدمها إما أن يقف الناس معها أو يتم إسقاطها، ولذلك لا توجد ضغوط بالمعنى المتعارف عليه في عمليات الضغوطات على المسؤول، مثلاً عندما تقوم حرب تحتل “هجليج” وهي منطقة بترول، فالصرف على الدفاع لاسترداد المنطقة وارد، وعندما تخرج مجموعة على الدولة في “كادوقلي” و”الدمازين”، فالصرف على الدفاع والأمن وتأمين البلد واجب، وهذا ما يحصل دائماً فلم تمارس أي ضغوط على الوزير بقدر ما هذا واقع الناس يتشاورون فيه.
{ ولكن هناك ولاة يعتقدون بأنك لم تتعامل معهم جيداً ولا تمنحهم ما تتطلبه ولايتهم؟
_ هل كل الولاة يقولون ذلك.
{ بالتحديد “عبد الحميد موسى كاشا”؟
_ ليس بيني وبينه أي عداء لأحرمه من حقه الولائي، فهناك أولويات وعلاقتي بـ”كاشا” ممتازة، وليس بيننا أي صراع أو خلاف.
{ على الرغم من علمكم بانفصال الجنوب ولكن مولتم الدورة المدرسية التي كان يفترض أن تقام بالجنوب بمبلغ ضخم.. فلماذا صرفتم هذا المبلغ وأنتم تعلمون بأن الجنوبيين غير راغبين في الوحدة؟
_ أنا كوزير مالية لم أدفع أي مبلغ لتمويل قيام الدورة المدرسية بالجنوب إلا يكون هذا النائب الأول “علي عثمان”.. وإذا عدنا إلى (“اتفاقية نيفاشا) فقد حسمت الأمر، فدولة جنوب السودان مسؤولة عن الجنوب (100%) والحكومة القومية مسؤولة عن القضايا القومية حتى الجيش الشعبي والشرطة في الجنوب لم تصرف عليهم حكومة الجنوب، فمسؤولية الجنوب البنيات التحتية، وهناك موارد تركت لهم، أما الموارد البترولية والإيرادات الجمركية والضريبية المتحصلة من الجنوب (50%) منها تأتي للحكومة القومية وحتى الــ(50%) رئيس الجمهورية قال خليناها ليهم بقرار منه لإقامة مشروعات تنموية، لذلك لا إيرادات ولا ضرائب بتأتي من الجنوب.
{ البعض يتحدث عن أموال البترول.. ويقال إنكم لم توظفوها التوظيف الصحيح؟
_ هذا الحديث غير دقيق (100%) وكمان ما خطأ، فموارد كان من المفترض ألا تدخل الميزانية ولكن أول ما دخلناها اعتمدنا عليها في الفصل الأول المرتبات، فكان على الدولة أن تسيير أمورها بنفس وضعها الذي كانت عليه قبل البترول، وموارد البترول تضخ في المشاريع التنموية في الإنتاج الزراعي والتصنيع الزراعي، وكان يمكن أن تكون فائدتها أكبر بكثير ولكن دخلنا البترول في الميزانية، فالنسبة التي مشت لأغراض زيادة الإنتاج وتنويع مصادر الاقتصاد كانت نسبة ضئيلة جداً، ولما خرج البترول من الميزانية كان الأثر على الاقتصاد صعب جداً، فمثلاً كنا نستورد كميات محدودة من القمح ومن المواد البترولية والسلع الغذائية، ولكن عندما بدأنا إنتاج البترول حدث انفجار في الاستهلاك وزيادة في شراء القمح والسيارات والأثاثات ولعب الأطفال والثياب النسائية والزهور، ونستغرب كم كانت تستورد الدولة زهور وبكم دولار في السنة؟.
