ميرضيايوف رئيس جديد لأوزبكستان على خطى سلفه كريموف
أعلنت لجنة الانتخابات المركزية في جمهورية أوزبكستان، أكبر جمهوريات آسيا الوسطى من ناحية السكان، عن فوز الرئيس بالوكالة شوكت ميرضيايوف في انتخابات الرئاسة التي أقيمت يوم أمس الأحد بحصوله على 88.61% من الأصوات.
وجرت الانتخابات الرئاسية في أوزبكستان، 4 ديسمبر، بعد مرور 3 أشهر على وفاة الرئيس السابق إسلام كريموف. ويتوقع المراقبون أن يسير شوكت ميرضيايوف على خطى سلفه إسلام كريموف، الذي توفي إثر جلطة دماغية.
وأعلنت لجنة الانتخابات المركزية الأوزبكية أن نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية، بلغت 81.3%، وبهذا يتم انتخاب ثاني رئيس للبلاد منذ الاستقلال في 31 أغسطس 1991، بعيد انهيار الاتحاد السوفيتي.
وفي بيان اللجنة الذي نشرته وكالة أنباء “الأناضول” فإن 16.6 مليون مواطن صوتوا بالفعل في الانتخابات الرئاسية من إجمالي الناخبين البالغ عددهم 21.5 مليون ناخب، لتصل بهذا نسبة التصويت إلى 81.3%. ويبلغ إجمالي عدد السكان في أوزبكستان ما يزيد عن 32 مليون نسمة.
وأكدت اللجنة الانتخابية الأوزبكية في بيانها، بأنها لم تتلقّ حتى إغلاق صناديق الاقتراع مساء يوم الأحد، أية شكاوى بخصوص تلاعب في سير العملية الانتخابية، موضحة أن فتح الصناديق وفرز الأصوات يتم بإشراف رؤساء مراكز الاقتراع، وممثلين عن الأحزاب المتنافسة.
وينص القانون الانتخابي في أوزبكستان على ضرورة مشاركة أكثر من 33% من الناخبين على الأقل في العملية الانتخابية كي يُعتبر الاستحقاق مقبولاً، وأن تتجاوز نسبة المرشح من أصوات الناخبين 50%، كي يفوز بالمنصب الرئاسي للبلاد.
شوكت ميرضيايوف وفلاديمير بوتين
منافسة 4 مرشحين
ونافس في الانتخابات على الكرسي الرئاسي في أوزبكستان، 4 مرشحين في مقدمتهم رئيس “الحزب الديمقراطي الليبرالي” (الحزب الحاكم) شوكت ميرضيايوف، بالإضافة إلى رؤساء 3 أحزاب معارضة وهم زعيم “حزب النهضة الوطني الديمقراطي” سرور أتامرادوف، ورئيس “الحزب الديمقراطي الاجتماعي” (العدالة) نريمان عمروف، وزعيم “حزب الشعب الديمقراطي” حاتم جان كتمانوف.
وكما كان متوقعاً فاز ميرضيايوف، الذي تولى رئاسة البلاد المؤقتة بعد وفاة الرئيس السابق إسلام كريموف في 2 سبتمبر الماضي، والذي كان رئيسا لأوزبكستان منذ عام 1989.
ووفقاً للدستور، من المفترض أن يتولى رئيس البرلمان نعمة الله يولداشيف مهام البلاد مؤقتاً لحين انتخاب الرئيس الجديد، إلا أن الأخير اعتذر عن تولي المنصب، ليجمع أعضاء البرلمان على تولي ميرضيايوف، منصب الرئيس المؤقت والذي أصبح رئيساً ثابتاً لأوزبكستان بحصوله على حدود 82% من الأصوات.
وكان شوكت ميرضيايوف، وعد خلال حملته للانتخابات الرئاسية، بتطبيق خطط للإصلاح الاقتصادي في البلاد، منها تحرير صرف العملات الأجنبية، ووضع حد للتوتر في العلاقات مع دول وسط آسيا المجاورة.
