ما هي مفاجأة بيل غيتس في اليوم العالمي للمرحاض؟
تعتبر حاسة الشم من الحواس القوية، ذات الأثر الإيجابي على المشاعر البشرية، لكنها أيضا لها أثرها السلبي عندما يتعلق الأمر بالرائحة الكريهة، التي قد تكون سبباً في المشاعر السلبية والحساسية والأمراض وغيرها من الآثار السيئة.
لهذا السبب فإن مؤسسة بيل وميليندا غيتس تقود شراكة مع مجموعة من العلماء في شركة فيرمينشن الرائدة في مجال تصنيع العطور، ومقرها جنيف، وهي تعمل في هذا المجال منذ 120 سنة.
فما هو الهدف من هذه الشراكة؟
قبل يومين كتب بيل غيتس تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي تويتر جاء فيها: “لماذا تصدر روائح كريهة من المراحيض؟ لهذا السبب سافرت إلى سويسرا لكي أعرف عن علم الرائحة!”.
توفير مراحيض صحية
ويسعى بيل غيتس في إطار برامجه التطوعية والصحية التي يقودها في عدد من بلدان العالم الفقيرة إلى تحسين نوعية الحياة، من خلال الأطفال بشكل مباشر وكبار السن.
ومن ضمن هذه الأهداف توفير مراحيض صحية لأكثر من 3 مليارات شخص في العالم يعيشون دونها، ما يتسبب لهم في العديد من المشاكل الصحية والإصابة بالأمراض والبكتريا، وبالتالي الموت لهذا السبب.
آلية لتعطيل الرائحة الكريهة!
وقد طوّر العلماء السويسريون الذين يتعاون غيتس معهم آلية لحجب وتعطيل الروائح الكريهة لكي يكون بالإمكان اشتمام الروائح الذكية فقط، في ما يشبه أساليب عزل الضوضاء بسماعات خاصة للضجيج، تقوم بهذا الغرض في الأماكن المزعجة وأثناء الطيران، فبدلا من “رائحة المرحاض النتنة، سوف يكون ممكنا شم رائحة زهرة طيبة”.
وقد أوضح بيل غيتس هذا المبدأ في صفحته بتويتر، بأن تقنية حجب الروائح الكريهة سوف تعمل على العزل الفوري ما يجعل دماغنا يتعامل مع رائحة بديلة ليكون وضعه أفضل في التلقي والتفاعل، فالروائح الكريهة لا تسبب الأمراض فحسب، بل الأثر النفسي السيئ على الذين يشتمونها.
لماذا تغير الهدف المبدئي؟
كان هدف غيتس المبدئي قبل أن يفكر في هذه التقنية، أن ينشر ثقافة المراحيض الصحية في العالم، وبناء الكثير منها، لكن ذلك مكلف جدا.
وتوصل إلى نتيجة من خلال الملاحظة يتم تغافلها في العادة من قبل وهي أنه يمكن تغيير السلوك أو التفاعل مع الأشياء من خلال توظيف التكنولوجيا، إذا لم يكن ممكنا حل المشكلة كليا على المدى القصير ببناء ملايين المراحيض.
فعلى سبيل المثال فإن مرحاض الحفرة الذي هو الأكثر شيوعا في البلدان الفقيرة ويعتمد على جلوس القرفصاء، فهو ذو رائحة لا تحتمل.
يقول غيتس عنه: “لقد رأيت هذه المراحيض بنفسي، وجربتها، فرائحتها لا تحتمل البتة.. فهي فظيعة جدا”.
يضيف: “من هنا فكرت على الأقل في تعديل الوضع عبر تقليل حدة هذه الرائحة التي لا تطاق. بحيث نساعد الناس مؤقتاً، إلى أن يتم العمل لاحقا على تصميم مراحيض حديثة بطريقة أيسر وأقل كلفة، كما نأمل أن تساعد الحكومات في هذا الهدف، بالتغلب على تحديات الصرف الصحي”.
وبدلا من عمل معطرة بدائية، فإن الشركة السويسرية عملت على تصميم مكونات كيميائية تقصي الروائح العفنة التي تصدرها المراحيض، وتمنعها من الوصول إلى الدماغ.
فالرائحة تكون موجودة لكن يتم تعطليها من السفر عبر المسارات العصبية لحاسة الشم في الإنسان، بحيث تعمل المكونات العطرية البديلة على التحكم في مستقبلات الشم، حتى يتدرب المخ على ذلك ويصبح جزءاً من سلوكه ألا يشتم العفونة أبداً.
بالتزامن مع اليوم العالمي للمرحاض!
وقال غيتس إنه أطلق مشروعه تزامناً مع اليوم العالمي للمرحاض الذي يوافق 19 نوفمبر من كل عام، وقد أعلن لأول مرة عام 2013 من قبل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وذلك بالتعاون مع الحكومات والشركاء.
ويقول العلماء إن حاسة الشم بخلاف الحواس الأخرى لها مستقبلات مباشرة في الدماغ البشري، تعرف بالمحاور، وقد سافر العلماء إلى تلك المناطق التي تعاني خطر روائح المراحيض ليجمعوا العينات ويجروا الأبحاث حولها، قبل أن يتوصلوا لتركيبتهم الساحرة التي تعزل اشتمام الروائح الكريهة.
وقد تم تمويل المشروع بمنحة من غيتس قدرها 6.5 مليون دولار أميركي.
معلومات عن حاسة الشم
يجب أن نعلم أن أنف الإنسان لها 350 من مستشعرات الرائحة، قليل منها هو الذي يستطيع أن يكتشف الروائح الكريهة، بهذا فإن الآلية الجديدة هي الطريق المختصر لعزل هذه الروائح بخداع هذه المستشعرات.
لكن غيتس مقتنع بأن هذا الحل لن يكون أبدياً “لأن الوضع قد يشبه المخدرات التي سيصبح التخلص منها واجبا.. فهو سيغير السلوك والعادات بخصوص الرائحة”، ما يعني أن الحل على المدى الأبعد يكمن في الحلول الأفضل في بناء المراحيض الصحية، ولكن قبل ذلك كما يؤكد غيتس “فشيء أحسن من لا شيء”.
العربية نت