هل كان الترابي أكبر من السودان؟ أم أن السودان قد قتله بشكل أو بآخر؟
حسن الترابي: حافظوا على بلدانكم
لا أدري كيف يمكن لي أن أتخيل السودان بلا حسن الترابي؟ المشهد كله يفرّ من أمام عينيّ.. أبحث عن مفكرين إسلاميين ساسة فأكاد لا أجد من حولي أحدا وهذا ما يفاقم الإحساس بالفاجعة.. لم تكن معرفتي بحسن الترابي يوم التقيته لأول مرة في الخرطوم في القصر الرئاسي في احتفالات عيد الثورة في 1999 مبعوثا ضمن وفد فلسطيني من قبل الرئيس المرحوم ياسر عرفات للتهنئة.
لقد فتحت بصيرتي على فهم الدين والعمل من أجله يوم قرأت أول كتاب للشيخ الترابي عن الصلاة، حينها انتقلت إلى إسلام ملك عليّ قلبي وروحي وعقلي، وغادرت فلسطين شابا يافعا لألتقي بإخوة سودانيين في سالونيك باليونان جمعتنا جامعتها لدراسة الطبّ.. كان أولئك السودانيون نموذجا متميزا بين شباب العرب من نظرائهم الإسلاميين.. كانوا هم الأكثر التزاما ووعيا وخُلقا وفهما للدين، ومن يومها أصبحت كتب الشيخ الترابي ومحاضراته محلّ اهتمامي البالغ أقرأها مع إخوتي وأصحابي، نناقشها وندخل معمعة حروبه ضد الجهل والتعصب والفهم السقيم والمتحجر.. وكانت السجون التي تفتح أبوابها من دون حياء ولا خجل أمام العالم المجتهِد المجدِّد تقضّ مضاجعنا لأن الشيخ لم يعُد يحسب لها حسابا؛ فلقد أخذ على عاتقه أن يستخدم كل أدوات العقل والعلم لتفجير الراكد والساكن من مفاهيم وتصورات ليكشف عن روعة الإسلام وقدرة الأمة في تجاوز التحدي الحضاري.
هل كان الترابي ، أكبر من السودان؟ أم أن السودان قد قتله بشكل أو بآخر؟ صحيح أن السودان يزخر بالطاقات الفكرية والأدبية والفنية… لكنها محاصرة لم يكد سناها يغادر وادي النيل، أما الترابي المسكون بالحيوية والوعي فلقد وصلت إشعاعاته إلى العالمين في آسيا وإفريقيا وأوروبا وأمريكا، كان المحاضر المُبهِر والمحاوِر المقنِع والمجتهد الفذ والسياسي التأصيلي متنوّع الثقافات واللغات.. وما كان لأحد من أبناء الأمة وهو يقرأ له أو يتابع جهده، إلا أن يعقد معه صفقة اليد وثمرة الفؤاد زعيما وقائدا لا يُضاهى.
كانت الأمة حاضرة عنده بكل تفصيلاتها، ولم تنزع منه السنون ولا المعتقلات ابتسامته وضحكاته التي تقهر التحدي وترفع من شأن أفكاره سلطانا وعزا.. إذا حدّثك عن شمال إفريقيا أحسست أن الرجل لا قضية له إلا هذه البلدان والتحديات المطروحة عليها، وإذا حدّثك عن العراق ظننته زعيم العراق الغيور، وإذا شرح لك التحديات التي تواجه بلاد الشام ومصر أدركت أن الرجل يعرف بالضبط عناصر الخلل والخطر.. أما إذا طرحت عليه مواضيع الصراع المذهبي والطائفي جاءتك ضحكاتُه ساخرة من الجهل والجاهليين؛ فالرجل فوق الطائفية يركلها بكلتا قدميه ويختزل الزمن كله ليجلس بين يدي رسول الله يستمع منه إلى الوحي الأمين، يتأمل آيات الله العزيز الجبار فتنفتق المعاني عن درر وأسرار تندلق على لسانه البليغ، فلكأنك تستمع إلى القرآن كما لم تستمع إليه من قبل.. ولهذا طالما شن هجومَه على هجر القرآن وبذل جهده ليعود الناس إلى كتاب ربِّهم.. كان مسلما مؤمنا بإسلامه، وممتلئا إحساسا بالمسؤولية في ضرورة القيام بواجب إقامة الدين في حياة الناس.
كان المحاضرَ المُبهِر والمحاوِر المقنِع والمجتهد الفذ والسياسي التأصيلي متنوّع الثقافات واللغات.. وما كان لأحد من أبناء الأمة وهو يقرأ له أو يتابع جهده، إلا أن يعقد معه صفقة اليد وثمرة الفؤاد زعيما وقائدا لا يُضاهى.
في القرآن، وفي الفقه، وفي العقيدة، تقدّم الترابي بيقين المؤمن وبروح المستشرف العرفاني يزيح عن الدين افتراءات المفترين وخرافات المشعوذين وخزعبلات المتنطعين ويجلي القرآن على منبعه الصافي مرجعا الأمر كله إلى المولى عز وجل منزِّها الآيات عن التفسير البشري المهزوز ومنزلها على واقع تضيئه وتهديه..