{ ألم يكن هناك توجيه بوقف هذا الصرف البذخي؟
_ البعض كان يعتقد بعد البترول أن هذا شعب فقير وعانى كثيراً (ففكوها عليه شوية)، صحيح تم بناء بنيات تحتية كثيرة وطرق وجسور، وأخذنا قروضاً بضمان البترول من “الصين” وأخذنا قروض مقدماً بنينا بها الكباري والطرق ومحطات الكهرباء وكل الأشياء الجميلة التي ظهرت بعد إنتاج البترول، فكانت هناك نقاش في أروقة الاقتصاديين والمثقفين عن الأنسب هل تصرف موارد البترول فيما صرفت فيه أم يترك الشعب في وضعه القديم؟
{ وماذا رأيك أنت في ذلك؟
_ أنا رأيي يترك الشعب في وضعه القديم ويستفاد من موارد البترول في مشروع الجزيرة، فبعد الانفصال كانت ستكون لدينا صادرات ضخمة، كان وضعنا سيكون أفضل بكثير من الدول التي استخرجت البترول عندما وظفتها التوظيف الصحيح فكان من المفترض أن نركز على الزراعة باعتبارها العمود الفقري للاقتصاد السوداني، فتعلية “خزان الروصيرص” لا تعني كهرباء فقط يمكن أن تزرع مليون فدان، صحيح تحتاج لاستثمار ولشق الترع وقنوات، وكذلك “ستيت عطبرة” يمكن الاستفادة من توليد الكهرباء لكن أيضاً يمكن أن يستفاد من الأراضي الزراعية، فعندما نعمل السدود تكون الزراعة مصاحبة لها.. صحيح عملنا خطوة ولم نكملها في ترتيب الأولويات، ولكن تم قيام الطرق كطريق عطبرة بورتسودان، والفاشر الجنينة، وطرق فرعية، وطرق ربطت بأثيوبيا حتى قرورة، هناك أشياء كثيرة تمت من عائدات البترول، صحيح لمن يتم التوظيف الأمثل، فلو دعمنا المشاريع الزراعية كانت ستنعكس على ميزان المصروفات.
{ رئيس الجمهورية في مؤتمر صحفي قال ما عايزين نجعل من وزير المالية (تختة)؟
_ صحيح لأن وزير المالية لا يتخذ القرارات بمفرده، ففي زيادة المحروقات القرارات ندرسها على مستوى المؤتمر الوطني ثم نرفعها لأمانة القطاع للمكتب القيادي والحكومة، بعد دراستها تُرفع للجنة الفنية ثم إلى القطاع الوزاري وبعد ذلك لمجلس الوزراء الذي يرأسه رئيس الجمهورية، فتدرس المسألة في الحزب وفي الحكومة ثم تُرفع للبرلمان، لذلك ما في وزير يتخذ هذا القرار بمفرده.
{ ولكن البرلمان اعترض عليها؟
_ صحيح.. ولكن أجازها بعد ذلك لأننا وضحنا للناس ضرورة ذلك.. والريس حينما عقد مؤتمره قال لا نريد أن نتخذ من وزير المالية ساتراً وقال جوني ناس وقالوا لي خلي الحكاية دي يتحملها وزير المالية رفض، فسياسة الدولة يتبناها الرئيس بنفسه وقال في أكثر من مناسبة ما في زول يجي يقول لي سياسات “علي محمود” دي سياسات المؤتمر الوطني ودي سياسات الحكومة، فمن يتحملها معانا يتحملها وألما بقدر يطلع بره.. وفعلاً خرجوا ناس (الإصلاح الآن) وهذا واضح أنها سياسة دولة وحزب.
{ عندما حدث التعديل.. هل كنت كبش فداء؟
_ أبداً فنحن ضحينا بناس ماتوا، وهناك دماء رخيصة من أبنائنا فقدناهم، فقدنا المشير “الزبير محمد صالح” و”إبراهيم شمس الدين” وعدد كبير ماتوا في سبيل الوطن، فطالما أنت وزير وفي ظروف حساسة مثل ظروف السودان، فالجرائد تكتب عنك، فهذا دليل عافية بأن هناك حرية.
