كلمة الرئيس التشادي إدريس دبي في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الحوار الوطني
خاطب الرئيس التشادي إدريس دبي الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الحوار الوطني التي عقدت بقاعة الصداقة صباح اليوم وسط حضور إقليمي رفيع وبمشاركة السفراء المعتمدين بالخرطوم وقيادات الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني وقادة الفكر والرأي بالبلاد، وفيما يلي تورد (سونا) نص الكلمة:
فخامة الرئيس عمر البشير رئيس جمهورية السودان
السادة رؤساء الأحزاب السياسية والمجموعات المسلحة وأعضاء المجتمع المدني
السادة الضيوف والإخوة والأخوات
في البداية أود ان اشكر بشكل خاص أخي عمر حسن احمد البشير واللجنة المنظمة للمؤتمر لتشريفي والثقة بى ودعوتي لهذا المؤتمر الخاص بالحوار الوطني ومجموعة (7+7) ، وأود كذلك ان اشكر الشعب السوداني الشقيق لحسن الضيافة والاستقبال الدافئ كما جرت العادة ,
سادتي سيداتي المشاركون في هذا الحوار، ان هذا الموقف الذي يجمعنا اليوم هو أمر تاريخي , تاريخي بسبب تكوينه لأنه يجمع لأول مرة جميع أبناء السودان بجميع طبقاتهم السياسية ومن جميع انتماءاتهم وهو لأمر تاريخي بسبب المكان الذي نجتمع فيه لأننا نجتمع الآن في وسط الخرطوم عاصمة جمهورية السودان وليس في بلد خارجي او اجتبى , وهذان العاملان يسهمان في تحقيق تقدم كبير وهام في عملية التصالح الوطني ,ولذلك فنحن واثقون ان النتيجة التي سنصل إليها بعد هذا المؤتمر ستستجيب لآمال وطموحات الشعب السوداني وستحقق مصلحة الشعب السوداني وتحقيق السلام وتحقيق التنمية في السودان .
ان الشعب السوداني عانى كثيرا في السنين الماضية من الاختلاف والانفصال بسبب السياسة بالإضافة إلى الصراع العسكري ، هذا أدى إلى وفاة الكثيرين والى العديد من الجرحى والى لجوء السكان إلى بلدان مجاورة ومن بينها شاد ، وقد اثر نزوح البعض فأصبح بعض الناس دون طعام ودون حماية , والسودان هو بلد به الكثير من الموارد الطبيعية وهو غنى بموارده هو يمكنه ان يغذى إفريقيا بأكملها ان وجد السودان وحقق السلام والتنمية والاستقرار وذلك يسمح لآلاف من جميع أنحاء إفريقيا وبخاصة من شاد , فالكثير من سكان إفريقيا وبخاصة من الشاديين في السودان .
سيدي الرئيس ..السادة والسيدات
الساعة قد حانت للحوار , حوار مباشر , وحوار يشمل الجميع , وقد آن الأوان كذلك لندع جانبا مشاكلنا واختلافاتنا وانقساماتنا , لقد آن الأوان لنعمل سويا لتحقيق المصالحة الوطنية ولإحقاق كل ولد وبنت ولكل أبناء هذا البلد العظيم الأمل في مستقبل بلد أفضل , السودان وشاد بلدان متجاوران يتقاسمان الحضارة معا فإذا كانت الخرطوم تنعم بالسلام فستنعم أنجمينا أيضا بالسلام , وعندما يتطور السودان فستتطور شاد كذلك , ولذلك فانا أدعو من هذا المكان إخوتي الذين لازالوا في خلاف معنا ان يأتوا جميعا للمشاركة في هذا الحوار ، في هذا المجال للحوار الوطني , فإن سياسة الاختلاف والانقسام لا تخدمنا ولا تخدم مصالح الشعب السوداني .
ان حواراتكم ونقاشاتكم ومطالباتكم يجب ان تتم في مجال ينعم بالسلام ولذلك فاني وكل من هو موجود في هذا المكان نتمنى لكم ونشجعكم على ان تقوموا بخلق سلام كامل وشامل ودائم في دارفور ، في كردفان ، في النيل الأزرق ، ونحن نطلب إليكم ان تعملوا بشكل جاد وبقوة وبروح الإخوة وبروح المصالحة حتى تتمكنوا من تحديد الأسباب العميقة لهذا الخلاف والمشاكل وحتى تتمكنوا من معالجة جميع المسائل باحترامكم لبعضكم البعض باحترام الآخر باحترام الشعب السوداني ولتحقيق مصلحة السودان ومصلحة الشعب السوداني ,
وأود كذلك ان أؤكد لكم ان السلام والمصالحة تتطلب منكم التزاما قويا ولذلك فإن الصبر والحكمة يجب ان تكون عوامل رئيسية لتحقيق السلام.
ان الشعب السوداني والمجتمع الدولي ينظران إليكم بعيون منتظرة ويعتمدون عليكم في تحقيق نجاح سياسي وتحقيق السلام ، ونحن نطلب إليكم تحقيق السلام وان تكونوا بقدر المسؤولية كل منكم في موقعه .
إخوتي وأخواتي
في الختام أود ان أقول لكم واعبر لكم عن فخرنا وإننا لفخورون ان تدعوننا للمشاركة في هذا الحوار الوطني ونحن واثقون ان مخرجات هذا المؤتمر ستؤدى إلى النجاح التام ونحن نؤكد لكم أننا موجودون لدعمكم في كل حال ولتحقيق السلام والاستقرار كما كنا دوما وكما فعلنا ذلك في (ابشى) و (أم جر) ، نحن جزء منكم ونحن نتمنى لكم النجاح ونتمنى ان يعينكم الله لتحقيق السلام ، وأود ان اشكر مرة أخرى أخي الرئيس عمر البشير على الثقة التي شعرتم بها نحونا وكذلك أود ان أشكركم على الأهمية التي لازلتم تولونها لمسألة تحقيق السلام والاستقرار والتي عملتم من اجلها طيلة هذه السنوات فنحن شهداء على التاريخ تاريخ السودان الذي سيتم تحقيقه اليوم وهى نقاط قوة وتحقق الكرامة الوطنية.
وشكرا جزيلا.
تشاد