عالمية

ماذا فعل الداعية الأميركي مالكوم إكس في السودان؟

نشرت أستاذة جامعية وكاتبة أميركية صورة لبيت شبه متهدم في مدينة أمدرمان السودانية غرب #الخرطوم، مع تغريدة ذكرت فيها “أن هذا هو المنزل الذي تناول فيه #مالكوم_اكس العشاء عندما زار السودان وهو أحد زواياي المفضلة”، وذلك يوم الثلاثاء 21 فبراير/شباط على تويتر.

وكانت “إميلي جين اوديل” التي تكتب في صحف مرموقة مثل “نيويورك تايمز” وتقيم حاليا في #مسقط بسلطنة عمان حيث تعمل بالتدريس بجامعة السلطان قابوس، قد قامت بزيارة إلى السودان لخصتها في مقال بعنوان “تتبع خطى مالكوم إكس”، نشرته بالإنجليزية على مدونات موقع huffingtonpost.
من هو مالكوم إكس؟

عرف مالكوم إكس (19 مايو 1925 – 21 فبراير 1965)، كداعية إسلامي ومدافع عن حقوق الإنسان، وهو أميركي من أصل إفريقي، قام بجهود كبيرة في تصحيح مسيرة الدعوة الإسلامية في أميركا، واغتيل في 1965 أثناء تقديمه محاضرة بقاعة مؤتمرات بحي هارلم في نيويورك، حيث مات بوابل من الرصاص من قبل مناهضين لفكره.
زيارته للسودان في 1959

وقد كانت زيارته إلى #السودان في عام 1959 والتي كشفت “إميلي جين” أنها حاولت تتبع أثرها بعد كل هذه السنين، بزيارة قامت بها إلى الخرطوم بصحبة صديق سوداني، كما قامت بزيارة أخرى إلى لبنان للهدف نفسه.

وقالت: “إن رحلات مالكوم إلى الشرق الأوسط وإفريقيا وضعته مع الحركات الثورية الأكثر تقدما في زمانه”.

وأضافت: “لقد ساعدت اتصالاته المستمرة مع الطلاب السودانيين، والعلماء، والزعماء الدينيين في لبنان والسودان وأميركا على تشكيل معتقداته عن الدين والعرق”.

وأوضحت أنه عندما زار مالكوم السودان في عام 1959 كان تحت ضيافة العالم السوداني المعروف مالك بدري، وكان قد ذهب كمتحدث باسم جماعة “أمة الإسلام”.
رأيه حول السودانيين

وتروي أن مالكوم استمع جيدا وباحترام لمالك بدري وهو يتكلم عن دعائم الإسلام، وكان ذلك بالمنزل الذي عرض في الصورة، أثناء حفل عشاء أقامه السيد بدري تكريما لضيفه.

لكن هذا المنزل اليوم – للأسف – أصبح خراباً، وقد بدت إميلي واقفة أمامه وهي تلتقط مجموعة من الصور وحدها ومع مواطنين سودانيين أثناء زيارتها السودان في العام الماضي.

وكتب مالكوم تعليقا على ذلك اللقاء مع مالك بدري وأهل السودان قائلا فيما بعد: “لقد اندهشت وأعجبت بالمسلمين السودانيين وما يتمتعون به من تقوى وضيافة لا مثيل لهما في أي مكان آخر. لقد شعرت حقا بأني في الفردوس؛ في بيتي هناك”.
علاقته مع طالب سوداني بأميركا

جمعت بين مالكوم اكس وطالب سوداني كان يدرس بكلية دارتموث اسمه أحمد عثمان، علاقة بدأت بمواجهة بينهما سنة 1963 في هارلم، وذلك عندما كان مالكولم يتحدث فيما يعرف بالمسجد رقم 7 وقد وقف عثمان ليوضح حقائق حول #الإسلام وأنه لا يرعى العنصرية.

وتقول الكاتبة: “إن مالكوم وقف أمام حشد بالمئات ليستمع بإنصات تام لعثمان وهو يتكلم، وقد استمرت العلاقة بين الاثنين فيما بعد بالمراسلة، فقد كان كل منهما معجب بالآخر، بل إن مالكوم طلب فيما بعد مشورة عثمان في أمور روحية بعد أن غادر حركة أمة الإسلام”.
علاقته مع الشيخ حسون

في عام 1964 قابل مالكولم معلمه السوداني الشيخ أحمد حسون وذلك في الحج بمكة المكرمة، وقد استوحى إكس الحج كرمزية كبيرة لإلغاء التمييز بين البشر، باعتبار أنه كان من المدافعين عن حركة السود وحقوقهم في أميركا في أوج الصدامات في أوائل الستينيات؛ وقد ظهر الرجلان إكس وحسون في صورة بالأبيض والأسود التقطت في 1959 بالسودان.
محاضرته بالنادي السوداني في بيروت

عندما سافر مالكولم من السعودية إلى لبنان، كان مالك بدري الذي يعمل أستاذا بالجامعة الأميركية في بيروت وقتها قد رتب له لإلقاء محاضرة هناك، لكنها لم تقم بعد رفض مدير الجامعة واصفا مالكوم بأنه “عدو أميركا” و”مناهض للولايات المتحدة”، وفي المقابل كان قد ألقى محاضرته في النادي الثقافي السوداني في بيروت.

