لم يتركوا للشيطان فرصة؟!

وقبل أن يدخل الشيطان في التفاصيل وقبل أن يجد له موطأ قدم إنهارت مفاوضات أديس أبابا بفعل شياطين الإنس.. وأعلنت الوساطة الإفريقية رفيعة المستوى تأكيد إنهيار المفاوضات بين الحكومة والحركات الدارفورية والمنطقتين وأكدت على الفشل الكبير في التوصل لإتفاق حول وقف العدائيات وإطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية وأبلغت الوساطة طرفي التفاوض برفع الجولة إلى أجل غير مسمى..
< خارطة الطريق تكون بذلك قد ضلت الهدف ولم تقود إلى السلام المنشود ولم تذهب في إتجاه إقرار تسوية شاملة < الحكومة حملت المسؤولية كاملة للحركة الشعبية ووفدها الذي أفشل المفاوضات بالتعنت في الوصول لإتفاق لوقف العدائيات والوقف الشامل لإطلاق النار وبقية الترتيبات الأمنية التي تقود للتسوية النهائية.. وإتهامات الحكومة للحركة في هذا الصدد صحيحة فالحركات الدارفورية قالتها بطريقة مختلفة وقالها مناوي صراحة أن التوقيع على الخارطة لم يكن بإرادتهم لكنها الإرادة الدولية والضغوطات التي مورست عليهم وهم بذلك لم يأتوا من أجل تسوية شاملة ولكنهم جاءوا من أجل تخفيف الضغط والتكتيك لإطالة الأمد وكسب الوقت.< ماتت أحلام الناس في الوصول إلى تسوية عبر خارطة الطريق التي كانت في الأصل عبارة عن تكتيكات أخرى مضادة. < الأحزاب التي قاطعت ومانعت ورفضت خارطة الطريق من حيث المبدأ كان موقعها أفضل من تلك التي ذهبت للمفاوضات بلا رغبة ولا هدف مدفوعة بإرادة خارجية قد تعيدها مرة أخرى لطاولة التفاوض وشروط أقسى من تلك التي توفرت؟! < حركات دارفور والمنطقتين ليست جادة في الوصول إلى سلام وتسوية شاملة للأوضاع في السودان لأن ذلك ببساطة يعني نهاية هذه الحركات وذهاب ريحها. < المفاوضات المنهارة بسبب المواقف المتعنتة وعدم المصداقية أكدت أن خارطة الطريق لاتقود إلى السلام < إنهارت المفاوضات والشيطان غير مسؤول عن ذلك فهو لم يجد أي فرصة للدخول إلى تفاصيلها.عصام جعفر صحيفة ألوان