منوعات

جلداً ما جلدك جر فيهو الشوك

يعاين الصغير الخروف بعد إنزاله من خلفية العربة، وقد أوثقت قدماه الأماميتان بحبل غليظ، فالرجل يفعل ذلك خوفاً على المليون ونصف المليون أن تذروها ريح الهروب. يقول الصغير بعد المعاينة الأولية: “أبوي لونو حلو”. توقفت ملاحظة الصغير في (الجلد)، وللجلود في زمان ما بعد الأضحية حكاياتها والتنافس للحصول عليها بغية تنفيذ بعض المشاريع عبر عائداتها.
في خطبة الإمام عقب صلاة العيد، كان يتحدث عن آداب الأضحية وعن حرمة بيع (جلدها) أو إعطائه لـ”الضّباح” نظير عمله. في كثير من المناطق تفتح المساجد أبوابها من أجل الحصول على الجلود من أجل إنجاز بعض المشاريع الخاصة بها. الأمر لا يبدو محصوراً في المساجد فبعض الأندية الرياضية في المدن تأمر مناصريها بجلب الجلود دعماً لمشاريع تسييرها. قبل العيد ترسل مبادرة (شارع الحوادث) “استيتس” في الفيسبوك مفاده أنها ستكرر تجربتها للعام الثالث على التوالي في استقبال تبرعات الناس بجلود أضاحيهم وذلك تنفيذاً لمشاريعها الإنسانية.. “الاستيتس” الذي أكمل دورات مشاركاته في العديد من الصفحات لم يكن لينحصر في الخرطوم التي حددت فيها نقاط التجميع بينما اشتمل كافة فروع المبادرة بالولايات من أجل ذات الغرض وهو المشاريع الإنسانية. في مكان آخر تخرج حملات مؤسسة الدفاع الشعبي مستعيدة فكرة الجهاد عبر المال وذلك بمطالبة المواطنين بضرورة التبرع بجلود أضاحيهم من أجل دعم فريضة الجهاد. في أماكن أخرى يتجمع عدد من العاملين في قطاع الجلود في نقاط معينة ينتظرون الجلود من أجل (تمليحها) والمحافظة عليها بغية إعادة تصنيعها أحذية تسر ألوانها الناظرين الجالسين هناك يتفرسون الجلد جيداً وهم يتمنون أن يكون خالياً من (الثقوب) وهو أمر يبدو على درجة من الصعوبة في ظل غياب (الاحترافية) في عملية ذبح الأضاحي، على عكس ما يحدث مع جلود يتم سلخها في (السلخانات). يشكو عدد من الشباب في كوستي من انخفاض أسعار الجلود في هذا الموسم فالجلد لا يتجاوز سعره الجنيهات السبعة وهو ما قلل من حالة التنافس في الحصول عليه باعتبار ضعف العائد وهو ما دفع ببعضهم للتعليق (جلداً بسبعة جنيه جر فيهو الشوك

الخرطوم – الزين عثمان
اليوم التالي