{ هل تعتقد أن الإعلام ظلمك؟
_ الحكاية دي مشت مع الفات، وأسأل الله أن يجعلها لي في ميزان حسناتي، ولو شتموني بدون وجه حق تكون كفارة لذنوبي وربنا أعلم بالسرائر، ولا أريد أن أقول الإعلام ظلمني وله ما ظلمني، ويكفي أن الناس الذين عملت معهم سواء في المؤتمر الوطني أو الحكومة، كان لدينا تيم من الفنيين وهناك أشياء إمكن أنا ذاتي ما موافق عليها، لكن في النهاية مطلوب من وزير المالية أن يقف أمام الناس ويقول كلامه والصحف تكتب وتصور، وهذا نوع من التنفيس واحد يكون زهجان عندما يقرأ ليه عمود بيشتموا فيه وزير المالية يكون مبسوطاً وما يخرج في مظاهرة، وأنا فهمت الموضوع في ذاك الإطار، والآن تركت الوزارة والصفحة انقلبت.
{ كم كان راتبك؟
_ إذا كان النائب الأول لرئيس الجمهورية أعلن في البرلمان عن راتبه بعد الخصومات والضرائب لم يتجاوز التسعة آلاف جنيه، قس على ذلك من هم أدنى منه.
{ بكم طلعت من المالية فوائد ما بعد الخدمة؟
_ نظراً لسياسة التقشف التي قادتها الدولة، فمعظم الوزراء بما فيهم أنا طلعنا بـ(42) ألف جنيه.
{ ولكن يقال لك منزل فخم؟
_ أنا لا أريد التحدث عن هذه المسائل.
{ والسمسار الذي أخذ العمولة؟
_ أيضاً هذا الحديث لا أريد تناوله.
{ قبل انفصال الجنوب الإخوة الجنوبيين كانوا يرون أن مال البترول وقسمته غير صحيحة.. وهناك أخطاء في بعض المعلومات؟
_ هناك مفوضية للبترول رئيس الجمهورية ورئيس حكومة الجنوب جسمان مشتركان ليس رئيس ورئيس مناوب، بل مفوضية وتدار بشفافية تامة وحتى عام 2010م كان وزير النفط جنوبي “لوال دينق”، فمعلومات البترول كانت شفافة.
{ هل المالية مولت انتخابات 2010م؟
_ لقد توليت منصب وزير المالية بعد انتخابات 2010م، ولكن إي انتخابات تمولها الحكومة حركتها تحريك الصناديق كل عمل المفوضية تموله الحكومة والانتخابات جزء من عمل الدولة.
{ هل المالية مولت المؤتمر الوطني في تلك الانتخابات؟
_ المؤتمر الوطني له طريقته وأساليبه التي يحصل بها على قروشه.
{ ما الذي كنت تحمله وأنت داخل الوزارة؟
_ كنت أحمل الهم الوطني والقومي، والاقتصاد يحتاج إلى جهد ومازالت آثار خروج البترول مؤثرة على الميزانية، والموازنة العامة للدولة تحتاج أن نعمل عملاً كبيراً حتى يتعافى الاقتصاد السوداني ويتحول إلى اقتصاد نامي ويحقق الرفاهية للشعب السوداني.
{ ما الذي خرجت به من الوزارة؟
_ خرجت بتجربة كبيرة، فنحن محتاجون إلى مزيد من العطاء حتى يتغير الأشخاص.
{ الحكومة والشعب يشكون من الديون الخارجية.. فمن دائني السودان وكم وصلت تلك الديون حتى الآن؟
_ تعرف أن المؤسسات الكبيرة كـ(صندوق النقد الدولي) و(البنك الدولي) تسيطر عليهما “أمريكا”، و”أمريكا” لا تريد أن تحل ديون السودان، فديون السودان ليست من الصندوق فقط، فهناك عدد من الدائنين كـ”الكويت والسعودية والنمسا واليابان والولايات المتحدة الأمريكية”، ولذلك أمريكا ولموقفها من السودان لا تريد الحل وتحاول من الصندوق والبنك وسائل عقاب عليه، وحتى تحل تلك الديون هناك شروط فنية لابد أن يستوفيها السودان.