ويقول مالك بدري إن زملاءه اللبنانيين والأصدقاء السودانيين الذين كانوا حاضرين يتذكرون بوضوح حسّ الفكاهة في حديثه، كذلك فإن معلمه الشيخ حسون قد عرف هو الآخر بروح الدعابة حتى أثناء خطبه بالمسجد.

وعندما أحضر مالكوم الشيخ حسون إلى هارلم في أميركا ليعمل كمفتٍ لمؤسسة جماعة الإسلام، فقد دعا المسيحيين واليهود والمسلمين للعمل معا كإخوة.
مخاوف اغتياله يسر بها لصديقه السوداني

قبل أن يعود من بيروت أخبر مالكوم، مالك بدري عن إحساسه بالخطر وأنه قد يتم اغتياله من مناوئيه من حركة أمة الإسلام التي كان قد اختلف مع رئيسها إلايجا محمد، وقد صدق حدسه فقد هوجم في منزله فور وصوله أميركا بقنابل حارقة.

وعندما عاد مالكوم إلى أميركا، كان أحمد عثمان قد رتب له للحديث في دارتموث وهارفارد في مجال حقوق الإنسان والإمبريالية والرأسمالية وأفضل الآمال لتحقيق المساواة، وقد خلص مالكوم في محاضرته بدارتموث إلى أن ذلك يقع على عاتق “شباب العالم” و”العمل الجماعي لسكان العالم”.
الشيخ حسون يجهز الجنازة وعثمان يرثي ويندد

بعد اغتيال مالكوم في 21 فبراير/شباط عام 1965، قام الشيخ حسون بتجهيز الجثمان للدفن، فيما ندد أحمد عثمان بوسائل الإعلام وأنها “شوهت” ذكرى مالكولم.

وكتب عثمان في صحيفة كلية دارتموث: “هذا مالكوم كما كنت قد عرفته، لقد اتهموه بالعنف لكنه لم يكن أبدا مشاركا في أي أعمال عنف، بشكل فردي أو عام، سرا أو علانية”.

وأضاف: “لقد اتهموه كذلك بالتبشير للعنصرية والتمييز العرقي، لكنه أبدا لم يكن مؤيدا لأي من هذه الادعاءات منذ عودته من الحج بمكة المكرمة”.
الباحثة الأميركية تشكر تعاون السودانيين

وقد شكرت الباحثة الأميركية السودانيين الذين ساعدوها في عملها وبرواية ذكرياتهم عن مالكوم اكس، وعبرت عن سعادتها لما قامت به في تتبع أثر الرجل في لبنان والسودان، فيما يبدو أنه مشروع لكتاب تعمل عليه حتى لولم تشر لذلك.

وقد أكدت أن ما سمعته من ذكريات كان له بالغ التأثير في تشكيل أفكارها.
هل نحن بحاجة لمالكوم اليوم؟

وقالت إنها تنظر إلى مالكوم بوصفه رجلاً كان يرى في البشرية وحدة إنسانية، وهي تستحضره مع ما تراه من شرذمة في المبادئ على مستوى العالم، وتقول إنها عندما تشاهد الأشرطة التي تصور الذين يقتلون باسم الإسلام تعود فورا إلى مالكوم وقراره الجذري بأن يحول غضبه النبيل إلى رسالة عالمية من أجل العدالة الإنسانية.

وتضيف: “عندما أدعو أحد الأصدقاء لزيارة قاعة أودوبون في هارلم، أتساءل كيف سيكون رد فعل مالكوم أن المبنى الذي قتل فيه احتل بواسطة فرع بنك تشيس”.

وتؤكد أنه من خلال رحلتها “على خطى مالكولم” هذا العام في إفريقيا والشرق الأوسط، تعلمت أن المعرفة والتواضع وروح الدعابة هي أفضل الأسلحة وأعظمها في الكفاح من أجل الحرية.

واختتمت بكلمات مأثورة لمالكولم يقول فيها: “نحن بحاجة إلى التنوير. نحن بحاجة الى مزيد من الضوء ينير بعضنا البعض. ضوء يخلق الفهم والتفاهم، وتفاهم يوجد الحب، وحب يرسم الصبر، وصبر تتمخض عنه الوحدة. فعندما يكون لدينا المزيد من المعرفة (الضوء) عن بعضنا البعض، فإننا سنتوقف عن تبادل الإدانات وسوف تولد جبهة موحدة لنا”.

العربية نت

‫4 تعليقات

  1. الشخص الذي يلبس العمامة هو الشيخ ساتي ماجد شيخ الإسلام في امريكا في ثلاثينيات القرن الماضي ..

  2. لله الحمد فالسودانيون هم أمة وسط في الموقع واللون والعرق والأخلاق ووسط تعني الموقع وتعني الرفعة في لغة العرب، (وجعلناكم أمة وسطا) وللسودانيين فضل كبير في نشر الإسلام في أمريكا وكثير من مجاهل العالم لذلك نعاني ونظلم ولكننا ننتصر. وأمدرمان مدينة تحتفظ بشفرات السودان والمنطقة والعالم، ومن أبنائها من حكم دولا بالخارج وابحثوا في هذا الإسفير إن كنتم لا تصدقون.