البشير يحذر أهالي شرق دارفور من مغبة أخذ القانون باليد
حذر الرئيس السوداني عمر البشير مواطني ولاية شرق دارفور من مغبة أخذ القانون باليد، وأكد مجددا عزم الحكومة على نزع السلاح من أيدي المدنيين، وذلك في أكثر ولايات دارفور التي تعاني من النزاعات القبلية.
ويعد النزاع بين قبيلتي الرزيقات والمعاليا بشرق دارفور من أطول النزاعات القبلية بالإقليم حيث أندلعت أول شرارة له في العام 1966 بسبب الصراع حول أراضٍ “حاكورة” يدعي الرزيقات ملكيتها، بينما يتمسك المعاليا بأحقيتهم في الأرض.
وسقط جراء القتال بين القبيلتين العربيتين المئات من القتلى والجرحى، وكان آخر فصوله العام الماضي.
وجدد البشير لدى مخاطبته حشدا بالضعين عاصمة ولاية شرق دارفور في خاتمة جولته بالإقليم، الثلاثاء، تأكيده على المضي قدما في الخطة التي التي أعلنها بنزع السلاح من يد المدنيين طوعا قبل إعمال الخطة بالقانون.
وأكد الرئيس أن السلاح سيكون وفقا لهذه الخطة في يد القوات النظامية فقط، وكل من لديه حقوق عليه اللجوء للأجهزة الحكومية بما فيها الشرطة والقضاء لرد الحقوق.
وحث المواطنين على عدم قتل النفس، مشيرا إلى أنه رغم النزاع القبلي القديم في المنطقة إلا أن الناس كانوا في حقبة الستينات من القرن الماضي يتمتعون بـ “نفوس طيبة”.
وأقر البشير بأن شرق دارفور تحتاج إلى عناية خاصة باعتبارها ولاية وليدة، ووعد بتوفير المياه والكهرباء والطرق، فضلا عن نشر خدمات التعليم والصحة، ونبه المواطنين إلى ضرورة المساعدة في حفظ واحلال الأمن “لأن التنمية لا تأتي إلا بالأمن والسلام”.
وطالب مواطني شرق دارفور بالحرص على التصويت في الاستفتاء الإداري المقرر الشهر الحالي لتحديد الوضع الإداري لدارفور، إما اختيار نظام الإقليم أو الإبقاء على وضع الولايات الراهن.
حركة مناوي: استفتاء دارفور مؤامرة لتكريس الصراع العرقي
من جانبه قال أبوعبيدة الخليفة مساعد رئيس حركة/ جيش تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي للشؤون السياسية إن جرائم التطهير العرقي والابادة الجماعية التي ارتكبها البشير في دارفور تعتبر “جريمة عصر وشعب دارفور لن ينازل من ملاحقته قانونياً عاجلاً أم آجلاً”.
وأكد الخليفة في تصريح ان النظام في أضعف حالاته وما يدعيه من قوة عسكرية “وهم كبير” وأفاد أن الاستفتاء ما هى إلا تمثيلية للاستمرار في الإبادة الجماعية والتطهير العرقي.
وأشار إلى استمرار الحرب في دارفور، حيث تعرضت المناطق غرب “فنقا” صباح الإثنين، للقصف الجوي وراح ضحيته عددا من المدنيين مقللا من دعاوى الحكومة بإنهاء التمرد في دارفور.
وتابع الخليفة “حركات التحرر الوطني لم تعد قوة عسكرية فحسب بل مشروع تحرر وقيم ومفاهيم تبناها كل الشعب السوداني”.
وحيا مظاهرات النازحين في المعسكرات التي تزامنت مع زيارة البشير، وقال “إن الصراع السياسي السوداني لا يمكن حسمه بالخطب السياسية والتزوير وشراء الذمم بل بمحاسبة مجرمي التطهير العرقي والابادة الجماعة وإعادة الديمقراطية وإفشاء الحريات وتحقيق العدالة الاجتماعية والاعتراف بالآخر”.
سودان تربيون