النسخة “22” في مهب الريح: برمجة ضاغطة.. ومشاكل لا حصر لها تنتظر أندية الممتاز
بعيدا عن كارثة التجميد التي لحقت بالكرة السودانية وتسببت في إبعاد ناديي المريخ وهلال الأبيض من البطولة الأفريقية تسبب اتحاد عبد الرحمن سر الختم في تأجيل انطلاقة بطولة الدوري الممتاز بعد أن كان الاتحاد الشرعي قد أعلن برمجة ما تبقى من مباريات من القسم الأول وهو ما كان كفيلا بانتهائها مبكرا لتبدأ مباريات القسم الثاني عقب عطلة عيد الفطر المبارك، غير أن التخبط في القرارات بين الاتحادين تسبب في تأجيل انطلاقة المباريات وهو ما سيؤثر على الموسم بأكمله وسيجبر الاتحاد على إعلان برمجة ضاغطة ستكون مرهقة ومؤثرة بشدة على الأندية بلا استثناء كما ستؤثر على اللاعبين وتلحق بهم إضرارا بالغة وتتسبب في الإصابات والإيقافات وهو ما يؤثر على الأجهزة الفنية التي قد لا تجد قائمة كاملة في نهاية الموسم.
الفترة الزمنية المتبقية من الموسم لن تكون كافية وليس هناك طريقة لتمديدها لكون انطلاقة التسجيلات محددة بفترة زمنية معينة ومرتبطة بسيستم لا يمكن أن يتغير كما أن تعديل روزنامة الموسم لا يمكن تغييرها إلا بواسطة الجمعية العمومية.
لم تتبق سوي أشهر معدودة على إغلاق الموسم لن تكون كافية لأداء بقية مباريات القسم الأول المتبقية ومباريات الدور الثاني بأكملها في وجود 18 ناديا موزعين في ولايات السودان المختلفة وأصقاعه النائية وهو ما يصعب كثيرا من مهمة الأندية في التنقل بينها وأداء مباريات في توقيت مناسب بينما ستكون بطولة كأس السودان في مهب الرياح تماما مثل بطولة الدوري الممتاز غير أن بطولة الكأس لا تبدو مؤثرة وخلال سنواتها الماضية لم تعرف بطلا سوي المريخ وأحيانا الهلال إلا في بداياتها التي شهدت غيابا للفريقين عن المنافسة.
فترة زمنية قصيرة وصعوبات بالغة
تعتبر الفترة الزمنية التي فصلت بين انتهاء القسم الأول قبل التاسع من مايو الماضي وحتى الآن هي الأطول على الإطلاق إذ انها فاقت الشهرين وما تزال انطلاقة البطولة معلقة ولا أمل في بدايتها قبل أسبوع على الأقل من الآن على الأقل إن لم تكن أكثر من ذلك وهو ما يفاقم من الأزمة ويزيد مصاعب الأندية أكثر إذ أن الفترة المتبقية أقل بكثير عن التسعين يوما ستبرمج فيها 17 مباراة في الدورة الثانية بجانب مباريات متبقية من الدور الأول لتكون الفترة الزمنية للقسم الثاني هي الأقصر علما بأن النسخة الحالية تعد هي الأطول على الإطلاق لوجود 18 ناديا، بجانب وجود أندية من مناطق بعيدة وهو ما يصعب موقف الأندية أكثر.
* بطولة كأس السودان مهددة
تجميد النسخة الحالية لا يبدو بعيدا حال استمرت الأزمة أكثر ولم يتم وضع برمجة سريعة وضاغطة لما تبقى من مباريات من القسم الأول ومباريات القسم الثاني وبلا تأجيلات إلا عبر أضيق نطاق، وإذا كانت بطولة الدوري مهددة بالتجميد الداخلي وتكبيد الأندية المزيد من الخسائر فإن صعوبات أكبر ستواجه بطولة الكأس التي تلعب بعض من مراحلها في أي فترة توقف للنشاط وأحيانا تقام مبارياتها جنبا إلى جنب مع مباريات الدوري وإذا كانت البطولة الأولى تعاني من صعوبات في استكمالها فبطولة الكأس ستتواجه مصاعب أكبر، غير أن البطولة لا تعد مؤثرة إلا عبر نطاق ضيق إذ أنها غير مؤثرة في اختيار ممثلي البلاد في البطولات الأفريقية إذ أن الأندية التي تشارك أفريقيا هي الحائزة على المراكز الأربعة الأولى بطولة الدوري الممتاز.
* استفاقة متأخرة لأندية الدرجة الممتازة
أفاقت أندية الدوري الممتاز متأخرة بدرجة كبيرة ووقفت تتفرج على مشكلة اتحاد معتصم جعفر ومجموعة 30 أبريل ولم تتحرك إلا بعد أن شعرت بالخطر على موقفها من المسابقة كما أن انقسام الأندية ذاتها فاقم الموقف أكثر إذ أن الاتحاد العام أجرى برمجة فعلية لما تبقى من مباريات من القسم الأول وفي الوقت الذي بدأت فيه بعض الأندية نشاطها استعدادا لاستئناف النشاط كانت الأندية التي ساندت مجموعة 20 أبريل قاصمة ظهر للأندية التي ساندت الاتحاد الشرعي بتقديمها لخطاب تأجيل سارعت مجموعة سر الختم في قبوله والتوقيع عليه وتسبب التخبط في تأجيل المباريات فعليا، وكان استكمال بقية مباريات الدور الأول سيساهم في تقليص عدد المباريات التي ستلعب في الفترة الزمنية القصيرة المتبقية قبل إغلاق الموسم، الخلل الوحيد في البرمجة التي أصدرها اتحاد معتصم جعفر هو إعلانه لمباريات في بعض من المدن التي لا تتوفر في ملاعبها إضاءة غير أن الأمر كان يمكن تداركه بتعديل البرمجة لتلعب تلك المباريات عقب عطلة عيد الفطر.
* فرق الممتاز تواجه صعوبات بالغة في توفير معينات الإعداد
تأخير انطلاقة مباريات القسم الثاني لن يكون كارثيا على الأندية في البرمجة الضاغطة فقط وإنما في نفقات التسيير التي تحملتها الأندية والإيفاء بالتزاماتها تجاه اللاعبين والأجهزة الفنية في ظل عدم وجود مداخيل ثابتة وموارد للصرف، وعانت أندية الدوري الممتاز باستثناء المريخ، الهلال والهلال الأبيض الأمرين في تسيير نشاطها وستجد صعوبات بالغة لإعداد جديد بعد أن اضطرت لإجراء إعداد على مدى ثلاث فترات هذا الموسم وكانت الكثير من الأندية قد بدأت إعدادها متأخرة في بداية الموسم وعاودت الإعداد من جديد منتصف شهر رمضان قبل أن تتلقى مفاجأة غير سارة بتأجيل مباريات القسم الأول قبل استئناف النشاط وهو ما تسبب في عرقلة الإعداد بينما تسبب تجميد النشاط من قبل الاتحاد الدولي في مزيد من الجهجهة للأندية التي أصبحت لا تدري متى سيعاود النشاط ومتى ستنطلق المسابقات في ظل ضبابية وإن بدأت تنجلي غير أن آثارها ستتواصل.
الخرطوم – حافظ محمد أحمد
صحيفة اليوم التالي