بالصور: لاعبون قفزوا من أعالي السماء إلى قاع البحر!
كل شخص في هذه الحياة يولد معه الأمل، ذلك الإحساس الذي يحفز الفرد لكي يُخرج ما بحوزته من طاقات إيجابية، بهدف الوصول إلى الأهداف المرجوة التي يحلم بها، ولكن عندما يقل الحافز في النفس الإنسانية، يرجع الشخص إلى أوقات ما قبل الولادة، حيث إنعدام الروح.
تلك السطور تنطبق تمامًا على بعض لاعبي كرة القدم، الذين بدأوا مسيرتهم بتوهج كبير، وبرزوا سريعًا على الساحة الكروية، وكان هذا كفيلاً بتحقيق أهدافهم وبلوغ شهرة ونجومية كانوا يحلمون فيها بوقتٍ من الأوقات.
ولكن سرعان ما اختفى ذلك السراب؛ سراب النجومية، التي بدت لهم أنها دائمة، ولكن الحقيقة تؤكد أنها مؤقتة وزالت بعد أن تخاذلوا وثبطت عزيمتهم اتجاه التحديات التي واجهتهم.
وفي هذا المقال سنتوسع في هذا الموضوع، وسنتناول بعض اللاعبين الذين مروا بهذه التجربة المريرة:
1. رونالدينيو:
ربما سيتفاجأ البعض من طرح اسم النجم البرازيلي، المولود في 21 مارس عام 1980، في هذه القائمة السوداء! ولكن لو لاحظنا المعاناة التي مرة بها أفضل لاعب في العالم عام 2005 بعد حصوله على الكرة الذهبية، لكانت أفضل مبرر على ذلك.
رونالدو دي أسيس موريرا، هو الاسم الكامل للاعب المعروف ب “رونالدينيو” هو واحد من أمهر اللاعبين الذين انجبتهم كرة القدم البرازيلية فقد أمتاز بمهارة المراوغة والسرعة في الأداء وتسديد الكرات الثابتة، وأفضل المواسم التي تألق فيها بعيدًا عن تألق البدايات مع باريس سان جيرمان، كانت مع برشلونة الذي أختاره ضمن قائمة الأساطير التي مثلت النادي الكاتالوني، والذي تحصل معه على العديد من الألقاب منها بطولة الدوري الأسباني، وبطولة أبطال أوروبا عام 2006، ناهيك عن صولاته مع منتخب السيلسياو بدايةً من كأس العالم 2002.
ولكن تحولت فجأة مسيرة هذا النجم، هو ذلك خطأ الاكتفاء بما هو موجود، والإفتقاد إلى الرغبة والحافز، فاختفى رونالدينيو الذي أبهر العالم بمهاراته، وظهر ذلك الشبح الذي أصبح مدمنًا على الخمور والنوادي الليلية، فضاعت احترافيته تحت أضواء الديسكوهات، وانتهى به المطاف خارج برشلونة في عام 2008 ومنذُ ذلك التاريخ دفنت موهبة رونالدينيو في سن مبكرة ودفع ثمن اللامبالاة.
2. أدريانو:
هو المهاجم البرازيلي القناص الذي لُقب ب “الدبابة” وبدايته كانت مع نادي فلامنغو البرازيلي، حاله حال الكثير من نجوم السيليساو، إلا أن سنوات تألقه كانت في إيطاليا وخاصة مع أنتر ميلان، الذي أقترب معه في بعض الأوقات من الحصول على جائزة أفضل لاعب في العالم.
أدريانو مثّل أيضًا المنتخب البرازيلي بأكثر من 50 مباراة دولية، مسجلاً 44 هدفًا، وتألق في الكثير من المناسبات، حتى قيل إنه خليفة رونالدو دا ليما في منتخب البرازيل، ولكن تغلب عليه الإحباط، إحباط هبوط المستوى بسبب زيادة الوزن المفرط نتيجة غياب الانضباط، وليس هذا وحسب، بل عُرِفَ أدريانو بحبه للسهر والنوادي الليلية وهذا من أسباب ضياع مسيرته الكروية.
3. ألكسندر باتو:
اسمه ألكساندر رودريغيز دا سيلفا، هو لاعب كرة قدم برازيلي، من مواليد 2 سبتمبر 1989 يعرف بـ “ألكساندر باتو” نسبة إلى المدينة التي ولد فيها، بدأ مسيرته الكروية مع نادي إنترناسيونال البرازيلي في عام 2006، وقد لعب معهم حتى عام 2007، وأنتقل في نفس العام إلى نادي إي سي ميلان الإيطالي بمبلغ 20 مليون يورو وهو لا يزال في السابعة عشر من عمره.
