رئيس الجيش: الحوار الوطني خريطة طريق لبناء أمة سودانية موحدة متمدنة متحضرة
أكد الفريق أول مهندس ركن عماد الدين مصطفي عدوي رئيس هيئة الأركان المشتركة أن مخرجات الحوار الوطني تسهم في بناء سياسة دفاعية وإستراتيجية عسكرية أكثر عمقاً وشمولاً وارتباطاً بقضايا البلاد ، مؤكداً أن التغيرات التي سيحدثها الحوار في البلاد تتيح الفرصة للقوات المسلحة لتنمية القدرات وأداء واجباتها الدستورية على الوجه الأكمل ومواجهة التحديات الماثلة.
وقال سيادته لدي مخاطبته الندوة المنهجية حول (الحوار الوطني خريطة طريق لبناء أمة سودانية موحدة متمدنة متحضرة) لدورتي الدفاع الوطني رقم (28) والحرب العليا رقم(16) بالأكاديمية العسكرية العليا بأم درمان، إن الحوار جاء بإرادة وطنية وتميز بالتحاور والشفافية ومناقشة القضايا المختلفة للاتفاق حول الثوابت الوطنية ، مشيراً لعدد من المهددات والصراعات التي أقعدت السودان طوال الفترة السابقة.
وأوضح سيادته أن نتائج الحوار الوطني ستقود كافة قوى الدولة الشاملة للاضطلاع بدورها ومهامها وتنفيذ إستراتيجية الدولة ، وأشار إلي أهمية الحوار الوطني في إيجاد آلية ونتائج تعين على إعداد الدستور الدائم بمشاركة حقيقية للمجتمع، موضحاً أن الأكاديمية منبر حر يدرس الإستراتيجية الوطنية ومهددات الأمن الوطني وتوصلت للكثير من النقاط المهمة من خلال تحليل الإستراتيجية المحلية والإقليمية.
إلى ذلك قال الفريق بحري ركن محي الدين فتح الرحمن رئيس أركان القوات البحرية إن الحوار الوطني ملأ الأفق وتعلقت به قلوب الأمة ليكون دستوراً دائماً للبلاد وتوافق المجتمع، مضيفاً أن الأكاديمية ظلت متابعة لكافة المتغيرات والمستجدات علي النطاق المحلي والإقليمي لربط منسوبي الدورتين بما يدور من حولنا من أحداث.
وأبان اللواء الركن شمس الدين كباشي إبراهيم مدير الأكاديمية العسكرية العليا أن الندوة تأتي اتساقاً واستشعاراً لمسؤولية الأكاديمية بوصفها منبر أكاديمي حر يهتم بالقضايا الوطنية، مؤكداً اهتمام الأكاديمية بتدريب كبار القادة علي دراسة وتحليل المسائل الكبرى المتعلقة بالأمن الوطني لرفع كفاءة مؤسسات الدولة لحماية الأمن الوطني واتخاذ القرار السليم.
وأضاف أن الندوة جاءت في الإطار المنهجي للأكاديمية ودورتي الدفاع الوطني والحرب العليا، مبينا أن رئاسة الأركان المشتركة تتابع باهتمام متعاظم كل ما يتصل بالندوة تعزيزاً للأهداف المرجوة.
وأشاد بحرص رؤساء لجان الحوار الوطني علي تقديم الأوراق بأنفسهم وتقديم شرح ضافي حول مسار الحوار ومخرجاته.
وتحدث الأستاذ حامد ممتاز الأمين السياسي للمؤتمر الوطني عن فلسفة ومقاصد الحوار الوطني ، وقال إن نشأة الحوار بدأ منذ خلق الإنسان وجاء الأنبياء بالرسالة ، فكان الحوار مع المشير البشير للتأكيد علي رسالة التوحيد وهذه فلسفة الحوار ، فالحوار من الاستقرار والتنازل في حال التنازع لان النزاعات لا تحل المشاكل .