{ مثلاً؟
_ أن تقوم الدولة بإجراء برنامج مع (صندوق النقد الدولي) بواسطة الموظفين بعمل هذا البرنامج والإجراءات الاقتصادية، ويقوم (صندوق النقد) بمراقبة هذه الإصلاحات كالبرامج الإستراتيجية لمكافحة الفقر وغيرها من البرامج الإصلاحية، ورغم أن السودان استوفى تلك الشروط لكن كل عام تتجدد عليه العقوبات.
{ كم ديون السودان الآن؟
_ أربعون مليار دولار، أربعة عشر مليار دولار هي الديون الرسمية، أما الباقي ففوائد وهناك دول لها أضعاف ديون السودان تمت معالجتها برضا الأمريكان.
{ كيف تنظر لمستقبل الاقتصاد السوداني في تلك الظروف؟
_ إذا تحدثنا عن الفرص والمعطيات المتوفرة هل في معطيات متوفرة، وهل هنالك عوامل متوفرة في الاقتصاد السوداني فالإجابة طبعاً نعم، فالسودان بأرضه ومويته وموارده البشرية والمادية والطبيعية ومشاريعه الزراعية، إذا تم التركيز على ذلك فنحن قادرون على إنتاج السمسم والفول السوداني والقطن وعباد الشمس والأخشاب واللحوم، ويمكن أن نزرع الأرز، إذا وضعت خطط سليمة سوف نحقق نتائج كبيرة في المجال الزراعي وغيره، فالمستقبل واعد بالنسبة للاقتصاد السوداني، ولابد من برنامج إصلاح هيكلي في الاقتصاد لنحقق معدل نمو في الناتج المحلي الإجمالي الذي لا يقل عن (7%) ولمدة لا تقل عن عشر سنوات، وهذا يقود إلى تحسن الأحوال الاقتصادية في البلد، وتحسن في الأحوال المعيشية للمواطنين، وتحدث نهضة شاملة تشمل كافة نواحي الاقتصاد كما حدث في “تركيا” و”الهند” و”سنغافورة”.. ونحن الآن أمام مرحلة لإنتاج بترول وذهب وأشياء كثيرة يمكن أن نوظفها لصالح الإنتاج الزراعي.
حوار – صلاح حبيب
المجهر السياسي
ههههههههههههه عمك زاق من حنك السمسار والبيت
42 الف يا حرامى انت بتكذب على منو
الحديد كبيرة شوية يمكن تكون جبت فيها ثروتك من الورثة
لكن هاند باق دي واضحة فيها غيارين بالكتير .
والآن. ماذا تملك…….
{ والسمسار الذي أخذ العمولة؟
_ أيضاً هذا الحديث لا أريد تناوله.
??????????????????????????????????
كنت اتمنى لو كنت شجاع وواجهت السؤال وقلت الحقيقة ولكن تظل الشبهة قائمة وهكذا الانقاذ ورجالها. التستر على البعض والهروب الى الامام
انت والله مش جئت الخرطوم بشنطة حديد انت جئت بمخلاية
أصلا زمنك ما كان في هاندباق
بعدين عملية الولد ما جبت سيرتها ليه و
تجاوب على العاوز تجاوب عليه بس ؟؟؟
متى تم اختراع الهاند باق يا شاكوش ؟ سؤال ……..
يا خ انت من وزراء الترضيات والله لو بالجدارة والعلم والمعرفة ما تدخل هذه الوزارة ولا حتى غفير وزراء المشروع الحضارى
و الله انا مشفق عليك نسوانك ديل و عرباتك و كهربتك حا تصرف عليهم كيف بي قروش المعاش الما بتتجاوز الالف جنيه , الله يكون في عونك ….
