أموال عربية تحرك أندية كبرى لكرة القدم الأوروبية
يختلف تعامل المستثمرين العرب مع الأندية الأوروبية التي ينشطون فيها. فهناك منهم من لا يتدخل أبدا في الأمور الكروية، وهناك من ينتقد ويقيم، ومنهم من أصبح رمزا لفشل الاستثمار الأجنبي في الكرة الألمانية.
قد تكون ألمانيا وتركيا استثناء بالنسبة للمستثمرين الأجانب، خصوصا من دول الخليج والصين. فهؤلاء يشترون حاليا أسهم أندية كروية في معظم دول القارة الأوروبية. إلا أن قوانين البلدين المذكورين، مثل قانون 50 في المائة زائد واحد، تحول دون وقوع الأندية الألمانية أو التركية في أيدي هؤلاء المستثمرين بالكامل.
وتقول مجلة كيكر الألمانية في عدد الإثنين (20 يونيو/ حزيران 2016) إن ما يهم بعض ملاك الأندية هو “الأنا”، أي الشعور بالمكانة، بينما يهتم البعض الآخر بالدعاية، لكن العديد من المستثمرين يركزون على الاستثمار نفسه خصوصا في الدوري الإنجليزي لكرة القدم “برمييرليغ”، حيث تكون مبالغ حقوق البث التلفزيوني بالمليارات.
الشيخ منصور بن زايد (45 عاما) هو واحد من الأبناء التسعة عشر للراحل الشيخ زايد بن سلطان أول رئيس لدولة الإمارات العربية. وقد اشترى بن زايد نادي مانشستر سيتي الإنجليزي عام 2008. وفي نفس العام قام بالشراكة مع أغنياء في الإمارات العربية بإنقاذ بنك باركليز المترنح، الاسم الراعي للبرمييرليغ. وبعد ذلك بعامين باع بن زايد أنصبة بالبنك فحقق أرباحا بمستوى 2.5 مليار يورو.
وإضافة إلى مانشستر سيتي تملك مجموعة “سيتي غروب” لكرة القدم أندية أخرى في نيويورك وملبورن، ويوكوهاما، وقريبا ينتظر أن ينضم إليها ناد من الصين أيضا. وقال بن زايد ،حسب ما نقلت مجلة كيكر “إنه سوق في منتهى الأهمية بالنسبة لنا.”
وبالنسبة لمنصور بن زايد فإن مانشستر سيتي هو أهم الأندية في مجموعته. ورغم أنه يحدد توجهات النادي الإنجليزي إلا أنه لا يتدخل إطلاقا في المسائل الكروية. ومن غير المتوقع أن يتدخل أيضا عندما يتولى غوارديولا رسميا إدارة فريق كرة القدم بداية الشهر المقبل.
الخليفي ينتقد لوروان بلان
ويمتلك رجل الأعمال القطري ناصر بن غانم الخليفي، نادي باريس سان جيرمان الفرنسي. وخلافا لمنصور بن زايد يعلق الخليفي على نتائج فريقه، حيث قال مؤخرا في تصريحات لصحيفة “لو باريزيان”: إن الموسم المنصرم لم يكن جيدا: “بصراحة أعتقد أننا فشلنا هذا الموسم رغم ما حققناه من بطولات جديدة على المستوى المحلي.”
وكان سان جيرمان المرصع بالنجوم مثل إبراهيموفيتش وكافاني وغيرهم، قد حسم لقب الدوري مبكرا جدا، كأول ناد من أندية القمة في أوروبا يفوز بالبطولة المحلية ثم فوزه أيضا بكأس فرنسا، لكنه واجه صعوبات أمام مانشستر سيتي في دوري أبطال أوروبا. ويبدو أن الخليفي كان يريد التفوق أوروبيا “لم نحقق أهدافا على المستوى الدولي، ولذلك فهذا الموسم سيء. أنا هنا منذ خمس سنوات وهذه هي أول مرة نشعر فيها بالفشل”، يقول الخليفي.
ويحمل الخليفي المدرب لوران بلان المسؤولية في أنه “لم يجهز اللاعبين من الناحية الذهنية”، وينتقد نفسه أيضا ويقول: “كلنا مسؤولون عن هذا”. وتقول وسائل إعلام إن الخليفي حاول إقناع نيمار بالانتقال إلى الفريق مقابل 40 مليون يورو كراتب سنوي.
وبالنسبة للمدرب بلان فقد انتهى عقده وزمنه في سان جيرمان، ويبحث الخليفي عن مدرب جديد، وقالت وسائل إعلام إن مدرب إشبيليه الإسباني أوناي إمرى قد يكون أول المرشحين.
فشل في ألمانيا
وفي سويسرا اشترى المستثمر السعودي منقذ اليوسف (47 عاما) هذا العام أكثرية الأسهم بنادي فولن السويسري، الذي تأسس قبل أكثر من مائة عام. ويمتلك اليوسف علاقات مع نواد كروية مختلفة في أوروبا وكان قد أعلن أنه من عشاق برشلونة الإسباني.
بالنسبة لألمانيا خاض المستثمر الأردني، حسن عبدالله إسميك، تجربة مع نادي ميونيخ 1860 لم تكن ناجحة. ويقول الخبير الاستثماري شتيفان زون إن الخوف من المستثمرين الأجانب في الدوري الألماني يستند دائما إلى ما حدث مع ذلك النادي. وقد تكون الأمور قد سارت بشكل خاطيء من طرف النادي أيضا، حيث لا يعود كل فشل إلى المستثمر وحده، كما يلاحظ زون.
DW