وكما ترك الترابي كُتباً جمّة دارت جميعُها على محور واحد وهو الحرية الإنسانية في السياسة والعقيدة، فإنه لم ينزوِ في التفكر والتحرير والتأليف، بل كان رجل حياة بمعناها الأوسع، فواجه الحكام، وصادمَ السياسات، وقدّم قوة اجتماعية إلى الوصول إلى الحكم ليُبرز أعظم أفكاره المنطلقة من إيمانه بحرية الإنسان، فأسرع إلى تعظيم شأن حرية التعددية الحزبية، والوقوف مع كل صوت مقاومة في الأمة ضد مشاريع النهب والاستعمار.. وعندما وقع بينه وبعض تلامذته من الجفاء الذي أخرجه من الحكم حيث كان رئيس البرلمان.. لم تكن المبرّرات كافية لانقلاب تلامذته الذين رعى تدرّجهم إلى السلطة إلا أن يكونوا قد خيروا بين أمرين: إما ذهاب السودان أو التخلص من الترابي زعيم الحركة الإسلامية العربية وأخطر مجددي الاسلام، فكان أن اختار الحكام إبعاد الشيخ وإبعاد اجتهاداته عن الحُكم.
وكما كان السيد فضل الله مقاتلا ضد الطائفية والتمزق المذهبي، وواجه في محيطه انتقاداتٍ وهمهمات لمن طاب له التعيّش على الطائفية، فكان يصدع بمقولته الصافية “إنني مجتهد إسلامي ولست مصنفا على طائفة أو مذهب”، كان العلامة الشيخ الترابي يدعو إلى تجديد بناء الأمة على أصولها الحقيقية والتي تنطلق من القرآن الكريم بعيدا عن الواقف المسبّقة في التمذهب.. فكانت وحدة الأمة هدفا عظيما يندفع الترابي نحوه متخففا من كل أسباب الفرقة.. وهكذا يتحلى فيه بُعدٌ آخر بعد بُعد الحرية وقيمتها، فكانت الوحدة هي لغته وخطابه: وحدة الأمة ووحدة شعوبها ووحدة أداة المقاومة والفعل فيها.
لا يمكنني وأنا اقترب من نهاية المقال إلا أن أذكر للشيخ الترابي حبه العالي لفلسطين وانشغاله بتفصيلاتها، ولقد كانت تدخلاته قوية في الشأن الفلسطيني، فلطالما نبَّه القادة الفلسطينيين إلى أن وحدة صفهم هي المؤهل الطبيعي لوجودهم وانتصارهم، وكانت الكلمات مفصّلة لم يلجأ فيها إلى رشد عام أو نصح مرسل، بل كان يخاطب أبناء حماس بما عليه عمله ويخاطب الجهاد الإسلامي بما يجب عمله تجاه وحدة الصف.. فكان بذلك محل الحب والمودة من قبل كل الفلسطينيين من الرئيس عرفات وقادة العمل الوطني الفلسطيني جميعهم وكانوا يعتبرونه شيخ الثورة الفلسطينية وناصحها والأمين عليها.
كان العلامة الشيخ الترابي يدعو إلى تجديد بناء الأمة على أصولها الحقيقية والتي تنطلق من القرآن الكريم بعيدا عن الواقف المسبّقة في التمذهب.. فكانت وحدة الأمة هدفا عظيما يندفع الترابي نحوه متخففا من كل أسباب الفرقة..
في لقائنا به حيث كان عائدا من ولايات عدة جابها لينشر فكرته في الحكومات اللامركزية والانتخابات الإقليمية والبرلمانات الإقليمية، كان متعَبا وصوته قد بحّ، ولكن ضحكاته وابتساماته تسحب من المتلقِّي كل شعور بالقلق.. قال لنا يومها بينما كان يكرِّم الرئيس البشير في حفل أقيم في القصر الجمهوري “إن السودان سيقدِّم بعون الله نموذجا متميزا من الحرّيات والتعدّدية السياسية لم يشهده العالم”.. قبّلت جبينَه وانحنيت لتقبيل يديه فرفع رأسه وهو يكرر “الله اكبر، الله اكبر” ويحتضنني.. أحسست بخوف قاتل: هل يمكن ان يستمر مشروع الترابي؟ عدتُ إلى السودان بعد 15 سنة أبحث عنه وأنا المتابع لكل أخباره وأقواله والحروب التي تشن عليه.. ولكن حيل بيني وبينه، فعدت من السودان مع إحساسي بكرم أهلها وطيب معشرهم، لكن بحسرة على عدم اللقاء.
