العاصمة تغرق والجيش يتدخل
غرقت الخرطوم في محيط من البرك والمياه الراكدة في أول امتحان خريفي جدي عقب سقوط للأمطار أمس.
وضربت العاصمة أمطار غزيرة استمرت نحو أربع ساعات تخللتها رياح قوية ومعدلات عالية في الخرطوم بحري تجاوزت الـ (30) ملم وفي أم درمان 22 ملم وفي الخرطوم (18) ملم, فيما تحول سكان الولاية إلى الشوارع في محاولة يائسة للتخلص من المياه وتصريفها، وسط انعدام تام للمصارف وفشل الموجود في تصريف المياه الغزيرة.
وعجزت في ذات الأثناء جميع مصارف المحليات عن تصريف المياه، وتكدست المياه في الشوارع والميادين والطرقات بصفة كارثية، مما أعاق حركة المواطنين والسيارات, وأظهرت جولة لـ (الإنتباهة) فشل مصارف الولاية في تمرير المياه التي اكتظت على جنبات الطرق وغطت الأسلفت تماماً في كثير من شوارع العاصمة.
وبالمقابل شكا مواطنون في كل مواقف المواصلات من توقف حركتها بنسبة كبيرة, واستنجد آخرون بالرئاسة ودعوها للتدخل وإعلان حالة الطوارئ بالعاصمة خاصة مع دخول فصل الخريف بقوة, ودعوا كذلك المجلس التشريعي لاستدعاء حكومة الولاية وفتح تحقيق في الأموال التي صرفت من قبل المحليات في تشييد المصارف. وفي غضون ذلك كشفت جولة بجزيرة توتي عن ارتفاع عالٍ لمنسوب النيل حول الجزيرة, وقال مواطنون في توتي للصحيفة إن الجميع في حالة استنفار تحسباً لارتفاع جديد مع سقوط أمطار أمس.
وفي سياق متصل اجتاحت سيول عاتية شرق الولاية قادمة من منطقة البطانة لتجرف الجسر الشمالي لمدينة الصحافيين مما عزل المنطقة تماماً, بينما وقعت خسائر فادحة بمنطقة (مرابيع الشريف) مما دعا لتدخل سلاح المهندسين بالقوات المسلحة الذي أوفد آليات للمساعدد في المنطقة، كما ارسل سلاح المهندسين آليات أخرى للمساعدة في جزيرة توتي.
وفي ذات السياق وجهت حكومة ولاية الخرطوم بضرورة الوقوف على التعزيزات التي تمت للجسور الواقية من الفيضان عقب الأخبار التي تحدثت عن زيادة كبيرة متوقعة في مناسيب النيل، ووجه الوالي بأن تعمل غرف العمليات ونقاط الارتكاز والمراقبة على مدار الساعة، وتعزيز المناطق الضعيفة والاحتياط بكميات وافرة من الجوالات والردميات.
الانتباهة
نفس الملامح والشبه. حسبي الله ونعم الوكيل