رياضية

اتفاق مجموعة الدكتور و”30″ أبريل ليس نهائياً.. ساعات قليلة تفصل إصدار قرار نهائي أو انتظار لكونغرس الفيفا

عبر الاتحاد الدولي بوضوح عن موقفه تجاه أزمة كرة القدم السودانية وحدد شرطه في رفع التعليق على الكرة السودانية، عندما رفض خطاب الاتحاد السوداني الذي أفاد باستلام المقر، واشترط أن يتسلم خطابا من الجهة التي تسببت في اندلاع الأزمة أولا، يفيد بتخليها عن قرارها السابق، وهنا الوضع في غاية الوضوح، لا رفع لقرار التعليق إلا بخطاب من وزارة العدل.

وحتى بعد استلام هذا الخطاب لا يبقى الأمر سهلا، وفقا لمتابعة الاتحاد الدولي في الفترة الأخيرة وضع الاتحاد السوداني، ورغم ذلك فقد يقرر فيفا سريعا جدا رفع التعليق عن الكرة السودانية، وهو خيار غير مستبعد في ظل عدم رغبة الاتحاد الدولي لكرة القدم استخدام عقوبة التجميد الآن، فالتعليق يمكن أن تتم مراجعته سريعا، متى ما التزمت الدولة المعلق اتحادها بمطالب فيفا، ومتى ما قرر الأخير عدم تصعيد الأمر إلى أكثر من ذلك، فيمكن أن تقرر الأمانة العامة للفيفا أن ترفع التعليق استنادا على ثقتها في خطاب الاتحاد السوداني المعترف به، من قبل فيفا، بتسلمه المقر، ويمكن أن يتطور الأمر أكثر ويطالب فيفا بخطاب رسمي من الجهة التي تسببت أصلا في قرار التعليق.

مخاوف ومحاذير
ولكن التخوف من مطالبة الاتحاد الدولي بخطاب من الجهة التي أصدرت القرار قد تحدده مدى الثقة بين الاتحاد الدولي في أن الاتحاد السوداني لكرة القدم، يتجاوز متعمدا عن التدخل في شؤونه، سيما بعد أن تبين له من مخاطبة سابقة أن قادة الاتحاد السوداني الحالي يميلون إلى “التخلي عن النصوص القانونية”، مستندا في ذلك إلى خطاب الاتحاد السوداني قبل قرار التعليق، والذي أفاد “فيفا” بإدارة الاتحاد السوداني أعماله من مقر جديد، وهو أمر لا يقبل به فيفا حيث يتعامل مع المقر الموجود أصلا في عنوان الاتحاد المعني.

وفي هذه الحالة سيصر فيفا على ضرورة حصوله على خطاب من وزارة العدل يفيد بشكل واضح بإلغاء القرار السابق، والذي مكن مجموعة الفريق عبد الرحمن سر الختم من الدخول أصلا إلى مقر الاتحاد السوداني، من غير وجه حق، حسب وجهة نظر فيفا، الذي يعترف فقط بالاتحاد السوداني برئاسة دكتور معتصم جعفر، وكذلك ضرورة تنفيذ خارطة الطريق التي تم طرحها بواسطة وفد فيفا، مع حصوله على ضمانات تؤكد بشكل قاطعة عدم تدخل أية جهة في الانتخابات التي تلي نهاية الفترة التي حددها في خطابه الأول بمد أمد اتحاد معتصم جعفر.

وإذا أصر الاتحاد الدولي على هذا الأمر، إكمال خارطة الطريقة، وحصوله على ضمانات بعدم تأثير أية جهة على نتيجة الانتخابات، ولم يطمئن فيفا إلى الضمانات المقدمة إليه، فإن الأمر سيتحول تلقائيا إلى التجميد، وحينها تبدأ إجراءات مطولة جدا، قد تستغرق وقتا طويلا، حيث يشترط فيفا في هذه الحالة، أن يتم عرض الأمر على مجلس التنفيذي، والذي يمكن أن يدرج المسألة في أجندته المستقبلية، من غير أن يحدد موعدا لذلك، وهي خطوة يلجأ إليها فيفا حتى يضمن إيصال رسالة واضحة إلى الجهة المتسببة في صدور قرار التجميد بأنه لا يتسأهل في تدخل أي جهة كانت في أعمال اتحاد كرة القدم الوطني المنتخب.

الاتحاد الدولي لن يقبل تنازلات والاتحاد الكويتي في التجميد من ثلاث سنين
يمكن أن يقرر فيفا الإبقاء على الوضع كما هو عليه، التجميد، حتى يضمن عبر أطراف يثق بهم، بأن الأمر لن يتكرر.
وتبقى النقطة الجوهرية أن فيفا لن يتراجع عن أي من الشروط التي حددها سابقا في خارطة الطريق نحو انتخابات الاتحاد السوداني بعد نهاية فترة التمديد التي أقرها هو.

ويجب التنبيه على ضرورة تطبيق جميع الشروط التي حددها فيفا، فالتخلي عن تطبيق بند واحد منها، حتى لو كان هامشيا في اعتقاد أطراف الصراع المعني، فإن فيفا يصر على استمرار التجميد بغض الطرف عن مكانة الاتحاد المعني، ومدى تأثير منتسبيه على الكرة العالمية، فلا يزال الاتحاد الكويتي لكرة القدم، مجمدا للعام الثالث على التوالي، بسبب خلاف على بند واحد، لم يتم التوصل إلى اتفاق فيه بين الوازرة الكويتية المعنية، واتحاد الكرة الكويتي، مما فتح الباب حتى لتجميد اللجنة الأولمبية الكويتية، على الرغم، من وجود أحمد الفهد على رئاسة تجمع اللجان الأولمبية الوطنية، وكذلك لم يؤثر على فيفا أن الفهد نفسه كان عضوا في مجلس فيفا التنفيذي لحظة قرر الاتحاد الدولي رفض توصية الجمعية العمومية برفع الإيقاف عن الاتحاد الكويتي لكرة القدم.

أيام قليلة ومهلة غير بعيدة
يتعين على الاتحاد السوداني الالتزام بكل الموجهات التي طالب بها الاتحاد الدولي دون إبطاء أو النتظار وعدم الإخلال بأي من الشروط التي وضعها وأي تحايل قد تدفع معه الكرة السودانية المزيد من الثمن بعد أن دفعتها السمعة وطرد المريخ والهلال الأبيض من البطولات الأفريقية وكان أبناء الغرب الأكثر تضررا بعد أن تأهلوا فعليا، والتقط شيخ موكورو قفاز المبادرة وغادر فعليا.

هارون والوالي ومطالبات عادلة
كرد فعل طبيعي لغضبة تاريخية أعلن والي ولاية شمال كردفان أحمد هارون عن تصعيده للموقف حتى وإن وصل أعلى الجهات العدلية وهو عين ما فعله المريخ بعد أن صرف الناديان مبالغ باهظة للإعداد والتجهيز قبل أن يتلقيا ضربة موجعة بخروجهما وشطب ناتائجهما وهو ما يعني أنهما سيحرمان من أي مكافآت قد تغطي ولو جزءا من الصرف.

الخرطوم – حافظ محمد أحمد
صحيفة اليوم التالي