أمريكا تبحث عن ثأرها من البرازيل في نهائي كأس القارات
تتجه أنظار الملايين من عشاق كرة القدم إلى المباراة التي تجمع البرازيل والولايات المتحدة الأربعاء 28-6-2009 على ملعب “ايليس بارك” في جوهانسبورغ في نهائي كأس القارات التي تشكل اختباراً فنياً وتنظيمياً مهماً قبل عام من كأس العالم في جنوب إفريقيا.
ويسعى المنتخب البرازيلي إلى تجديد فوزه على نظيره الأمريكي بعد ان هزمه بسهولة بثلاثية نظيفة في الدور الأول، والاحتفاظ بلقبه لينفرد بالرقم القياسي بعدد الألقاب (3 مرات)، فيما يبحث المنتخب الأمريكي يبحث عن الثأر بعد أن ارتفعت معنويات لاعبيه وثقتهم بأنفسهم إثر الفوز اللافت على إسبانيا بطلة أوروبا 2-صفر في نصف النهائي.
وتوجت البرازيل بطلة لكأس القارات التي انطلقت عام 1992 مرتين في المشاركات الخمس السابقة، الأولى بفوزها في النهائي على أستراليا 6-صفر عام 1997 في السعودية، والثانية في ألمانيا 2005 بتغلبها على الأرجنتين 4-1، قبل أن تخسر النهائي عام 1999 في المكسيك أمام منتخب الدولة المضيفة 3-4.
يذكر أن المنتخب البرازيل المتوج بطلاً لكأس العالم 5 مرات، التقى أستراليا أيضاً في الدور الأول لنسخة عام 1997 وتعادل معها دون أهداف قبل أن يسحقها في النهائي.
أما الولايات المتحدة فتشارك في البطولة للمرة الثالثة بعد النسختين الثالثة والسابعة عامي 1999 و2003 على التوالي، ووضعتها القرعة في مجموعة واحدة مع البرازيل في المرتين السابقتين، وكانت الغلبة فيهما للأخيرة بنتيجة واحدة 1-صفر.
وشتان بين إنجازات المنتخبين البرازيلي والأمريكي وبين المؤهلات الفنية العالية للاعبيهما، لكن ما قدمه المنتخب الأمريكي أمام نظيره الإسباني في نصف النهائي قلب المقاييس والترشيحات ورفعت ثقة الأمريكيين إلى درجات عالية جداً وتحديداً نحو الثأر من البرازيليين وإحراز اللقب.
بدأ المنتخب البرازيلي البطولة بطريقة عادية، ففي المباراة الأولى تفاوت أداءه أمام مصر، فتألق في الشوط الأول وسجل 3 أهداف، وأحرج تماماً في الثاني بعد سيطرة مصرية شبه مطلقة قبل أن يسجل كاكا هدف الفوز 4-3 من ركلة جزاء في الدقائق الأخيرة.
بعدها، تغير وجه المنتخب البرازيلي في المباراة الثانية بعد تعديلات أجراها مدربه دونغا على التشكيلة، وكان نظيره الأمريكي بالذات الضحية بثلاثية من فيليبي ميلو وروبينيو ومايكون وسط سيطرة على المجريات وأفضلية فنية تامة.
وتأكد البيان التصاعدي للمنتخب البرازيلي في مباراة القمة مع نظيره الإيطالي في الجولة الأخيرة من الدور الأول، سيما أن الأخير كان يسعى إلى الفوز للتأهل إلى نصف النهائي، لكن أبطال العالم 5 مرات صدموا منافسيهم بثلاثية نظيفة.
أما المنتخب الأمريكي، فلم يصمد في مباراته الأولى أمام نظيره الإيطالي وخسرها 1-3، ثم سقط أمام البرازيل صفر-3، وكان أول منتخب يتلقى خسارتين في البطولة الحالية ما جعل الجميع يحصرون البطاقة الثانية للمجموعة الثانية إلى جانب البرازيل بين إيطاليا ومصر.
وحملت الجولة الثالثة من الدور الأول واحداً من أغرب السيناريوهات في عالم كرة القدم، إذ خسرت ايطاليا أمام البرازيل صفر-3، وفازت الولايات المتحدة على مصر بالنتيجة ذاتها، وهو ما لم يكن في الحسبان، خصوصاً أن منتخب “الفراعنة” كان منتشياً بأول فوز لمنتخب إفريقي على إيطاليا 1-صفر.
واختلف المنتخب الأمريكي كثيراً في نصف النهائي، فنفض عنه غبار الأداء المخيب في المباراتين الأوليين، وقارع أبطال أوروبا بتنظيم دفاعي وسرعة فائقة في الهجمات المرتدة، مع نجاح لافت لحارس المرمى تيم هاورد، ففشل الأداء التقليدي للإسبان في ترجمة السيطرة إلى أهداف وخرج الأمريكيون فائزين بهدفين وضاربين موعداً مع البرازيل في النهائي.
وقد يكون الموقف المحرج الذي فرضه المنتخب الأمريكي على نظيره الإسباني فرض ذاته على مباراة اليوم التالي بين البرازيل وجنوب إفريقيا، فكان السيناريو مشابها إلى حد ما، سيطرة برازيلية وتمريرات عقيمة مقابل فشل في التسجيل، ودفاع جنوب إفريقي وهجمات مرتدة وتسديدات كات تهز شباك الحارس جوليو سيزار أكثر من مرة قبل أن يأتي الفرج من قدم البديل دانيال الفيش.
يدرك الطرفان أن المباراة النهائية ستكون صعبة وأنها قد تحتاج إلى فاصل مهاري لحسمها كما حصل ما الفيش، إلا أن المهم هو ارتفاع ثقة الأمريكيين بأنفسهم، ما جعلهم يتحدثون عن الثأر من البرازيليين من دون أي خوف أو عقدة.
وسيفتقد المنتخب الأمريكي غداً لمايكل برادلي نجل المدرب الذي حصل على بطاقة حمراء ضد إسبانيا، لكنه يملك لاعبين خطيرين كلاندون دونافان وجوزي التيدور وكلينت ديمبسي.
في الجانب البرازيلي، سيحتفظ دونغا في أغلب الظن بنفس التشكيلة التي واجهت جنوب افريقيا بوجود لويس فابيانو في المقدمة وخلفه روبينيو وكاكا ثم لوسيو ومايكون ولويزاو واندريه سانتوس وفيليبي ميلو وراميريز وجيلبرتو سيلفا والحارس جوليو سيزار
العربية نت