تم إرجاء الاحتفائية بصورة فجائية احتفال المولد النبوي في الجزيرة أبا.. خلافات الأنصار تتصاعد
منذ أن غادر إمام الأنصار، رئيس حزب الأمة القومي، الصادق المهدي، العاصمة السودانية الخرطوم، قبل عامين ونيف، والجدل يتسوَّر (حوش الخليفة) بلا توقف، والأخبار الصحيحة والزائفة تتناسل بصورة مزعجة وتجعل من الحزب العريق مادة دسمة لتغذية الصحف.
مثلاً، ثار غبار كثيف، الأيام الفائتة، حول حضور نائبة رئيس الحزب، د. مريم الصادق المهدي، لفعاليات مؤتمر حركة فتح الفلسطينية بمزاعم أن الزيارة إلى مدينة رام الله تمت بتأشيرة إسرائيلية. وبالرغم من تأكيدات الأميرة وتبرعها بإرسال صورة للتأشيرة الأردنية التي دخلت بها إلى العمق الفلسطيني، ما تزال بعض الأفواه تعلك سيرة تطبيعها مع إسرائيل.
صراع جديد
ونقلت تقارير صحفية أنباء عن معركة أخرى نشبت داخل الأمة، مقرُّها هذه المرة الجزيرة أبا معقل الأنصار، الرافد الرئيس لحزب الأمة. وبموجب الخبر اضطر الحزب لتأجيل احتفالات الأنصار بالمولد النبوي الشريف، إثر خلافات نشبت بين شباب الأنصار وقادة حزب الأمة القومي حول المتحدث الأول في الاحتفال.
ورغم اتفاق الطرفين مُسبقاً على أن يكون المتحدث الأول هو الفريق صديق إسماعيل، ولكن عاد شباب الأنصار ورفضوا، الأمر الذي أدى إلى تأجيل الاحتفال لوقت لاحق.
مصدر خلاف
يُعد الفريق صديق إسماعيل محور جدل كبير داخل حزب الأمة القومي، منذ وصوله لمنصب الأمين العام، الذي كان يتقلده حتى العام 2014م، تاركاً محله لدكتور إبراهيم الأمين الذي لم يهنأ هو الآخر بالموقع جراء خلافات حادة الوتيرة بينه والفريق. وانجلت معركة كسر العظم بين الرقمين في الحزب، بإبراهيم خارج الأمانة العامة، وتكليف سارة نقد الله لتحلّ بديلاً عنه. واتهم الأمين، وقتها، الفريق صديق بالوقوف وراء إزاحته من موقعه كأمين عام.
وفي ذات الوقت دخل الفريق صديق في مواجهات متكررة مع أعضاء الأمانة العامة لحزب الأمة القومي، آخرها الخلاف مع رئاسة لجنة استقبال الصادق المهدي التي اختير لها الفريق صديق ثم ما لبث أن تم إبعاده في اللحظات الأخيرة وتكليف اللواء فضل الله برمة ناصر برئاسة اللجنة.
ويُعتبر الفريق صديق، أحد قادة الأمة المقربين جداً من الإمام الصادق المهدي، وظهر في كثير من مهام وجولات المهدي التفاوضية مع القوى السياسية لا سيما مع حزب المؤتمر الوطني في الخرطوم، الأمر أذكى التهم التي يلاحقه بها خصومه وتتمركز حول تبنيه لأطروحات الحزب الحاكم.
قصة المولد
درج الأنصار كل عام على الاحتفال بالمولد النبوي الشريف في معقلهم (الجزيرة أبا) بمشاركة قيادات من المركز. وفي خواتيم الأسبوع المنصرم أكمل الأنصار كافة الترتيبات الخاصة بالاحتفال بالمولد النبوي، بيد أن الصراعات والخلافات الإدارية بين الأنصار في الجزيرة أبا عصفت بالاحتفال، وكالعادة تم تعليق المشكل في مشجب الفريق صديق بالرغم من أن الخبر يقول إن مخاطبته للجموع تمت بتكليف من الحزب.
بيد أن شهادة الأمين العام المكلف لهيئة شؤون الأنصار آدم أحمد يوسف، برأت الفريق صديق من التسبب في أية خلافات، وقال آدم لـ (الصيحة) إن ما حدث في الجزيرة أبا يعود لوجود تقاطعات إدارية بين الأنصار أدت لتأجيل الاحتفال وليس للفريق صديق علاقة بالأمر .
آخر من يعلم
رغم انتشار الأنباء الواردة من الجزيرة أبا بأن الفريق صديق عصف باحتفال الأنصار، إلا أن الرجل كان آخر من يعلم بهذه الأنباء.
وقال صديق لـ (الصيحة) إنه لم يذهب في الأصل إلى الجزيرة أبا وقال إنه يتواجد حالياً في زيارة للإقليم، لإجراء مصالحات قبلية، وأكمل قائلاً: (الحديث عن تسببي في نسف احتفال الأنصار بالمولد يعتبر مجرد تخرُّصات ولا أساس له من الصحة مطلقاً) .
علاقات طبية
ظلت العلاقات بين كيان الأنصار وحزب الأمة القومي تشهد نوعاً من الاستقرار، ولم تشهد أي توتُّر في المدى القريب، على عكس ما يحدث في نظيرتها هيئة الختمية التي ظلَّت في حالة خلاف مشهود مع الحزب الاتحادي الديمقراطي. المهم في الأمر أن الأنصار لم ينزلقوا لمرحلة الصراع مع قيادات الأمة وهذه ما شدَّد عليه آدم أحمد يوسف بقوله إن العلاقة بين حزب الأمة القومي والأنصار تقوم على الاحترام المتبادل والتقدير بين الطرفين، مشيراً إلى أنهم يرون في كل أنصاري حزب أمة وفي كل حزب أمة أنصارياً ومضى قائلاً: “لا توجد خلافات بين الهيئة والحزب”.
وبتقدير، قابل الفريق صديق حديث آدم بالقول إن العلاقة بين الحزب والأنصار لا تعرف التوتر. وزاد: “لا توجد خلافات بيني وبينهم”. مضيفاً: “لا يوجد سبب يجعلنا نتصارع مع هيئة الأنصار، والهيئة تعمل بشكل منفصل عن الحزب وما يُشاع عن خلافات بيننا محض اتهامات لا تصدق ولا يقبلها الواقع” .
الصيحة