سياسية

فشل وساطة جماعة (الإعتصام بالكتاب والسنة) للإفراج عن قياداتها المعتقلة

لم تفلح وساطات مكثفة بذلتها جماعة (الإعتصام بالكتاب والسنة) في إقناع السلطات السودانية بالإفراج عن قياداتها المعتقلة منذ عدة أشهر، علي رأسهم اميرها عمر عبد الخالق.

ووصلت مبادرة الوساطة الى طريق مسدود، في أعقاب انفضاض لقاءات سرية اجرتها القيادة البديلة على رأسها الفاضل عبد الخالق مع النائب الأول للرئيس السوداني بكري حسن صالح، بجانب اجتماع آخر مع رئيس القطاع السياسي بحزب المؤتمر الوطني الحاكم مصطفى عثمان إسماعيل علاوة على ثالث مع مساعد الرئيس السابق نافع علي نافع.

وطبقا لمصادر مطلعة تحدثت لـ”سودان تربيون” الأحد، فإن الوسيط قوبل برفض تدخل الواجهات السياسية للحكومة باعتبار أن الملف بأيدي الجهات الأمنية.

وأفادت أن نافذي الحكومة أبدوا قناعتهم بعد الإتصال بالجهات ذات الصلة بصلة رموز الجماعة بتفويج الطلاب الى تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، وهو ما عدته السلطات الحكومية أمرا مرفوضا ويسيئ لسمعة السودان ويزيد إرتباطه بملف الإرهاب الذي تغالب السلطات العليا كثير من الإتهامات لمواجهته وأخذ صك البراءة.

وبحسب المصادر فإن الوسيط سعى لتطمين الحكومة ممثلة في رموزها العليا بامكانية إنجاز تسوية نهائية مع رموز الجماعة، حال الإفراج عنهم، بأن يتم الزام المعتقلين بانتهاج طريق ثالث بعيد عن “داعش”، الا ان المسؤولين في الحكومة لم يتجاوبوا مع تلك الأطروحة لتفشل الوساطة.

وكانت السلطات الامنية داهمت في يوليو الماضي مقر جماعة (الاعتصام بالكتاب والسنة) بحي الصافية شمال بالخرطوم بحري واوقفت كل من امير الجماعة عمر عبد الخالق، والمسؤول السياسي العبيد إبراهيم وعضو المكتب التنفيذي صلاح الدين إبراهيم واحد الناشطين الشباب ويدعى ايمن المصباح، كما نفذت السلطات حملة دهم أخرى على معهد الامام البخاري للعلوم الشرعية بضاحية الدروشاب جنوب التابع لذات الجماعة واخلته من الطلاب.

وتشتبه الحكومة في وجود انشطة سرية تقوم بها الواجهات الدعوية المرتبطة بجماعة الاعتصام بالكتاب والسنة التي اعلنت مناصرتها لتنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، فيما غادر عدد من طلاب منطقة بحري شمال البلاد والتحقوا بالتنظيم بعد ترددهم المكثف على المقار الدعوية التابعة لجماعة الاعتصام.

وفي يونيو قبل الماضي أعلنت الجماعة التي يرأسها الامير الراحل سليمان عثمان ابو نارو والمنشقة عن حركة الاخوان المسلمين بقيادة الشيخ صادق عبد الله عبد الماجد في بيان رسمي تاييدها للدولة الاسلامية بالعراق والشام (داعش) ودعت فصائل الجماعات الاخرى العاملة في الحقل الدعوي لمباركة الخلافة التي اعلنها ابوبكر البغدادي.

وتشتبه السلطات السودانية في وجود علاقة قوية بين النشاط الذي تمارسه الجماعة السلفية وتفويج بعض الشباب السودانيين وطلاب الجامعات لخارج البلاد لتنظيم داعش.

واختفى علي إثر ذلك عدد من الطلاب القاطنين بمنطقة بحري شمال عن ذويهم وظهروا فيما بعد في صفوف مقاتلي االتنظيم المتطرف فيما كثرت في الاونة الاخيرة بلاغات من عدد من الاسر حول اختفاء ابنائهم بعد ترجيح انضمامهم لداعش وشوهدوا من قبل يترددون بصورة راتبة على مراكز جماعة الاعتصام بالكتاب والسنة التي تحتجز السلطات السودانية قياداتها بعد فشل الجهود التي بذلت مؤخرا لإخلاء سبيله.

“سودان تربيون”