انتهاء فصول الحوار اليوم
أنهى المشاركون في مؤتمر الحوار فصول مناقشات وجلسات مفتوحة ومغلقة امتدت لأكثر من عامين بالتوقيع على الوثيقة الوطنية النهائية للعملية التي بدأت بإعلان الرئيس البشير عنها في يناير 2014م. بالمقابل تتجه أنظار السودانيين اليوم إلى قاعة الصداقة بالخرطوم لمتابعة الجلسات النهائية للمؤتمر العام للحوار وسط مقاطعة لبعض القوى المعارضة له. وحطت بالخرطوم منذ أمس طائرات رؤساء للمشاركة في المؤتمر العام للحوار، ووصل للعاصمة الرئيس الموريتاني ورئيس القمة العربية محمد ولد عبد العزيز، فيما يصل الخرطوم اليوم الرؤساء عبد الفتاح السيسي واليوغندي يوري موسفيني والتشادي إدريس ديبي. مهاتفة المهدي في هذا الأثناء كشف الرئيس البشير عن مهاتفة بينه وبين رئيس حزب الأمة القومي الصادق المهدي بخصوص الحوار أمس, وقال البشير لدى مخاطبته الجلسة الإجرائية لإجازة توصيات الحوار، إن اتصاله مع المهدي جرى قبل لحظات من دخوله إلى قاعة المؤتمر، مضيفاً أنه أبلغ المهدي بأن مكانه الطبيعي في الحوار. وتعد هذه الخطوة هي أول تواصل مباشر بين البشير والمهدي منذ خروج الأخير من السودان في أغسطس عام 2014م، بعد أن علق نشاطه في الحوار الداخلي، ومهر مع الجبهة الثورية المسلحة تحالفاً جديداً بدأه بإعلان باريس. رسالة الإمام ونقل نجل رئيس حزب الأمة القومي عبد الرحمن الصادق, رسالة من والده قبل لحظات من بدء الجلسة الإجرائية للرئيس البشير أعلن فيها عدم ممانعته الالتحاق بالحوار.وكشفت مصادر خاصة لـ(الإنتباهة), عن تفاصيل الرسالة, وأوضحت أنها رسالة مكتوبة تسلمها الرئيس, ووردت بها بعض المطالب الواردة في خارطة الطريق, ولفتت إلى أن المهدي قال في رسالته: (إنه تلمس حلاً للعقبات التي تواجه خارطة الطريق ومنها انسياب المساعدات الإنسانية), ونوهت إلى أن المهدي ألمح في الرسالة, إلى أن الخطوات الجادة لتطبيق وتنفيذ الإجراءات المتعلقة بوقف الحرب وإنهاء الصراعات تبدو مناسبة للانخراط في الحوار. وقال: (لا مانع أن التحق به), ونبهت إلى أن الرسالة نقلها للرئيس قبل دقائق من بدء الجلسة الإجرائية نجل المهدي (عبد الرحمن). قفل الباب ووصف البشير خلال الجلسة الإجرائية أمس الوثيقة بأنها تعبر عن إرادة أهل السودان وتصلح أساساً لحكم البلاد. ورحب بانضمام القيادي بحزب الأمة مبارك الفاضل المهدي وتحالف القوى الوطنية وقوى المستقبل للتغيير لركب الحوار. وأكد أن الوثيقة الوطنية التي وقعت عليها الأحزاب والحركات المشاركة في الحوار عبرت عن كل الآراء والتطلعات حتى للمعارضين، وأضاف أن الباب مفتوح لكل من يرغب في الانضمام إليها. وأشار البشير إلى أن اتفاق القوى السياسية السودانية يقفل الباب أمام المتآمرين الذين يستهدفون البلاد بالحرب والحصار الاقتصادي والمحكمة الجنائية. ستة محاور وفي غضون ذلك تناولت الوثيقة اتفاق المتحاورين على ستة محاور أساسية جرى حولها نقاش مستفيض، وهي: محور السلام والوحدة، ومحور الاقتصاد، إلى جانب محور الحريات والحقوق الأساسية، ومحور الهوية، ومحور العلاقات الخارجية، ومحور قضايا الحكم وتنفيذ مخرجات الحوار. إجازة الوثيقة وأجاز المؤتمر العام للحوار في جلسة إجرائية ترأسها البشير الوثيقة التي اشتملت على مبادئ الحكم، وستكون أساساً للدستور الدائم للبلاد. ووقع على الوثيقة رؤساء الأحزاب السياسية والحركات المسلحة المشاركون، بينما ستوقع قوى سياسية أخرى قبيل الجلسة الختامية التي ستقام اليوم الإثنين. وتناولت توصيات الحوار ستة محاور أساسية جرى حولها نقاش مستفيض، وهي: محور السلام والوحدة، ومحور الاقتصاد، إلى جانب محور الحريات والحقوق الأساسية، ومحور الهوية، ومحور العلاقات الخارجية، ومحور قضايا الحكم وتنفيذ مخرجات الحوار. وتمحورت التوصيات النهائية في خريطة طريق شددت على التأسيس الدستوري والسياسي والمجتمعي في إطار توافقي بين السودانيين لينشئ دولة عادلة وراشدة ونظاماً سياسياً فاعلاً. وأمنت على التعاون والتناصر بين جميع السودانيين لتجاوز أزمات البلاد كافة والتوافق على دستور وتشريعات قانونية تكفل الحرية والحقوق والعدالة الاجتماعية والاتفاق على نظم مستقلة لحماية تلك الحقوق. وتم التوافق على التشريعات والإجراءات الضرورية لقيام انتخابات عادلة ونزيهة تحت إشراف مفوضية مستقلة سياسياً ومالياً وإدارياً. وحددت الوثيقة جملة من مطلوبات تهيئة المناخ عبر إجراءات لبناء الثقة، وأولى خطواتها إطلاق سراح المعتقلين السياسيين كافة وكفالة الحريات السياسية والتأمين الكامل على حرية التعبير والنشر. مسائل جوهرية وفي ذات السياق قال القيادي بالأمة القومي مبارك الفاضل إن الحوار أتاح اقصى درجات الشفافية للنقاش والتحاور في المسائل الجوهرية لتأسيس كيف يحكم السودان. وذكر أنهم في حزب الأمة تأخروا عن هذه المسيرة، وأضاف قائلاً: (بل كنا نعمل على لم الشمل داخل الحزب والتشاور مع الوسطاء الذين سعوا بيننا وبين الذين حملوا السلاح), مضيفاً أن حملة السلاح راهنوا على تعطيل هذه المسيرة، لذلك كان لا بد من الحضور والمشاركة لتمكين هذه المسيرة من أن تصل لغاياتها). (1154) ساعة وشارك في الحوار أربعة وسبعون حزباً وأربع وثلاثون حركة مسلحة، بجانب عدد كبير من الشخصيات القومية. وبلغت جملة اجتماعات لجان الحوار طوال فترته حوالى (312) اجتماعاً نوقشت فيها (523) ورقة عمل. وبلغت عضوية اللجان (648) عضواً، وكانت المشاركة التراكمية (8877) عضواً أمضوا ما جملته (1154) ساعة في الحوار.
الانتباهة