رياضية

الكرة السودانية.. من يحمي (الحكام) من جحيم الضرب والإنتقام !!

لا شك ان الأخطاء التى يرتكبها قضاة الملاعب أو حكام كرة القدم أثناء ادارة المواجهات التنافسية تعتبر جزء لا يتجزأ من اللعبة ولايوجد حكم يسلم من الوقوع في الاخطاء فالحكام بشر وقد قال الرئيس السابق للإتحاد الدولي لكرة القدم السيب بلاتر أن أخطاء الحكام جزء من متعة اللعبة. وعلى الرغم من ذلك هناك لاعبون لا يستطيعون السيطرة على اعصابهم ويعترضون على قرارات الحكام بطريقة غريبة تصل الى (الرفس) والضرب مما يفقد اللعبة نكهتها ويحيلها الى حلبة ملاكمة بدلا عن لعبة الشعبية التى اضحت تلعب دورا دبلوماسيا اكثر من السفارات والقنصليات والغريب في الامر ان ظاهرة اعتداء اللاعبين على الحكام استشرت في الملاعب السودانية بل تكاد معظم المباريات لا تخلو من اعتداءات واعتراضات غير لائقة مما يستدعى الالتفات من قبل المسئولين لمثل هذه الظواهر المتفشية التى ربما افسدت نكهة اللعبة وطعمها ولونها الأمر الذى يحتاج الى عقوبات مشددة تطول كل من تسول له نفسه الاتيان بمثل هذا السلوك المشين والمرفوض وغير القانوني.
وفي ذات الوقت لابد من لفت نظر الحكام حتى يحكموا بالعدل ويجودوا من ادائهم بالطريقة المثلى التى تقلل الاخطاء وتمنع تشنج وانفلات اللاعبين والجماهير الذين لا تقل اعتداءاتهم اللفظية عن لكمات اللاعبين مما يعني ان اللعبة الشعبية متشعبة الاطراف وذات حلقات متصلة تحتاج الى تضافر الجهود من الجميع لا سيما لجنة التحكيم المركزية المناط بها تأهيل الحكام وترقيتهم الى أعلى المستويات وتزويدهم بالتقنيات الحديثة التى من شأنها اعانتهم على اداء واجبهم بالصورة المطلوبة خصوصا في ظل ظل التنافس المحموم الذي يفضي دوماً الي التفلت الامر الذي يعدم الثقة تماماً بين الطرفين وتجدر الاشارة الى ان ظاهرة الاعتداء تكررت كثيرا في الايام الماضية وخير شاهد مباراة مريخ نيالا وهلال كادقلي التى جرت في حلبة الدوري الممتاز واضطر فيها حكم الجولة الى تسلق السور للاحتماء بالجماهير بعد ان طارده لاعبو مريخ نيالا وكادوا ان يفتكوا به وهي سابقة لم تحدث من قبل ربما في تاريخ اللعبة وبالمقابل تسبب الاعتداء الغاشم على حكم مباراة النهضة ربك والدفاع الدمازين التى اقيمت ضمن مباريات الدوري التأهيلي في الغاء المواجهة قبل ان تكتمل وبهكذا تصرفات واعتداءات تفقد كرة القدم حلاوتها بل يفتقد حكام الكرة السودانية للامان والاطمئنان والسلامة المطلوبة الأمر الذى ينذر بالخطر ويؤثر على سير المنافسات والبطولات.
بعض المختصين تحدثوا عن ضعف اداء الحكام كنتاج لعدم التأهيل المطلوب واياً كان مستوى الحكم فهذا لايبرر الإعتداء عليه ولعل ضعف قادة إتحاد الكرة قد أسهم بشكل كبير في تفشي ظاهرة الإعتداء علي الحكام من قبل اللاعبين والجماهير فلو تعامل قادة الإتحاد بحزم مع المتجاوزين لما وصل الامر الي هذه المرحلة الخطيرة وكلنا يذكر كيف تعامل رئيس الإتحاد العام السابق الدكتور كمال حامد شداد مع تجاوز نجم المريخ السابق الكابتن فاروق جبرة الذي إعتدى علي الحكم في احدى المواجهات التي كان طرفها المريخ فماكان من الدكتور كمال شداد الا وأن أصدر القرار الرادع في حق اللاعب الذي فرضت عليه عقوبة الإيقاف لمدة عامين ورغم الإسترحام الذي قدمه اللاعب ورغم تدخل جهات متنفذة الا أن الدكتور كمال شداد لم يتنازل عن قرار المعاقبة وطوال الفترة التي كان فيها شداد رئيساً للإتحاد لم يحدث ان تعرض الحكام الي اية مضايقات من قبل اللاعبين ناهيك عن الإعتداء عليهم بالضرب ومطاردتهم كأنهم جناة. إن مايحدث للحكام يتحمل مسئوليته قادة الإتحاد العام وبالطبع لن ينصلح الحال ولن تختفى هذه الظاهرة السالبة الا بالقرارات الرادعة فهل نتوقع حماية للحكام من قبل قادة الاتحاد العام؟ ام أن الاسوأ لم يات بعد؟ هذا ماستجيب عليه الايام.

الوان