منوعات

فنانون شباب يقتحمون الطقوس النسائية.. وبعضهم يعلن: (لم لا؟)(جرتق) الألفية الجديدة

(العديل والزين مناي لي جدو الحسن والحسين)، (ربطوا لي الحريرة وسووا لي الضريرة ولي بت القبيلة سيّروا)، وهناك الأغنية الشهيرة (يا عديلة يا بيضاء يا ملايكة سيري معا الله شويم بي وداعة الله)، و(في الأرباب بقول شعري ولساني بسنو).. هذه الغنائية تصاحب طقوس (الجرتق) السوداني التي تتم على إيقاع الدلوكة بأصوات (الغنايات)، إلا أنه مؤخراً سادت موجة إحياء حفلات الجرتق على إيقاعات (الأورغ) بأصوات الفنانين الشباب في إقصاء واضح لـ(الغنايات) و(الدلوكة) بعد أن كانت سيدة الموقف، بل كانت جزءاً أصيلاً من روح وطقوس (الجرتق).
{ أفخم الصالات
تحولت جلسة (الجرتق) مؤخراً إلى حفل ساهر كبير تحجز له أفخم الصالات باعتباره جزءاً مهما من طقوس الزواج السوداني بدءاً بـ(القيدومة) و(حنة العريس) ثم (حنة العروس)، انتهاء بليلة العمر، وعلى الرغم من اتجاه بعض الأسر إلى اختزاله في شكل بسيط يقتصر على أسرة العروسين تنتهي مراسمه بانتهاء وضع الضريرة على رأس العروسين وإطلاق زغرودة المباركة، إلا أن الشريحة الأكبر اتجهت إلى تحويله لليلة كاملة قد تتجاوز تكلفتها تكلفة ليلة الزفاف نفسها.
{ اقتحام رجالي
بعد أن كانت (غنايات الدلوكة) نجمات حفلات (الجرتق) بدأ الفنانون الرجال في التسلل إلى مسارح حفلات (الجرتق) في حضور خجول في البداية بوصفهم دخلاء إلى أن أصبح في حكم العادي، بل صاروا مرغوبين بشهادة عديد من الأسر.. السؤال الذي يفرض نفسه مؤخراً: هل يستهجن المجتمع هذا الاقتحام ويحاكم الفنانين بذاكرته القديمة التي ما زالت تحتفظ بملامح (الجرتق) كطقس فولكلوري تراثي أدواته لا تحتمل التطور والتغيير الذي ساد كل تفاصيل حياتنا، ويرفض استبدال (الدلوكة) بـ(الأورغ) والصوت النسائي بآخر رجالي ويحكم على الفنانين الرجال بتهمة التوغل في مناطق منع الاقتراب منها أو التصوير بوصفها ملكاً خاصاً لدولة النساء؟؟ وهل غنائية (الجرتق) تخصم من الفنان بعد أن حفرت في ثقافة السودانيين بأنها غنائية نسائية؟؟
على الرغم من تباين الآراء في هذه القضية إلا أننا لا نستطيع حسمها إلا بسماع رأي بعض النماذج من الفنانين الشباب و(الغنايات)، فلهم جميعاً وجهة نظر خاصة تبيح أو تحرم تؤكد أو ترفض ما وصلنا إليه.. الفنان “نزار المهندس” قال إنه على الرغم من تفضيله لحفلات المسارح إلا أنه لا يمانع في إحياء حفلات (الجرتق) نزولاً عند رغبة جمهوره ومعجبيه، مشيراً إلى أنه أحيا عدداً من حفلات (الجرتق) خلال الفترة الأخيرة، مؤكداً أنه يحس بغاية السعادة بتفاعل الخالات معه خاصة عند تغنيه بعمل تراثي (الخالات بشيلن معاي وببشرن)، وعن أشهر أغانيه قال “المهندس”: (ختوا ليه الجرتق والليلة هوي يا ليلة). من جانبه، أكد الفنان الشهير بـ”حمادة جبرة” عدم تحرجه في إحياء حفلات (الجرتق)، مشيراً إلى أنه في نهاية الأمر يقدم أغاني تراثية ولا غضاضة في ذلك، مبيناً أنه لم يعد شرطاً إحياء حفلات (الجرتق) بـ(الدلوكة)، بل صارت تستخدم فيها الآلات الموسيقية وتابع “جبرة”: (بالمناسبة الناس بطلبوا أغاني الجرتق في الحفلات العادية لأنها مرغوبة)، وأوضح أنه أحيا حفل (جرتق) في الأيام المنصرمة بنادي الضباط، لافتاً إلى رغبة الناس في الفنانين لإحياء هذه المناسبة وعن الأغاني التي يقدمها في حفلات (الجرتق) قال “جبرة”: (أقدم يا عديلة يا بيضاء، اللول اللول وقمر السبوع).
{ رفض مطلق
أما الفنان “صفوت الجيلي” فقد تخندق في الجانب الآخر، معلناً رفضه إحياء حفلات (الجرتق)، مشيراً إلى أنه يعدّها احتفائية خاصة بالنساء وأنه ما زال متمسكاً بالعادات والتقاليد وأنه يرفض التغني في حفلات (الجرتق). واتفق معه في الرأي الفنان “خالد العمدة” الذي قال إن غنائية (الجرتق) طبيعة كلماتها نسائية فالأم تغني لابنها العريس وتمجده وهذه الغنائية درجت عليها الفنانات، مردفاً: (هذا ما تعارف الناس عليه)، مستطرداً: (نعم، هناك عدد من الفنانين الشباب يحيون حفلات الجرتق، لكن لم يحدث أن تغنيت في حفلة جرتق ولا أعلم الشكل الذي أصبحت عليه اليوم، ويبدو أنها تحولت إلى حفل عادي وباتت الأسر تطالب بالفنانين على حد سواء مع الفنانات).
{ فنانات (الدلوكة)
لسماع رأي الحزب الآخر وهو حزب فنانات (الدلوكة)، تحدثت إلينا الفنانة “عوضية” الشهيرة بـ”عوضية عذاب” قائلة غنائية (الجرتق) خاصة بالفنانات، وهذا ما عرف عن (الجرتق) السوداني، وتابعت حديثها موضحة أن حفلات (الجرتق) عادة لا يحضرها الرجال ما عدا العريس وفي بعض الأحيان عدد قليل من أصدقائه وبقية الحضور من النساء، وأوضحت أن هناك أسراً تطلب الغناء بـ(الدلوكة) وأخرى تفضل الآلات الموسيقية لأن (الجرتق) يكون عبارة عن فاصل قصير لا يتجاوز نصف الساعة، بعدها يكون فاصلاً غنائياً عادياً.
تباينت الآراء بين مؤيد ورافض، إلا أنه يبقى شيء أساسي هو أن رياح التغيير لم تترك شيئاً إلا وحركته من مكانه سواء للسلب أو الإيجاب، وتبقى القضية مفتوحة ومطروحة للحديث والنقاش.