باتو شغل العالم بعد المستويات التي قدمها مع النادي الإيطالي، وخاصة في دوري أبطال أوروبا، ورغم صغر سنه ولكن هذا لم يمنع كبار الأندية الأوروبية من ملاحقته، إلا أن لعنة الإصابات المستمرة لازمته لفترة ليست بالقصيرة، حتى في وقتٍ من الأوقات وضع اللوم على الكادر الطبي لنادي إي سي ميلان، الذي استغنى عن خدماته بعد هبوط مستواه.
4. ماريو بالوتيلي:
ربما هو واحد من أكثر اللاعبين جدلاً في عالم كرة القدم، إنه المهاجم الإيطالي ماريو بالوتيلي صاحب ال 25 عامًا الغني عن التعريف، فقد أشتهر بالوتيلي الذي عانى من العنصرية بسبب بشرته السمراء، بعدم انضباطه خارج الملعب أكثر من داخله، وبحركاته الصبيانية، وكثرة ظهوره في النوادي الليلية.
ورغم تألقه في يورو 2012 مع منتخب بلاده، ورغم تمثيله لكبار أندية أوروبا مثل أي سي وأنتر ميلان الإيطاليان، وليفربول ومانشستر سيتي الإنكليزيان، ولكن هذا لم يشفع له باكتساب مزايا الاحتراف وأبرزها الانضباط، وهذا ما أودى به إلى الهاوية، هاوية دكة الإحتياط والإعارات من هذا النادي إلى ذاك.
5. جاك ويلشير:
هو لاعب خط وسط أرسنال الإنكليزي من مواليد عام 1992، من المواهب التي اكتشفها الفرنسي أرسين فينغر، ويعتبر ويلشير أصغر لاعب يمثل المدفعجية أرسنال في الدوري الإنكليزي، وشغل الصحف الإنكليزية في أول فترة ظهوره.
وبعد خروج المنتخب الإنكليزي من بطولة كأس العالم 2014، ألتقطت عدسات الكاميرا جاك ويلشير وهو يدخن علنيًّا في حوض استحمام ساخن في لاس فيغاس، حيث اثارت هذه الحادثة الأوساط الإعلامية في بريطانيا.
الأمر الذي دفع جاك ويلشير إلى الأعتذار رسميًّا، وصرح قائلاً “لقد ارتكبت خطأ، ثم كررت الخطأ، إن البشر مخطئون” وبالرغم من الإعتذار لكنه أصبح في الآونة الأخيرة حبيس دكة الإحتياط.
6. إبراهيم آفلاي:
جناح هولندي من أصل مغربي كان لاعبًا بارزًا في نادي آيندهوفن، وأنتقل لنادي برشلونة عام 2011 بعد أن أُختير كأفضل لاعب ناشئ في هولندا وأحدث ضجة كبيرة أثناء انتقاله، ولكن لم يحظى بفرصة كبيرة في النادي الكاتالوني، وقضت على نجوميته الإصابات وتراجع المستوى.
7. ريستون درينثي:
هو الظهير الأيسر الهولندي ذو البشرة السمراء والذي يبلغ من العمر 28 عامًا، بدايته كانت مع نادي فينورد الهولندي، وبعد التألق في ناشئي هولندا لفت انتباه النادي الملكي ريال مدريد، ورغم أن اللاعب لا يعتبر من اللاعبين الكبار، ولكن انتقاله إلى ريال مدريد كفيلاً بجعله نجمًا تتابعه ملايين المشجعين، ولكن يبدو أن اللاعب اكتفى حلمه بتمثيل القميص الأبيض، ولم يفكر بما هو قادم، الأمر الذي جعل منه لاعبًا منقرضًا لم يسمع به الكثيرين.
إن اللاعبين الذين تم ذكرهم في هذه القائمة، ما هم إلا عيّنة من اللاعبين الذين لم نعد نسمع بهم كما كنّا سابقًا، رغم الموهبة التي كانوا يتمتعون بها، ولكنها لم تسعفهم من القفز من أعالي السماء إلى قاع البحر، حيث الغرق!
Arabic Sport