منوعات

بالفيديو .. “الطريقة الكركرية”.. تدعي نسبها لسيدنا جبريل وتبتغي الوصول إلى الله وملابسها “غريبة”

مع بدايات القرن الثالث الهجري بدأت الحركات الصوفية في الظهور مع مناداة البعض بالزهد والتوقف عن الصراعات والعودة إلى الله، وكانت في بداية انطلاقها حركات فردية ثم صارت طرقا ومشايخ كبار يقصدهم الناس لقاء حوائجهم بما اشتهروا به من زهد وورع، حيث يمتلئ التاريخ الإسلامي بعلماء انتسبوا للتصوف، مثل شمس التبريزي، جلال الدين الرومي، والإمام أبو حامد الغزالي، والعز بن عبد السلام، وبن عطاء السكندري، والمرسي أبو العباس والسيد البدوي، وغيرهم مئات من العلماء والشيوخ.

ويضم مصطلح الصوفية العديد من الطرق بين طياته فهناك القادرية والشاذلية والنقشبندية والرفاعية والأحمدية البدوية والدسوقية والكركية والعروسية والخلوتيه، فمصر فقط بها ما يفوق عن 70 طريقة صوفية.

وتنتشر الطرق الصوفية في مختلف دول العالم من الهند إلى مصر للمغرب وأسبانيا الأندلس سابقا وتركيا والعديد من دول العالم، ولكل دولة طريقة أساسية تشتهر بها والباقي تكون طرق ثانوية يعتنقها بعض المريدين، وكل واحدة شيخها وأعلامها وكتبها والكرامات الموروثة من مؤسسيها، بحسب ما جاء في موسوعة الطرق الصوفية، ومواقع الطرق الصوفية المختلفة.

وتستعرض «المصري لايت» طريقة صوفية كل يوم، من بينها «الكركرية» لتي نستعرضها في الحلقة الثانية اليوم.
لا تمتلك الطريقة الكركرية العديد من المريدين والمشايخ في مصر، لكنها تظهر بالتأكيد بخيام وصوانات كبيرة في الموالد الشهيرة بمصر، وخاصة مولد الحسين والسيدة زينب والسيدة نفيسة والسيد البدوى وإبراهيم الدسوقي، تحديداً حيث يتواجد مريدي الطريقة غير المعتمدة من المجلس الأعلى للطرق الصوفية في مصر.

وتنتسب الطريقة الكركية إلى الشيخ محمد فوزي كركري المغربي، وهو موطن الطريقة الأصلية، وتجمع الطريقة عدة مباديء أساسية منها أن تعبد الله كأنك تراة، وهو ما يسموه الجمع بين العبادة والشهود، مستشهدين بالحديث الشريف «أن تعبد الله كأنك تراه» وبين لسلوك لذلك يعتقد مريديها أن أفعال الشريعة المطهرة سر ملكوتي وقبضة نورانية تجمع العبد على مولاه وتنسيه كل ما سواه.

يرتدي مشايخ، ومريدي الطريقة ملابس غريبة عبارة عن عبائة تجمع عدة ألوان مختلفة من الأحمر للأزرق للأصفر، وهو الملبس المميز لرواد الطريقة فى كل دول العالم والأماكن التي تنتشر بها، ويحضر به مريدي الطريقة الحضرة أو الخلوة.
ويقوم منهج الطريقة على أثنين «الخلوة والحضرة»، وهما أساس الطريقة فيقول محمد فوزي الكركري شيخ الطريقة، في شأن الحضرة: «هي أبسط إشارة من إشارات القوم -رضوان الله عليهم- وما بعدها أعظم منها، يحسبها الجاهل بالمعنى رقصًا على مغنى، وما درى أن مريد وجهه الكريم نال فيها المقام الأسنى، وأدرك ما تمنى، إن الحديث عن الحضرة (العمارة) أو الرقص الصوفي، حديث شجي ذو شجون، لا يسعنا في هذا المقام إلا أن نمر عليه مرور الكرام ذلك أن المسألة ذوقية بالأساس، ولا يمكن للعبارة أن تحيط بالإشارة».

وعلى الرغم من رفض الطريقة الشاذلية الأم التأكيد على تبيعة الطريقة لها، إلا أن شيخها يؤكد أن الطريقة يتصل سندها بالنبي صلى الله عليه وسلم مروراً بالإمام الشاذلي، ويعتقدون أن السند المتصل من خصائص الأمة الإسلامية وعلامة صحة الإسناد في السلوك إلى رب العالمين وجود النور المحمدي فيه.

وتدعي الطريقة في كتبها وعلى موقعها الإلكتروني، الإنتساب إلى 48 قطبا ورمزاً تبدأهم بسيدنا جبريل، وصولاً لسيدنا محمد، ومن بعده الإمام علي، ثم سيدنا الحسن، وبعده أبى محمد جابر عبدالله الشيخ، وبعده سعيد الغزواني الشيخ، وصولاً لأبى الحسن الشاذلي، ومن بعده المرسي أبوالعباس، وبن عطاء السكندري، وهم ما تدعي الطريقة نسبهم إليهم وصولا إلى شيخها الحالي محمد فوزي الكركري، الذي ورثها عن والده وجده الطاهر والحسن الكركري.
وتتميز الطريقة بأنها تجمع جميع مدارس التصوف ومشاربه، فتجد فيها تصوف الفقيه، وتصوف العابد، وتصوف المنطقي والحكيم والطبيعي، كل واحد يجد فيها مشربه الذي يلائمه، ووفقا لشيخها، فهي بداية والتلاشي في نور الحبيب والحصول على توحيد الجمع، ونهايتها، وإن كانت لا نهاية الوصول إلى اسم الله الأعظم، ومن الأهداف الكبرى التي تضعها الطريقة أمام عينيها وتبتغي تحقيقها هو الوصول إلى الله تعالى والتحقق من معرفته المعرفة القلبية على بساط الشهود والمشاهدة.

وتنتشر الطريقة في المغرب وتونس والجزائر وبعض الدول الإفريقية والقليل في مصر والسودان، لكنها تمتلك انتشار ومراكز هامة فى أوروبا وخاصة هولندا وبلجيكا وفرنسا، ورغم ذلك فتحظى أيضا برفض وإستنكار كبير من قطاعات كبيرة في المغرب بسبب أفكارها وطريقتها في الذكر وملابسها.

لمشاهدة الفيديو أضغط هنـــا

المصري اليوم

تعليق واحد

  1. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    اشهد أن ﻻ اله الا الله أشهد أن محمداً رسول الله
    والله ثم والله ثم والله إن هذا العمل ﻻ يمت للدين الإسلامي بصلة
    أسأل الله الهداية لهم