برلمانيون يرفضون إقامة خنادق بمناطق البترول .. و وزير النفط يلِّوح بالاستقالة احتجاجاً على رفض البرلمان إجابته
ألمح وزير النفط د. محمد عوض زايد بالاستقالة احتجاجاً على رفض البرلمان للمرة الثانية إجابته حول سؤال بشأن الخدمات الاجتماعية في مناطق البترول، مبيناً أن العلاقة بين الجهاز التشريعي والجهاز التنفيذي لا ينبغي أن تكون بهذه الصورة، بينما شن نواب بالبرلمان هجوماً عنيفاً على الوزير ، واتهموا الوزارة بتحويل مناطق البترول بولاية غرب كردفان إلى مناطق عسكرية وتسويرها بخنادق عميقة اقتطعت 25% من مساحة الولاية، لم يعد من حق المواطن أو الحيوان التواجد فيها وهددوا بأن الاستمرار في حفر الخنادق سيرتب عواقب وخيمة، مشيرين إلى أن الصراعات حول البترول خلفت 600 قتيل منذ العام 2005م.
وأعاد البرلمان في جلسة الأمس تقرير لجنة الطاقة والتعدين حول إجابة وزير النفط بعد أن قال رئيس البرلمان البروفيسور إبراهيم أحمد عمر إن موضوع الخدمات في مناطق البترول كبير جدًا وإن إجابة الوزير حوله كانت بائسة، وإن لجنة الطاقة لم تفِ الموضوع حقه من النقاش مقترحاً إخضاعه لمزيد من الدراسة منتقدًا أن تخصص الوزارة فقط مبلغ 130 مليون جنيه للخدمات طوال العام الماضي.
وقال وزير النفط فى تصريح صحفي مقتضب عقب رفض إجابته: “ماذا نفعل هل نتقدم باستقالتنا لنرضيهم… الأمور كده ما بتمشي”.
وانتقد عضو البرلمان أحمد الصالح صلوحة عدم اهتمام وزارة النفط بالطرق في مناطق الترول، مبيناً أنها طرق ترابية تعمل الشاحنات على جرفها وتحويلها إلى غبار يضر بالبيئة والإنسان والحيوان، مشيراً إلى ظهور أمراض الحساسية وسرطان الجلد وبعض الحالات السرطانية الأخرى في مناطق البترول، وتابع: “مناطق البترول تحولت لمناطق عسكرية، وأصبحت محاطة بالخنادق وانحسرت مساحة الرعي بغرب كردفان، وخصمت 25% من مساحة الولاية، لا يدخلها إنسان الولاية ولا الحيوان، وحدث نفوق كبير في الحيوانات.
بدوره اعتبر عضو البرلمان خالد علي فقيري الإجابة التي تقدم بها وزير النفط غير كافية، مبيناً أن المشروعات التي تنفذ تكون مخالفة للمواصفات، مستشهداً ببناء مدارس وحفر آبار جوفية مخالفة للمواصفات، مشيراً لوجود أجهزة بمناطق التبرول تصدر إشعاعات عالية، ويتم نقلها من موقع إلى آخر أثرت على بعض الأبناء صحياً.
من جانبه التزم وزير النفط بتنفيذ الملاحظات التي وردت في تقرير اللجنة، غير أنه رهن التزامه بتوفر التمويل اللازم، مقرًا بوجود تلوث في الهواء والمياه بمناطق البترول، وقال: “نحن نعمل كثيراً للحد من الغبار العالق، ولو هناك إنسان قال إنه يستطيع أن يوقف التلوث فهو كاذب”.
غير أن مقدم السؤال حسن صباحي اعتبر أن رد الوزير غير كافٍ، وقال: “يا ناس البترول الخنادق دي تاني ما تحفروها ولو حفرتوها الخراب بيجي”، مبيناً أن سكان الولاية لا يقبلون حفر الخنادق معلناً التزامهم بتأمين مناطق البترول.
الخرطوم: محجوب عثمان
صحيفة الصيحة