لا اعتقد ان شنطة الهاند باك ااااااااامنة بالداخلية لانتشار السرقة…………………….والا شنو يا عمك؟؟؟
زمان في جامعة الخرطوم ما سرقات يا حبيبي
زمان في جامعة الخرطوم ما في سرقات يا حبيبي
يا أخي هذا الرجل يجيد الكذب ، فهل من المعقول أن يأتي شخص من رهيد البردي زمان قبل إنتشار وسائل الإتصال والمعرفة إلي جامعة الخرطوم و الخرطوم نفسها و هو آخر تفتيحة ، يعني ما في زول قدر يدقسوا و هو برلوم.
ثانيا جاء إلي الخرطوم بشنطة هاند باق فقط ، و الآن يملك القصور والفلل ، فعلا صدق الأديب المرحوم الطيب صالح ( من أين أتي هؤلا ء )
(كم ديون السودان الآن؟
_ أربعون مليار دولار، أربعة عشر مليار دولار هي الديون الرسمية، أما الباقي ففوائد)
– انظروا لهذا الغباء والجهل الاداري 14 مليار ديون حقيقية 26 مليار فوائد انظروا لهذا البيع الخاسر هدا يؤكد عدم الخبرة والغباء في قبول هده القروض الربوية …… السودان غاص في الوحل بسبب اللامبالا
الجماعة ديل من يومهم يكذبون ويتحرون الكذب حتى كتبوا عند الله من الكذابين بنص الحديث كما قال صلى الله عليه وسلم فلا تتوقعوا منهم صد ق ابدا انسان كتب عند الله كذابا كيف يصدق بعد ذلك والدليل هل شفتو ا منهم واحد صدق فيما وعد به هذا الشعب الطيب الصدوق .
انا ما قراءت الحوار ولكن بقول ليهو انت اسواء من مره على وزارة المالية وشيل شنطتك الهانباك وارجع بلدك
وجيت مفلس … دخلت المالية في زمن الغفلة والرئيس الغافل عمر البشير ورجعت وعندك بيت بعشرين مليار وما خفي كان أعظم… ما خسرته أكثر بكثير مما كسبته يا فاسد لو كنت تعلم! أقل ما خسرته هو احترامك لنفسك وآخرتك … هذا باعتبار أنك كنت تحترم نفسك ولم تكن حرامياً قبل انخراطك في زمرة الكيزان الحرامية … ولسه الراجيك كتير إنت وجماعتك فشمر لأن زيتك حيطلع أنت وجماعتك بإذن الله تعالى!
يا ناس لاتظلمو الرجل انة قد ورث اباه الذى يعرفة كل اهل دارفور بثروتة الحيوانية وعقاراتة بالخرطوم وهو ايضا شريك تبيدى بتاع الذهب وايضا مصنع الصمغ العربى بخور حمار
تصدق ياسام جدي ذاتو كان شريك مع الناس ديل في المصنع لأني نويت اخش في الحكومة بعد إللحاح شديد من ناس المؤتمر الوطني وكلم ناس ديل من حسع بعدين مايقولو لي من اين لك هذا بعدما يتفاجئو بالشركات الخاصة بي
حاجة تحير أمر هؤلاء فمن اتي بشنطة حديد ومن اتي بشنطة هندباق ومن اتي علي ظهر حمار ومن اتي بالقطار ولكن إذا نظرنا لحالهم بين الأمس واليوم فنجد غد حدث تحوول كبير فبدلاً من بيت الجالوص والقطاطي اصبح يسكن هؤلاء العمارات والفلل والبيوت الفخيمة والعربات الفارهة ويأكلون مالز وطاب والأرصدة بالملايارات وليس بالملاين من اين لهم كل هذا فقط في بضع سنين فهؤلاء بدلاً من سرق البيضة وترك الجدادة حدث العكس نهبو الجدادة بي حالة وكيف لايحدث الانهيار الاقتصادي والضايقة المعيشية