منوعات

تزايد حالات (الإسهال المائي) في دارفور والسلطات تؤكد محاصرتها

تزايدت عى نحو محوظ حالات الإصابة بمرض (الإسهال المائي) في عدد من ولايات دارفو، في وقت تؤكد السلطات الصحية والرسمية أن الوباء تحت السيطرة وتمت محاصرته بشكل محكم.

وأفادت متابعات (سودان تربيون) في ولاية شمال دارفور، أن الإصابات تزايدت خاصة في معسكرات النازحين بمحليتي الفاشر ،وكبكابية ، بينما يقول مسؤولي الصحة في الولاية أن معدلات الإصابة غير مقلقة.

وافاد سليمان علي، وهو أحد شباب معسكر (زمزم)- 15 كلم جنوب العاصمة الفاشر – (سودان تربيون) ان حالات الإصابة بالمرض في ازدياد.

وقال “المعسكر مفتوح ،ويوميا توجد إصابات جديده بالرغم من استنفار شباب المعسكر للتوعية ومجابهة المرض”.

ويؤكد علي محمد، وهو طبيب بمستشفي زمزم للنازحين لـ(سودان تربيون) أن المرض أودى حتى السبت الماضي بحياة 5 أشخاص ، بجانب 11 مصابا .

وأضاف ” المعسكر مفتوح، خاصة وانه يقع في مركز يربط مناطق، تابت شنقل طوباي، والمنطقتين بهما إصابات بالوباء” .

وبحسب وزارة الصحة بشمال دارفور فإنها سجلت 18 حالة وفاة بسبب الاسهالات المائية علاوة على 17 حالة اخرى في مراكز العزل وقال المدير العام لوزارة الصحة بشمال دارفور منير محمد مطر إن جملة الحالات المبلغ عنها بلغت309 حالة .

وقال ” اكثر المحليات التي سجلت اعلى نسبة في الاصابة هي محلية دار السلام منطقة “شنقل طوباي” وأضاف ،ن الولاية تمكنت من توفير مبلغ 400 الف جنيه الي جانب 200 الف جنيه كدعم من وزارة الصحة الاتحادية لمجابهة المرض .

وقال الدكتور آدم أحمد بمستشفي كبكابية لـ(سودان تربيون) إن مستشفي المدينة إستقبل 10 حالات توفي منهم 4 خلال الأيام الماضية .

وتابع ” تم تخريج 5 من جملة 10 حالات حتي الأحد الماضي وإستقبلنا 7 حالة اخرى ليصبح العدد 12 مريضا بالمستشفي أغلبهم من النازحين “.

واعتبر وزوير الصحة الاتحادي بحر ادريس ابوقردة خلال إجتماع اللجنة الفنية لمتابعة الاسهالات المائية بولاية شمال دارفور الاسبوع الماضي بمدينة الفاشر ، انتقال المرض من ولاية الي اخرى “مسالة طبيعية جدا”.

وقال أنذاك “نؤكد الإنحسار والسيطرة الكاملة ، لكن هذا لا يعني ان المرض انتهي ” وطالب ابوقرده في حديثه مع غرفة الطوارئ بولاية شمال دارفور بعدم التراخي وتكثيف الجهود.

كما أكد والي شمال دارفور، عبد الواحد يوسف حينها أن الوضع بولايته فيما يخص الاسهالات المائية “تحت السيطرة”، مقرا بوجود حالات إصابة، غير أنه وصف الموقف بـ ” غير المخيف” .

وقال المدير العام لوزارة الصحة منير مطر في تقرير للغرفه الفنية تحصلت(سودان تربيون) علي نسخته، إن هنالك تقرير يومي لمتابعة موقف الاسهالات المائية بالولاية .

وأوضح أن الحالات في منطقة ” شنقل طوباي” وحسب التقصي وجدنا ان عددا من طلاب المنطقة جاءوا من ولاية النيل الابيض لزيارة أهاليهم وباتوا سببا في انتقال المرض للمنطقة”.