كما قالوا في الأمثال: الأعمال بخواتيمها.. بعد عاصفة الربيع العربي الذي عرّى ستر بلداننا وفسخها في العراق وسورية وليبيا ومصر وتونس.. أدرك الترابي أن الخطر يمكن أن يعصف بالسودان فأطلق صيحاته بضرورة الحوار الوطني والتعاون مع النظام رغم ما يظنه البعض من جفاء بينهما.. دعا الترابي إلى حوار جامع مع كل السوادنيين بما فيهم المقاتلين، للخروج بدستور وبرامج للنهضة بالسودان الحر والسيد يتمتع فيه كل الأطراف بالحرية والكرامة، ودوى بصيحته للسودانيين والعرب والمسلمين: “حافظوا على بلدانكم”.. تولانا الله برحمته.
صالح عوض
بوابة الشروق الجزائرية
لا والله بل السودان أكبر من الترابى وكل الكيزان الأقزام لذلك قسموهوا لتفصيل وطن مقاسهم أخاف أن استمروا فى الحكم إلا تتعدى مساحة الوطن مساحة الخرطوم
نبشرك بان السودان سوف يكون افضل مما كان عليه في زمن الترابي ،، كلم ناس زعيط ومعيط معاك حتى لا يمرضونا بنفاقهم
هههههههههههههه قويه
من انتم حتي تتحدثون عن شيخ حسن انتم لافكر لاثقافة لامعرفة بالدين حقد وحسد الله يشفيكم الكاتب اعلاه ليس سودانيا ولاتربطة صلة قرابة بالشيخ ولكنه سرد حقيقة عن شخصية الترابي بكل دقة اما انتم المعارضة لكل جميل اعمت عيونكم واصبحتم معارضة من اجل المعارضة وجدال بلا فهم
حقد وحسد على من يستهزئ بدين الله والرسول صل الله عليه وسلم ،، وكفره علماء السودان واتهموه بالزندقة ،، دي قوية يا راجل.
والله عندهم حق زنديق الترابي ليش النفاق هو بيستهزئ بل دين وبي الرسل
قديما قيل ان ( زامر الحي لا يطرب) لذلك ظلت عقول بعض ابناء السودان مغلقة ومغلفة عن ما يقوله الترابي ليل نهار ..
رحم الله شيخ حسن رحمة واسعة فالحمد لله اقلام العالم تتحدث عن علمه وافضاله اما نحن فلا علم ولا عمل بل ولا صبر على عامل اعوذ بالله من سخط الله .
زامر الحى عندما يفرتق الحى ويفقر الحى ويزرع القبلية والعنصرية بين سكان الحى يبقى اسمه مدمر الحى وليس زامر الحى كل الذين يكتبون من التنظيم العالمى هم من استفاد من مقدرات البلد التى حرم منها مواطنيها حتى جف الضرع هذا زأمر التنظيم وليس زأمر السودان يا سادتى الدين ليس شعارات ترفع او كتب تطبع او تنطيم ماسونى الدين فى إحسانك لمواطنيك وتوفير لهم سبل العيش الكريم والعفة والتعليم والصحة يا سادة أهلنا قديما قالوا الدين فى العجين
كان بلدنا آمنا قبل أن يطل علينا هذا الترابي
هذا الرجل يكت بلا وعي ولا يدري ما يكتب
ماذ1ا قدم الترابي ليعد استثناء
لو تقصثد هذه الآراء المثيرة في الدين فهي يا أخي منقولة ..ولم يأت بجديد .. سبقه آخرون
أما في السياسة فقد جاءنا بردة سياسية أدخلت البلاد في هذا النفق المظلم
السودان أكبر من الترابي ولكن الترابي أيضآ عالم وله مكانته والترابي رحمه الله لم يدمر السودان يا خلق إفهموا هذه من دمروه هم الآن في الحكم لا تكونوا جهلاء بما يجري في داركم ويحدثكم عنه غريب إفهموا أيها الشعب السوداني الفضل كما قيل زمان أبوعاج يقول أيها الشعب السوداني البطل والآن نقول أيها الشعب السوداني الفضل أنا لست شعبيآ ولا أنتمي إلى حزب وإنما إتجاهي واحد خليكم فاكرين مصدر الغلغلة من هم وأنتم تعرفونهم جيدآ
رحمك الله يا شيخ حسن
السودان اكبر من كل رموزه الحاليه والسابقه
السودان بلد عالى سامى سامق يسع الجميع رغم الاختلاف يجمع ويسع رغم التنوع يظل يسع الجميع بتشكيل ازهى لوحه
لا نقول شى للكاتب غير حشرك الله مع الترابى وزمرته .. بس قول امين
اتذكرون مذكرة العشرة ؟ الترابي ضحية . تعرض لتشويه سمعته بواسطة هؤلاء العشرة . عانى كثيراً . لم يقل لهم كلوا مال الشعب السوداني . اصبحت كل اخفاقات الحكم في السودان تنسب اليه . حرام عليكم . اما ما يسمى بفتاوى الترابي فهي ليست فتواى وانما اراء فقط تتحمل الصواب والخطأ كما صرح هو بنفسه . فلا تظلموا الرجل واسألوا الله له المغفرة والرحمة .
السودان اكيد اكبر واكبر من كل الرموز المزيفة