منوعات

بطالة الأطباء السعوديين: اتهامات للأطباء الأجانب بالتعدي على وظائفهم!

“من المفترض أننا أطباء، والحاجة إلينا تعد ملحة؛ نظراً لكوننا ننتمي لقطاع يلبّي حاجة الأفراد الضرورية، ولكن جميع المستشفيات والوحدات الصحية تنفر منا دون سبب واضح، لماذا؟”، سؤال لازال يطرحه مهنا سعود، وهو شاب سعودي حاصل على شهادة البكالوريوس في طب الأسنان.

سعود وبعد طرقه كافة أبواب العمل في المستشفيات الحكومية والخاصة، إلا أن أغلبهم لم يبدوا اهتماماً بمؤهلاته الطبية، رغم أنه أبدى نيّته التطوّع والعمل المجاني لعلاج الجنود السعوديين المشاركين في العمليات العسكرية باليمن.

الأولوية للأجانب!

سعود قال لـ”هافينغتون بوست عربي”: “أعي الظروف الاقتصادية التي تمرّ بها البلاد جراء انخفاض أسعار النفط، ولكن القطاع الخاص هو الآخر يأبى توظيف الأطباء السعوديين، فهو مهتم بشكل أكبر بتوظيف الأطباء الأجانب، واستقدامهم من الخارج مهما كلّف الثمن، تحت ذريعة نقص الكوادر الصحية بين السعوديين”.

وأكد في ذات الوقت أن حالة البطالة التي يعيشها باتت تسبب له المزيد من المتاعب، حيث أصبح الجميع يرتاب من مصداقية مؤهلاته الأكاديمية التي لم تشفع له في الحصول على وظيفة حتى في المراكز الصحية المتواضعة في المنطقة التي يعيش فيها.

مهنا سعود ليس هو الطبيب الوحيد الذي يعاني من تلك البطالة التي بدت تتفشى في صفوف الأطباء السعوديين، بسبب توقف الخدمة المدنية عن إعلان الوظائف الصحية في القطاع العام خلال الربع الأخير من العام الماضي.

‫”توقف الخدمة المدنية عن إعلان الوظائف ذات العلاقة بالمجال الصحي في القطاع العام ساهم بشكل كبير في تفشي حالة البطالة بين عدد لابأس به من الأطباء السعوديين”، يقول عبدالعزيز رشاد، شاب سعودي متخصص في مجال التمريض.

عجز في الكوادر الصحية

وقد أعلنت الهيئة السعودية للتخصصات الصحية، في تقرير صادر العام الماضي، عن نقص في الكوادر الصحية الوطنية في السعودية، بعد أن أظهرت البيانات أن نسبة السعوديين العاملين في القطاعات الصحية المختلفة لم تتجاوز 30.4% من إجمالي الممارسين الصحيين.

وبلغ عدد هؤلاء الممارسين 139 ألف ممارس صحي سعودي، في وقت بلغ عدد الممارسين الصحيين الوافدين 317 ألفاً، ما بين أطباء وصيادلة وممرضين وعاملين في العلوم التطبيقية، وأشار التقرير إلى أن السعوديين يمثلون 20.1% بعدد 25.8 ألف طبيب، فيما لم تتجاوز نسبة الصيادلة السعوديين 18%، بعد أن تبين أن عددهم بلغ 7000 مواطن صيدلي.

الخوف من البطالة بات هاجس الشباب السعودي الذين يدرسون الطب، ومنهم أحمد عرفان الذي يستعد لإكمال برنامج للدراسات العليا في مجال طب الأطفال في الخارج، ويقول: “يزعمون أن هناك عجزاً في الكوادر الصحية، ونسمع دوماً تلك التصريحات الصادرة من مسؤولي الصحة، وعندما نتقدم لشغل الوظائف يديرون لنا أظهرهم”.

وأضاف لـ”هافينغتون بوست عربي” أن “القطاع العام يفتح باب التوظيف ويغلقه كيفما شاء، والقطاع الخاص منهمك في استقدام الأطباء من الخارج، والأطباء السعوديون معلقين بين هذا وذاك، لابد من خطة واضحة لتوزيع الأطباء السعوديين للعمل في كافة المناطق السعودية، وهو الحل الوحيد لتغطية ذلك العجز”.

وقد دفعت حالة البطالة التي يعيشها عدد من الأطباء السعوديين إلى استكمال دارستهم في برامج الزمالة الطبية بدول غربية، حيث يقول ناصر عزام، وهو طبيب سعودي متخصص في الأمراض الباطنية، لـ”هافينغتون بوست عربي”: “الحل الوحيد للخروج من تلك البطالة هو استكمال رحلة الدراسة في مجال التخصص، عوضاً عن البقاء هكذا دون عمل، فمن الضروري الاستفادة من عامل الوقت في تعميق المعرفة في ذات التخصص، وهو الأمر الذي أسعى إليه”.

السعي وراء المزايا الوظيفية

الدكتور مروان شوكت، مدير عام عيادات سوا لطب الأسنان بمدينة جدة، يبرر رفض مستشفيات القطاع الخاص توظيف السعوديين بأن “كثيراً من الأطباء السعوديين مهتمين بشكل أكبر بالعمل في المستشفيات الحكومية والعسكرية بشكل خاص، والسبب هو المزايا الوظيفية التي يمنحها القطاع الحكومي للكوادر الصحية من أبناء الوطن”.

وأضاف شوكت لـ”هافينغتون بوست عربي” أن “السعوديين يقبلون على العمل في المستشفيات الخاصة، ولكن بصور مؤقتة، ريثما يتم تعيينهم في أحد المستشفيات الحكومية، حيث يتقدمون باستقالاتهم، ولذلك يفضل الكثير من المستشفيات الخاصة البحث عن طبيب أجنبي، الذي قد تقل حظوظه في العمل لدى القطاع العام”.

هافينغتون بوست

تعليق واحد