إبراهيم الشيخ .. الحكومة تحاربني بالضرائب ومن قبل فرضت عليّ (59) مليار جنيه ضرائب وسجنت في كوبر لحين السداد
لن تحتاج لكثير عناء للوصول إلى منزل رئيس حزب المؤتمر السوداني السابق إبراهيم الشيخ بضاحية حي المزاد ببحري، أي شخص تسأله يدلك على منزله دون تردد باعتبار الرجل أحد رموز الحي، وأول ما لفت انتباهي وأنا أدلف لمنزل الرجل التجمهر الكبير للرجال والنساء أمام باحة منزله الأنيق في انتظار خروجه ليتصدق عليهم.
(آخر لحظة) جلست معه وأجرت معه حواراً مطولاً طرحنا من خلاله حزمة من التساؤلات حول قضايا الساعة فجاءت إجاباته واضحة وشفافة فإلى مضابط الحوار:
حوار: فاطمة أحمدون -تصوير: سفيان البشرى
< إبراهيم الشيخ هل المعارضة بخير؟ -نعم بخير ولكن لا أستطيع أن أدعي أنها لا تعاني من بعض الإشكاليات. < ما هو تشخيصك لأسباب ضعف المعارضة؟ -التجزئة وعدم القدرة على التوحد. < يبدو أنكم غير راضين عن ما يحدث داخل المعارضة؟ -ليس هنالك شك بأننا غير راضين عن أداء المعارضة ولكننا لسنا يائيسن تماماً لحد الهزيمة والإحباط الكامل ونبذل جهداً مقدراً لرأب الصدع بين أطراف المعارضة. < هناك تقارب بينكم والصادق المهدي رغم أنكم كنتم أكثر من يختلف معه ويتصدى لأفكاره داخل التحالف؟ -التباين وارد في العمل السياسي، صحيح أننا اختلفنا مع المهدي عدة مرات في تعاطيه مع بعض القضايا، ولكن الآن أصبح هناك تقارب بيننا في وجهة النظر والتقينا معه محاور منذ اتفاق نداء السودان. < واضح أنك تثق في الإمام الصادق المهدي ومتحمس لاتفاق نداء السودان؟ -المهدي هو الضمان الأكبر ودعوته لنداء الوطن قد وجدت الآن صداها في الشارع، والانتفاضة قادمة وهناك مؤشرات كثيرة على أنه جاد جداً وسنعمل معه كتفاً بكتف. < المعارضة متهمة بالوقوف خلف أحداث الجامعات الأخيرة بالرغم من أنكم فشلتم في تحريك الشارع؟ -العمل الطلابي ليس بعيداً عن المعارضة، وداخل الجامعات هناك المنتمون لهذه الأحزاب، ولكن الجماهير ليست قاطرة تملك المعارضة مفتاحها لتحركها كما تريد. < تعتقد أن الظروف مواتية لحدوث الانتفاضة؟ -الظرف الموضوعي قائم، الأسعار مرتفعة والمعيشة صعبة وانتشار الفساد، ولذلك أنا أقول إن الانتفاضة قريبة جداً وقادمة. < بصراحة ألا تتفق معي في كون الشارع فقد ثقته تماماً في المعارضة لإحداث انتفاضة؟ -هذا الحديث يقال في إطار محاولة كل طرف بإلقاء اللوم على الطرف الآخر، فلماذا لا يأتي التغيير من الشارع وينتظر المعارضة رغم حالة الغليان و... < مقاطعة: أستاذ إبراهيم أعتقد أن المعارضة تحتاج لمراجعة أدائها؟ -المراجعة موجودة ودائماً ما نحاول أن نبحث عن الحلول والبديل. < يبدو أنكم ستديرون ظهركم من الذين لا يوافقون على نداء السودان وربما تغادرون التحالف؟ -نعم بالطبع لن نركض خلف السراب، فإما الاتفاق على مشروع وطني واحد هو نداء السودان، أو الفراق بإحسان. < مبارك الفاضل أيضاً أدار ظهره لكم وفقدته المعارضة؟ -مبارك الفاضل منذ أن غادر منصبه في القصر لم يمارس عملاً معارضاً وحصر نفسه في الصراع مع الصادق المهدي للوصول لرئاسة حزب الأمة، ولذلك المعارضة لن تفتقده لو عاد للحكومة غداً أو بعد غدٍ. < يبدو أن مبارك سيلعب في خانة الوسيط خلال الفترة القادمة بين الحكومة والمعارضة؟ -الحكومة تتوهم أن مبارك الفاضل لديه علاقات خارجية وأن بإمكانه أن يسوقها وأن يلعب دور الوسيط، وكذلك تعتقد أنه يمثل وزنة لغياب الإمام كونه حفيد المهدي. < وما رأيك أنت.. هل ينجح في أن يصبح بديلاً للإمام؟ -فرصته ضيقة وكما قال له حسن إسماعيل في مقاله فرصته تنحصر في إقامة تحالف مع ابن عمه الصادق الهادي (القيادة الجماعية)، وأنا من قبل جلست معه ونصحته بأن يكون عضواً فاعلاً بحزب الأمة حتى يتبوأ مقعداً مقدراً، وأنه لا توجد سفينة يقودها ربانان ولن يتمكن من الإطاحة بالإمام ولن يتمكن من الوصول لرئاسة الحزب كون الإمام صاحب خبرة وتجربة وله قدراته السياسية بجانب حب القواعد الكبير له. < يقال إن مبارك سعى للتقارب مع النظام بحثاً عن موطئ قدم؟ -مبارك الفاضل مغامر كبير ويظن أن بإمكامه اللعب على الحبال وبهلوان ولكن هذه المرة سقوطه مؤكد. < ما موقفكم من المذكرة التي تطالب بحكومة تكنوقراط يرأسها البشير؟ -نحن في المؤتمر السوداني لم نتدارسها ولكننا نعتقد أنها خطوة إيجابية وانتقال من مرحلة الصمت إلى المبادرة، ونتفق معها في القضايا التي تناولتها، لكن نختلف معهم في نقطة واحدة هي أننا نطالب بأن يذهب النظام تماماً. < ملف حلايب بلغ درجة من التصعيد، في رأيك كيف يجب أن يتم التعامل معه؟ -نرجح الحل الأخوي مع الإخوة المصريين أو ترفع للمحكمة الدولية للفصل فيها، ولا بد من حسم الملف سلمياً مع مصر. < زيارة مرتقبة لدينق ألور، هل ينجح في التوصل لاتفاق مع الحكومة حول أسعار مرور البترول؟ -دينق ألور كان وزيراً لخارجية السودان الموحد، وأعتقد أنه سيتمكن من نزع فتيل الأزمة وإدارة الملف، ومن جهة أخرى على الحكومة أن تراعي انخفاض أسعار البترول عالمياً وتعيد النظر في سعر مرور بترول الجنوب وتتعامل مع الإخوة الجنوبيين بعدالة. < الحكومة هددت بأخذ نصيبها عيناً؟ -الحديث عن أخذه عيناً يعني أن الحكومة تحاول أخذه بالزندية، يعني (تقلع قلع)، وعلى الحكومة أن تنتبه إلى أننا في حاجة لبترول الجنوب وحل مشاكل الحدود التي تعيق كثيراً من المصالح والمعاملات بين الخرطوم وجوبا. < لاحظت خارج منزلك صفوفاً من أهل منطقتك يقال إنك تعول بعض الأسر وتنفق في سبيل كسب القواعد والتأييد لحزبك؟ -لا علاقة لحزبي بذلك، أنا قبل إنشاء الحزب أقوم بواجبي تجاه المهمشين، وأفعل ذلك من باب انحيازي لقضايا المهمشين. < حصر الإنفاق على منطقتك بالنهود دليل كافٍ على أنك حاولت الاستقواء بقبيلتك؟ -لا ليس كذلك، البداية كانت من هناك لكني توسعت في نشاطي ليشمل أجزاء من دارفور، وهذا الإنفاق أرجعه لطبيعتي الشخصية، في إحدى المرات صليت الجمعة بمسجد إحدى القرى وكان سقف المسجد يكاد يلامس رأسي، وعقب الصلاة قررت بناءه، هذه الحكومة تتخذ من المساجد منابر لها ولكنها لا تشيدها. < برغم علاقتك المتوترة مع الحكومة إلا أنك منحت توكيلاً لشركة جياد وأعمالك التجارية تتوسع؟ -أبداً أنا ما عندي توكيل جياد والحكومة رفضت ذلك وهي تحاربني بالضرائب، ومن قبل فرضت عليّ (59) مليار جنيه ضرائب وسجنت في كوبر لحين السداد. < ولكن الواقع أنك ما شاء الله...؟ -أجاب مقاطعاً: الحكومة تحاول ولكنها لا تملك أن تعز من تشاء وتذل من تشاء، وأنا أصلاً أعمل في مجال تجارة الحديد. < وماذا عن أسواق أم درمان؟ -أشتريتها عبر صديق وهذه الشائعات حول ثروتي (بقت بايخة). < ما زلت تخطف الأضواء رغم وجود شخص آخر على رأس الحزب؟ -عمر الدقير موجود ملء السمع والبصر، كل ما في الأمر أن الإعلام يصنع النجوم ولا يرضى لهم بديلاً. < حسب دستور حزبكم، لن يتم ترشيحك ولا الدقير مرة أخرى لرئاسة الحزب، بصراحة لا نرى صفاً ثانياً جاهزاً لتولي رئاسة حزبكم؟ -لدينا قيادات مؤهلة وسنقدم قيادة شابة للمرحلة القادمة.اخر لحظة