التعامد الثاني للشمس على الكعبة.. السبت المقبل
أفاد رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد أبو زاهرة بأن الشمس ستتعامد على الكعبة المشرفة للمرة الثانية والأخيرة هذا العام، يوم السبت 15 يوليو 2017؛ مشيراً إلى أن الفرصة ستكون سانحة لتحديد اتجاه القبلة من عدة مناطق حول العالم.
وجعلت تطبيقات الهواتف الذكية وغيرها من الأدوات تحديد اتجاه القبلة أمراً سهلاً؛ ولكن يمكن اختبار طريقة غير رقمية لمعرفة الاتجاه الدقيق للكعبة المشرفة.
ويحدث التعامد الثاني مع عودة الشمس “ظاهرياً” قادمة من مدار السرطان متجهة جنوباً إلى خط الاستواء، وتتوسط خط الزوال، وتصبح على استقامة واحدة مع الكعبة المشرفة، ويختفي ظلها وقت أذان الظهر للمسجد الحرام عند الساعة 12:27 بحسب التوقيت المحلي (9:27 صباحاً بتوقيت غرينتش).
وقال “أبو زاهرة”: ستكون فرصة لكل شخص للقيام بتحديد الاتجاه نحو القبلة؛ خاصة في المناطق البعيدة عن مكة في الدول العربية والإسلامية وكل المناطق التي تكون فيها الشمس فوق الأفق.
وأضاف: من خلال وضع قطعة عصا منتصبة بشكل عمودي وبمراقبة ظلها؛ فالاتجاه المعاكس لامتداد الظل يشير مباشرة نحو مكة؛ ولذلك فإن أي شخص يواجه الشمس في ذلك الوقت سيكون قادراً على معرفة اتجاه الكعبة بدقة توازي دقة التطبيقات الرقمية.
وأردف: يمكن الاستفادة من ظاهرة التعامد في حساب محيط الكرة الأرضية بطريقة غير رقمية؛ وذلك من خلال قياس زاوية ظل قطعة العصا في أي مدينة أخرى، ثم معرفة المسافة بين مكة وتلك المدينة، وبعملية حسابية بسيطة يمكن معرفة محيط الأرض، وهي طريقة قديمة تعود إلى أكثر من ألفيْ سنة مضت.
وتابع: يعود سبب تعامد الشمس فوق الكعبة المشرفة إلى مَيَلان محور الأرض بزاوية قدرها 23.5 درجة الذي يؤدي بدوره إلى انتقال الشمس ظاهرياً بين مداريْ السرطان شمالاً والجدي جنوباً مروراً بخط الاستواء أثناء دوران الأرض حول الشمس مرة كل سنة.
وقال “أبو زاهرة”: المناطق الواقعة في خطوط عرض أقل من 23.5 درجة شمالاً وجنوباً، كلها تشهد هذا الحدث مرتين في السنة؛ ولكن في أوقات مختلفة؛ حيث يعتمد الأمر على خط عرض ذلك المكان، وتتصف به أماكن قليلة من الكرة الأرضية وهي المحصورة بين خط الاستواء ومداريْ السرطان والجدي.
جدير بالذكر أن التعامد الأول حدث هذه السنة أثناء حركة الشمس الظاهرية وانتقالها من خط الاستواء إلى مدار السرطان في شهر مايو الماضي، وستعود الشمس وتتعامد مرة أخرى على الكعبة المشرفة في مايو 2018.
سبق