وقال الأستاذ عبود جابر الأمين العام لمجلس أحزاب حكومة الوحدة الوطنية إن الحوار في المقام الأول قيمة دينية متعلقة بمعالجة كافة القضايا الست المطروحة عبر اللجان الست ، وأشار إلي أن لجان الحوار توصلت إلي توصيات سيتم مناقشتها ومن ثم تخرج بمخرجات تلتزم بها كل الأحزاب والقوي السياسية والحركات المسلحة لتنفيذها.
من جانبه قال الدكتور التجاني السيسي رئيس السلطة الانتقالية لدارفور إن الأزمة السودانية بدأت منذ الاستقلال ، واستمراريتها عبر الحقب المختلفة يشير إلي فشل السياسيين والقادة في إداراتها، مضيفاً أن عدم الاستغلال الأمثل للتنوع السوداني بوصفه مصدر للقوة ساهم في رفع وتيرة الاستقطاب السياسي. وأشار إلي عدد من الجهات التي لم يسميها تعمل ليل نهار لتنفيذ أجندة بعض الدول على المستوى الإقليمي والدولي للنيل من وحدة البلاد. وأضاف أذا لم نتحاور ونتوافق بشفافية لوضع حد للتحديات سيكون الوضع أسوء، مؤكداً أن الحوار الوطني يعتبر المخرج الوحيد للازمة السودانية وانتعاش الاقتصاد والتنمية.
وأشار إلى اثر العقوبات الاقتصادية الأمريكية علي الاقتصاد السوداني ورغبة بعض الجهات في أن يستمر الحصار لأجندة خاصة.
وقال الأستاذ كمال عمر الأمين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي وعضو آلية(7+7) إن الحوار الوطني أكبر مشروع سياسي في تاريخ السودان لم تطرحه حتى الأنظمة السياسية التي تدعي الديمقراطية، مؤكداً أن الحوار جاء بإرادة وطنية داخلية ولن نقبل بأن تديره أمريكا أو المجتمع الدولي. وأضاف أن القوات المسلحة طوال الأزمات السياسية ظلت تقدم المهج والأرواح وتحافظ على البلاد، لافتاً لأهمية أن يشمل أي تحول ديمقراطي أو استقرار القوات المسلحة وان تكون جزء أساسي فيه لأنها تتحمل نتائج القرار السياسي. وأبان أن الأحزاب الرافضة للحوار لديها أجندة تتناول تصفية القوات المسلحة ومؤسسات الدولة وفصل الدين عن الدولة ، وهذه نقاط خروجنا من المعارضة ، ولن نسمح بانهيار البلاد. مضيفاً أن المعارضة لا تفرق بين خلافاتها السياسية والوطن وتجلس في أغلب الأحيان مع دوائر استخباراتية لتأزم الوضع علي البلاد.
وأضاف أن الواقع الذي تعيشه دول ثورات الربيع العربي يرجع لعدم وجود معارضة مسئولة تدرك قضايا الوطن، مبيناً أن المعارضة الموجودة الآن جامعها كراهية المؤتمر الوطني دون قضايا البلاد ولو وصلت الحكم بمشروع نداء السودان ستختلف حول السلطة.
وشدد بأن الصيغة التي طرح بها الحوار من شفافية ومعاني يصد الباب والمبررات أمام أي شرعية عمل مسلح ضد الدولة، موضحاً أن الحوار فرصة لتأسيس توافق سياسي حول القضايا والتحديات الماثلة ولم نتكلم عن سلطة انتقالية بل وضع توافقي لوحدة حقيقية للوطن، موضحاً ان لجان الحوار اتصلت مع كافة القوي السياسية والحركات المسلحة دون إقصاء لأحد ولن نيأس من الرافضين وسنتواصل معهم من خلال الثوابت والمخرجات النهائية.
الخرطوم 26-2-2016م(سونا)