المجهر السياسي

‫4 تعليقات

  1. على قول جبرة (—جيب الحبوب يا ولد)–

    يمهل ولا يهمل — لقد تفوقنا في السوء على جيراننا في شمال الوادي — فهاهي مغنيات بلادنا يرتعن من بلد إلى اخر – تماما كما فعلت امم اخرى من قبلنا — والان يأتي هؤلاء –اشباه الرجال — حسب طلب معجبيهم — ويتغنون بأغاني البنات.

    وبالرغم من حدوث ذلك كله في بلادنا – بل وخارجها – وبإسم شعبنا — فإن ألسنة بعضنا لا تفتر من شتم من حولنا من الشعوب — والجمل ما بشوف عوجة رقبته–

    لولا أن هناك طلب على هذا الإنحطاط لما وجد هؤلاء المنحطون– ويجب ان نعي جميعا ان العقاب الالهي سيشمل الجميع صالح وطالح — وما يحدث في البلدان من حولنا من حروب وإقتتال وتشريد وذلة ومهانة وهم لا أخر له — ليس ببعيد عنا.

    اللهم لا تؤاخذنا بما نسينا او أخطأنا — اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا… اللهم أحفظنا بحفظك ااميين

  2. حمادة جبرة أوعى يكوووون !!!

    وتلك المعاني الرجولية المضمنة في أغاني السيرة هل أصبحت حقيقة في مثل هؤلاء الذين يجلبون حمادة جبرة ليغني لهم ؟!

    الشيء الذي نتلمس فيه العزاء أن كل تلك الصور المقلوبة قد ذكرها الحبيب المصطفى ” صلى الله عليه وسلم ” بوصفها علامات على

    آخر الزمان وقرب نهاية الدنيا البائسة

    1. الاخ ساخرون السلام عليكم
      جبرة المقصود في تعليقي هو الاستاذ الفاتح جبرة – الصحفي المعروف –
      ولك كل الود
      والسلام عليكم ورحمة الله

      1. يا مهاجر شكرا لك

        لكن اقرأ الخبر مرة أخرى

        ليس المقصود فاتح جبرة بل مقصود ذلك الفنان ال…………….وأظنه ياهو ذااااتو لكن هذبوه بنسبته إلى ” جبرة ”

        غايتو لو أنا في محل ” أ. الفاتح جبرة ” كان مشيت المحكمة ونفضت جبرة من اسمي

        وإليك حديثه
        ” أكد الفنان الشهير بـ”حمادة جبرة” عدم تحرجه في إحياء حفلات (الجرتق)، مشيراً إلى أنه في نهاية الأمر يقدم أغاني تراثية

        ولا غضاضة في ذلك، مبيناً أنه لم يعد شرطاً إحياء حفلات (الجرتق) بـ(الدلوكة)، بل صارت تستخدم فيها الآلات الموسيقية وتابع

        “جبرة”: (بالمناسبة الناس بطلبوا أغاني الجرتق في الحفلات العادية لأنها مرغوبة)، وأوضح أنه أحيا حفل (جرتق) في الأيام ا

        لمنصرمة بنادي الضباط، لافتاً إلى رغبة الناس في الفنانين لإحياء هذه المناسبة وعن الأغاني التي يقدمها في حفلات (الجرتق)

        قال “جبرة”: (أقدم يا عديلة يا بيضاء، اللول اللول وقمر السبوع).