وفى تقرير أمام مجلس الولايات بداية يونيو الماضي قال وزير الصحة الإتحادي بحر ادريس ابو قردة إن “حالات الاصابة بالاسهالات المائية التي ضربت ولاية النيل الابيض، بلغت حتى مطلع ذاك الشهر 5.244 حالة بينها 76 حالة وفاة”.\

وقال مطر ان نسبة الاصابة وسط النساء اكبر حيث بلغت 53 % والذكور 47%.

وأضاف ” المرض امتد الي محلية طويلة منطقة “تابت” ومن ثم الى كبكابية وهنالك حالتين وافده ، إحداها من ربك، والأخرى مجند قادم من معسكر اللواء شمس الدين بالخرطوم ،وحالتين داخل مدينة الفاشر تعافوا من المرض “.

واكد ان حالات الوفاة نجمت عن تأخر المرضي وعدم اسعافهم بصوره عاجله.

ويشكك الشيخ عيسي ادم احد شيوخ النازحين بمنطقة كبكابية في حديثه لـ (سودان تربيون) بأرقام الإصابة والوفيات المعلنة، قائلا ” السلطات بالمحلية لم يفصحوا بصورة واضحة عن عدد الذين اصيبوا والذين توفوا وأضاف ،”أشك في احصائيات الرسميين”.

وفي ولاية شرق دارفور، أثار قرار لمعتمد الضعين بمنع دخول اللاجئين من جنوب السودان المدينة، خوفا من شيوع مرض الإسهال المائي،عاصفة من إستياء قادة تنظيمات المجتمع المدني.

وكان المعتمد اصدر قرارا مطلع شهر يوليو الجاري بطرد اللاجئين الجنوبيين من عاصمة الولاية خلال 72 ساعة بحجة منع انتشار الوباء كما منع القرار نقل اي مواطن جنوبي الي العاصمة وفرض غرامة قدرها 10 الاف جنيه علي من يخالف القرار.

وانتشر الإسهال المائي، الذي يعتقد على نطاق واسع أنه مرض(الكوليرا) في معسكري “الكريو والنمر ” للاجئين بولاية شرق دارفور في منتصف شهر يونيو الماضي، وظهرت ما لا يقل عن 36 حالة بمنطقة “خزان جديد” التابعة لمحلية (شعيرية).

وافاد المدير العام لوزارة الصحة علي ابراهيم (سودان تربيون ) يوم الإثنين، بأن الأوضاع الصحية تحت السيطرة التامة نتيجة جهود كبيرة بذلتها وزارته لاحتواء الحالات وسط اللاجئين الجنوبيين بالولاية.

وشدد على أن قرار المعتمد القاضي بمنع دخول اللاجئين الجنوبيين الي المدينة ان بمثابة خطوة إحترازية ووقائية لمنع انتشار المرض.

وابان المسؤول ان فرق الطوارئ منتشرة وسط مخيمات اللاجئين موضحا ان وزارته تستقبل اية حالة حرجة يصدر امر تحويلها الي مستشفيات الضعين لتلقي العلاج لافتا الي ان قرار المعتمد خاص بالدخول العشوائي للجنوبيين الذين يحملون عدوى المرض قبل ظهور اعراضها .

وقال الناشط في مجال حقوق الانسان حامد عبدالله صالح “سودان تربيون ” الاثنين ان قرار معتمد محلية ” الضعين” الذي منع بموجبه اللاجئين الجنوبيين ” جائر و ظالم” يتنافى مع حقوق الانسان وانه انتهاك صريح يجافي حتي القانون الجنائي السوداني.

ودعا صالح كافة الحقوقيين والمحاميين الي رفع دعاوى جنائية في مواجهة المعتمد امام النيابة لمساءلته جنائيا محملا المعتمد مسؤلية وفاة اي جنوبي بعد قراره.

سودان تربيون