أسرة الرئيس شوكت ميرضيايوف
التقارب مع روسيا
ويتوقع بعض المراقبين أن يتخذ الرئيس الأوزبكي الجديد خطوات للتقارب من روسيا، حيث كانت أوزبكستان جزءاً من الاتحاد السوفيتي السابق وهي أكبر الدول المسلمة في هذه المنطقة من حيث عدد السكان، كما أن هناك أقليات أوزبكية في كل من قرغيزستان وطاجيكستان وكازاخستان وأفغانستان.
يذكر أن رئيس الجمهورية في أوزبكستان يتمتع بسلطات شبه مطلقة، إلا أن الخبراء في شؤون دول آسيا الوسطى يعتقدون بأن ترشيح شوكت ميرضيايوف في الانتخابات جاء كنتيجة لتوافق بين رئيس أمن الدولة اينوياتف، والرئيس المؤقت شوكت ميرضيايوف، ووزير المالية عظيموف، حيث يتحكم هؤلاء في الأمن والسياسة والاقتصاد.
ضحايا اضطرابات أنديجان
التخوف من الإرهاب وخطر التمرد
كانت جمهورية أوزبكستان منغلقة إعلامياً وبعيدة عن أعين الصحافيين والصحافة بشكل متعمد على شاكلة الاتحاد السوفيتي السابق، وتقول وكالة أنباء “روسيا اليوم”، مثالاً على ذلك: “إن رئيس الوزراء السابق (الرئيس الحالي) شوكت ميرضيايف استلم منصبه في 2003 ولكن صورته في وسائل الإعلام ظهرت فقط بعد مرور 3 سنوات. السلطة في أوزبكستان في عهد كريموف لم تكن الود لوسائل الإعلام”.
وظل قادة البلاد وعلى رأسهم إسلام كريموف يبررون التمسك بالمركزية المفرطة والتشديد الأمني في البلاد، بسبب التخوف من القوى الإسلامية المتطرفة التي تعاظم شأنها في آسيا الوسطى رويدا رويدا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، وللجوار الأفغاني حصة الأسد في تأجيج هذه الحالة بوسط آسيا، حيث تنتشر بعض العناصر المتطرفة في وادي فرغانة الذي يشكل مثلثا حدوديا واسعا بين أوزبكستان وطاجيكستان وقرغيزستان، ناهيك عن الخلافات العرقية لأقليات متداخلة في البلدان الثلاثة. فعلى سبيل المثال لا الحصر فإن مدينة “أوش” ثاني أكبر مدن قرغيزستان التي تقع على وادي فرغانة، تقطنها أغلبية أوزبكية وشهدت المدينة في عام 2010 اضطرابات دموية بين القرغيز والأوزبك. ويأتي التداخل العرقي الثاني بين الأوزبك والطاجيك حيث تقطن أقلية طاجيكية كبيرة في مدن من قبيل سمرقند وبخارا جنوبي أوزبكستان.
عناصر أوزبكية في صفوف طالبان
ومن التحديات الأخرى التي تواجه الرئيس الجديد وتنذر بخطر اندلاع اضطرابات اجتماعية وتتطلب حلولاً عاجلة هي إيجاد حلول اقتصادية لرفع المستوى المعيشي المتدني جداً في بلد يعاني من قلة الموارد، وهو يضم أكبر عدد للسكان في آسيا الوسطى، ففي الوقت الذي يتوقع مراقبون أن يسير الرئيس شوكت ميرضيايوف على خطى سلفه على صعيد السياسة الخارجية، إلا أنهم يتساءلون هل الرئيس الجديد سيتخلى عن السياسة الداخلية الكريموفية المتمثلة في قمع أبسط الاحتجاجات المدنية بشكل مفرط ودون إحراج، كما حصل خلال قمع التمرد في مدينة أنديجان عام 2005 وأسفر عن مقتل العشرات من المحتجين؟
يرى البعض أن الرئيس الجديد سيتخذ سياسة داخلية أكثر ليونة خلافاً للبعض الذي يرى بأنه ينتمي لنفس المدرسة السياسية التي كان ينتمي إليها كريموف.
يبلغ شوكت ميرضيايوف 59 عاماً من العمر، مسلم سني، متزوج وله بنتان وابن، وهو من أصول طاجيكية مثله مثل الرئيس السابق إسلام كريموف.
العربيه نت